"يمكن النهارده.......!" هل يمكنكم تخمين ما أقصده وما أعنيه بتلك العبارة؟؟ لن أضعكم، أصدقائى، فى موضع تخمين كثيرا.. فقط كل ما أرجوه أن نفكر معاً بعد أن يتضح لنا المعنى فى أن نجعل تلك العبارة شعاراً لنا فى يومنا وعملنا.. نضعها نصب أعيننا فى عباداتنا.. معاملاتنا.. علاقاتنا الروحية والإنسانية.
"يمكن النهارده.......!" وما المانع؟ وهو ليس بالضرورة أبدا أن يرسل سفيراً يمهد لزيارته.. لا شىء يحول بيننا وبينه.. بمجرد أن يحين الموعد.. هو ينفذ أوامره دون نقاش.. لا يمكنه أن يضل مرماه.. ينفذ الأوامر دون نقاش.. لا يعنيه إن كنت فى أوج استعدادك.. أم كنت متلاهياً فى حالة نسيان أو بالأصح تناسى.
وليس من شأنه أيضا أن يأخذ بعين الاعتبار كم تبلغ من العمر.. وليس هناك ثمة تفرقة بين من هم فى العقد الخامس أم الثانى أو حتى الأول من العمر.
"يمكن النهارده.......!" أقصد بها أن نتوقع وصول ذلك الزائر الذى ليس كبقية الزوار.. زائر لا يمكن لأحد رده.. ولا حتى أن يطلب وده من أجل بضعة لحظات أخرى.
هذا الزائر الذى يسدل الستار على الفرصة التى ليست بعدها فرصة.. معلناً نهاية حياة وبداية حياة أخرى.. وفقا لما كان فى الأولى من أعمال.. خيرة كانت أم شريرة.. نافعة كانت أم هدامة.. صالحة أم طالحة.. خالصة أم مرائية.. ضعوا أصدقائى كل المعانى الحلوة وأضدادها، وأكملوا أنتم بقية السطور حتى تتضح معالم الكتاب.
لكل منا كتاب.. لا يهم عدد صفحاته بقدر ما يهم ألوان سطوره.. وما بين سطوره.. نوعية كلماته.. مترادفات معانيه. أتخيل إن أصبحت هذه العبارة متررد صداها داخل النفوس.. وقتها ترى ما الذى يمكن أن تصير إليها الحياة؟! وما الذى يمكن أن تتحول إليه النفوس؟!
لا شىء غير أن تتطهر القلوب من الملوثات جميعها على اختلاف أشكالها بسرعة البرق أو ربما تتفوق عليه بسرعة.. فلم يعد هناك وقت والفرصة قاربت على الانتهاء. لا شىء غير الإنصات بقوة إلى الضمير الإنسانى بعد أن تهدم فوراً أى سدود أو حواجز تحول بين سماعه جلياً واضحاً مجلجلاً بصوت الحق.
لا شىء غير أن تهدأ النفوس وتسكن من صراعاتهاعلى نيل واستحواذ المادة بكل أنواعها. لا شىء غير أن يسود ناموس المودة والرحمة والإحسان. لا شىء غير العمل ثم العمل ثم العمل الذى يحوى ين طياته عبادات ومعاملات وبذر وغرس وإنتاج بنفس مطمئنة هادئة قريرة العين.. فقد قرب يوم الحصاد.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة