معتز نادى تكتب:انتبهوا يرحمكم الله

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010 09:27 ص
معتز نادى تكتب:انتبهوا يرحمكم الله د. فاروق الباز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا تأخر الرد؟
مؤكد أن هذا السؤال قد أطلقته ألسنة من يعشقون تراب البلد عن حق وليس بمجرد حبه عبر أغنية يشربون فيها من النيل أو يتحاكون عن غلاوتها بإطلاق شعارات لا تتحول إلى أفعال.
ومناسبة هذا السؤال تعود إلى عام 1986 عندما تقدم العالم المصرى فاروق الباز بنص مشروع ((ممر التنمية والتعمير)) الذى قضى فى إعداده سنوات طويلة لدراسة صحراء وأراضى مصر.

الملك كما يطلقون عليه فى وكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء حاول أن يقدم المشروع كهدية لوطنه لكن يبدو أن الحكومة وقتها لم ترد على الهدية و تأخر ردها.. أو قل تاه.. لكن عالمنا الجليل قرر بكل دأب أن يعمل على القيام بمزيد من الأبحاث لتطوير المشروع وقدمه مرة أخرى للحكومة عام 2005.

ووفقا للتفاصيل المنشورة بتاريخ 23 ديسمبر 2010 على صحيفة المصرى اليوم فقد أشار الدكتور الباز إلى أنه ((بطلب من السيد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء قامت لجنة وزارية برئاسة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى بدراسة جميع أفق المقترح بناء على دراسة مستفيضة من أهل الخبرة فى المهن المختلفة أثناء السنوات الثلاث الماضية)).

أخشى على المذكور سابقا أن تكون هذه اللجنة المشكلة قد سارت على نهج الفنان حسن مصطفى فى فيلم أرض النفاق الذى أشار إلى تشكيل لجنة من وراء لجنة لأجل خاطر عيون ((الشنكل)) الذى تم تركيبه ولكنه اختفى من المصلحة وتكلفت إجراءات اللجان الجنيهات بينما تركيب أى شنكل لا يتكلف وقتها سوى عدة قروش وتتذكر بالطبع القدير فؤاد المهندس بأسلوبه الفكاهى عندما اعترض على الروتين الذى يؤخر ولا يقدم.

نعود إلى الدكتور فاروق الباز الذى استند فى مشروعه المعدل إلى فكرة الحضارة التى تعتمد عند قيامها على تهيئة الحياة الكريمة للشعب وإنتاج فائض غذائى والاعتماد على أصحاب الخبرة وطالما أن الدكتور الباز قد تحرك فى أراضى مصر ونجوعها ليتوصل إلى أنسب موقع لتنفيذ مشروعه فهو أهل للخبرة التى لو استغلها من يريدون الخير للبلد لأصبحنا فى حال كريم.

إن فكرة المشروع تتلخص ببساطة فى شق طريق رئيسى يبدأ من غرب الإسكندرية ويستمر حتى حدود مصر الجنوبية وإنشاء شريط سكة حديد بالإضافة إلى وجود 12 محورًا من الطرق العرضية التى تربط الطريق الرئيسى المنتظر بمراكز التجمع السكانى مع توفير موارد جديدة للكهرباء والطاقة والمياه أى أن المشروع بأبسط من البساطة عند تحقيقه يفك الزحمة السكانية على شريط نهر النيل الذى لا يزال يجرى لكنه يضيق بسكانه المطلين عليه.
لقد عدد الدكتور الباز مزايا المشروع منها على سبيل المثال توفير مئات الآلاف من فرص العمل وزيادة مساحة الأراضى المزروعة على أرض مصر التى تسبح خريطتها فى لون أصفر لا زرع فيه
ولا ماء.

يتضح من السابق ذكره أن المشروع بمثابة هدف قومى ينبغى الالتفاف حوله كما كنا فى سابق عهدنا وخير مثال تجربة بناء السد العالى التى رفض فيها البنك الدولى أن يدعم مصر لكن السد لم يصبح حلما بل صار حقيقة ومشروعا ((ممرالتنمية والتعمير)) لكى يصبح حقيقة فهو يحتاج إلى 24 مليار دولار وهذا رقم كبير حبتين ثلاثة أربعة لكنه يحتاج لتكاتف كل من يحب البلد ويسعى لمعيشتها فى عيشة راضية والموضوع هنا لن يأتى بالتمنى.. فأضعف الإيمان أن تسعى الحكومة إلى تنفيذ المشروع ولو على خطوات بل ويجب أن يظهر الدور الوطنى من رجال أعمال الحزب الوطنى حتى نطمئن ونضع بطيخة صيفى فى بطوننا لتؤكد أن مستقبل ولادنا زى الفل.

فمعروف أن غالبية رجال الأعمال من أعضاء الحزب الوطنى
وأتمنى أن يكونوا رجالا بمعنى الكلمة تبقى أموالهم فى خدمة البلد
ولا يكونون على شاكلة من خرج ولم يعد بعد أن نهب قوت الغلابة وقام بالـ (تكويش) على المال العام.

إن الدكتور الباز استطاع أن يريح ضميره فيما قدمه من دراسات
وأبحاث بخصوص هذا المشروع الذى لا يصلح أن يكون مجرد كلام نمر عليه مرور الكرام و على من يهمه الأمر أن يحكم ضميره لصالح البلد التى تربى فى خيرها.
فمصر لا تحتاج إلا لمن يراعى الله فيها حتى لا يأتى وقت نبكى فيه على اللبن المسكوب فلا تسامحنا الأجيال القادمة ولا صفحات التاريخ.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة