ذكرت مجلة الإيكونومست البريطانية، فى تقرير لها، أن النظم الحاكمة فى الدول العربية لا تعرف الديمقراطية، وذلك رغم ما شهدته العديد من البلدان العربية من انتخابات برلمانية وتشريعية خلال الفترة القليلة الماضية.
وقالت المجلة فى تقريرها، إنه يوجد فى الدول العربية ما يشبه الديمقراطية، ولا تظهر ـ على حد وصف المجلة ـ إلا فى حال شعور النظم الحاكمة بالتهديد، مشيرة إلى أن الحزب الوطنى فى مصر، حينما شعر بتهديد وجوده فى السلطة لجأ إلى التزوير والعديد من التجاوزات فى سبيل رفع أغلبيته فى البرلمان من 75% إلى 95%.
ووضعت الإيكونومست عدة عوامل ترى أنها سبباً فى تراجع الديمقراطية فى الدول العربية، من بينها العامل التاريخى، وديانة غالبية الدول العربية بالإسلام، موضحة أن تاريخ النظم الحاكمة فى العالم العربى أنشأتها الإمبريالية الأوروبية والاستعمار الغربى الذى ركز على مصادر الطاقة فى هذه الدول، بدلاً من تشجيع شعوبها على الممارسات الديمقراطية.
وأوضحت المجلة، إن الإسلام كديانة سماوية وعقيدة، لا يعد عاملاً يعوق الديمقراطية ولكن الاتجاهات السلفية التى يتبناها عدد من المسلمين، ترفض حكم الإنسان، وبالتالى ترفض الديمقراطية من منطلق، أنها تتعارض مع حكم الله، مشيرة إلى أنه رغم وجود العديد من الدول الإسلامية الديمقراطية مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا إلا أنها ليست دولاً عربية، والعلاقة بين الدين والدولة لدى العرب يشوبها عدم الفهم، لذلك يفضل كثيراً من الليبراليين العرب العيش فى ظل نظام استبدادى بدلاً من الحياة تحت ظل حكماً إسلامياً، كما أن كثيراً من الجماعات الإسلامية المعارضة فشلت فى منافسة النظم الديكتاتورية، ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين ترى أن الله والتاريخ يقفان بجانبها، إلا أنها فشلت فى الانتخابات الأخيرة.
وأضافت أن فصل الخريف كان موسماً مزدحماً لما "يشبه الديمقراطية" فى الدول العربية، فالبحرين ومصر والأردن ثلاثتهم شهدوا انتخابات عامة، واختار السياسيون العراقيون أخيراً رئيس حكومتهم الجديدة بعد أكثر من سبعة أشهر على الانتخابات العامة، بما أنهى الجدل حول اقتسام المغانم، كما أن الانتخابات التى أجريت فى السنوات القليلة الماضية فى الجزائر والمغرب والكويت ولبنان وتونس واليمن، جميعها لم تؤدِ إلى أى تغيير فى هرم السلطة، وتدهورت كلمة الديمقراطية إلى النقطة التى لا تجعل هناك فارقاً كبيراً بين تلك الدول التى يفترض أنها تمارس الديمقراطية، والدول الأخرى التى لا تدعيها مثل السعودية.
وذكرت المجلة، أنه بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة وانتشار موجة عالمية من الديمقراطية بعدها، وبعد ما يقرب من عقد على محاولات الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش إطلاق موجة ديمقراطية بدوره، فإن العرب على يبدو أنهم لا يزالون متحصنين بشكل غير معتاد ضد انتشار الديمقراطية، فمن بين 22 دولة عربية، يوجد فقط ثلاثة دول بها ديمقراطية حقيقية، وحتى هذه تعانى من عيوب.
وتمضى المجلة فى القول إن العراق، برغم نزيف الدماء، إلا أنه ابتعد عن حكم الحزب الواحد لكنه يفتقر إلى التوافق فى الآراء الطوائف المختلفة ويفتقر كذلك على المؤسسات اللائقة، ولبنان رغم أنه يحافظ على كونه مجتمعاً منفتحاً وتعددى، إلا أنه يشهد حالة استقطاب شديدة بين الطوائف الشيعية والسنية وغيرها.
ورغم إجراء انتخابات حرة فى الأراضى الفلسطينية عام 2006، إلا أن الطرف الفائز وهو حركة حماس منع من ممارسة السلطة عبر الأراضى المقسمة.
"الإيكونومست" تصف جامعة الدول بـ"نادى الحكام المستبدين".. وتؤكد: النظم العربية لا تعرف الديمقراطية.. ورغم اعتقاد "الإخوان" بوقوف الله والتاريخ بجانبهم إلا أنهم فشلوا فى منافسة الحزب الوطنى
الجمعة، 03 ديسمبر 2010 02:13 م
الإيكونومست أكدت فشل الإخوان والمعارضة الإسلامية فى مواجهة النظم الحاكمة بالدول العربية