تعد أسماك القراض من الثروات القومية المهدرة والتى تنتشر بصورة كبيرة فى مياه البحر الأحمر إلا أنها من الأسماك السامة التى يتجنب البعض تناولها خشية أن يصيبه سمه، وقد شهدت الفترة الماضية حوادث تسمم نتيجة تناول هذا النوع من السمك.
وكانت أسوأ هذه الحالات هو وفاة 7 أشخاص خلال الشهور الأولى لعام 2007 من أصل 280 حالة تسمم، وشهدت الأعوام التالية حالة وفاة فى كل من 2008 و2009، وكان آخر ضحايا هذا النوع من الأسماك هو إصابة 7 أفراد من أسرة واحده و5 آخرين بالسويس خلال الشهر الحالى نتيجة تناولهم وجبة غداء من سمك القراض، حيث قام رب الأسرة بشراء السمك على أنه تم تنظيفه جيداً من السم إلا أنه وبعد أن تناولته الأسرة وجبة الغداء أصيبوا بحالة تسمم أدت إلى نقلهم إلى مستشفى السويس العام لتلقى العلاج.
ورغم أن القانون يغرام الصيادين 10000 جنيه وحبس سنة فى حالة قيام أحد بتداوله وبيعه، إلا أن سوء الرقابة على الأسواق والموانئ أدى إلى انتشار هذا النوع من الأسماك فى حلقات السمك مما يعرض حياة الكثيرين للخطر.
ويقول الدكتور "عادل صلاح محمد الحاصل على دكتوراه فى دراسة سموم سمك القراض والباحث بقسم فيسولوجيا الأسماك شعبة المصائد بالمعهد القومى لعلوم البحار بالسويس"، إن هذا النوع من الأسماك من رباعية الأسنان وتسمى المادة السامة "بتيترودوتوكسين" وهو سم قوى جداً يساوى قوته 50 مرة من مادة سيانيد البوتاسيوم السامة، ويستهدف سم سمكة القراض الجهاز العصبى الطرفى، وآلية عمله هو غلقه لقناة الصوديوم وهى المسئولة عن نقل الإحساس، ومن الآثار المترتبة على غلق هذه القناة هو الشلل والإحساس بالتنميل، ويبدأ باللسان والوجه ثم ينتشر إلى الأطراف، وفى المراحل المتقدمة والتى يتم فيها بكمية كبيرة من السم يؤدى ذلك إلى شلل عضلة الحجاب الحاجز والتى تؤدى إلى الوفاة مباشرة، وقد شهدنا حالات وفاة من قبل بسب تناول هذا النوع من الأسماك.
ويستحسن فى حالة التسمم اللجوء التقيؤ سواء طبيعيا أو باستخدام مقيئ مثل تناول برشام الفحم بكميات كبيرة، وسرعة الذهاب إلى أقرب مستشفى طوارئ أو مراكز التسمم المعروفة وبسرعة كبيرة، ولابد أن يتم عمل غسيل معدة، وإن أمكن يتم إخراج مافى الأمعاء عن طريق المناظير، وهناك خطورة إذا تناول المصاب السمك السام وأخلد إلى النوم بعد أن أحس بأعراض السم حيث يمكن أن يؤدى إلى وفاة هذا المصاب.
يضيف الدكتور عادل أن هناك قانونا لمنع تداول هذا النوع من الأسماك وهناك جهات هى المسئولة عن عدم انتشار هذا النوع من الأسماك وهى، حرس الحدود وهيئة الثروة السمكية فى الميناء، ومباحث التموين، ومعنى أن تتواجد هذه الأنواع بالأسواق أن هناك جهة من هذه الجهات قد قصر فى عملها، وهو الآن يتم تداوله وبيعه فى سوق الأنصارى بصورة علنية دون أى رقيب.
وحول سبب تناول المواطنين لهذا النوع رغم معرفتهم بسمه قال دكتور عادل إن هناك معلومات انتشرت بين الناس أن السمك يكون آمن بمجرد سلخ الجلد وقطع الرأس وإزالة الأحشاء ولكن هذه المعلومة خطأ، حيث إن السمك يمر بمراحل تخزين سيئة حتى يصل إلى الناس، حيث يقوم الصيادون بتجميع السمك فى حاويات كبيرة ويترك لفترات طويلة لحين تهريبه ولا يتم تجميده بطريقة صحيحة مما يؤدى إلى تسرب السم إلى باقى أجزاء السمكة وحيث إن هذه المادة السامة قادرة على اختراق اللحم بصورة كبيرة، ولكن هناك طرقا لتفادى سم هذا السمك منها أن يتم تنظيفه لحظة صيده مباشرة وبطريقة معينة وهذا لا يقوم به الصيادون.
ويضيف دكتور عادل أن هذا النوع من السمك هو ثروة قومية مهدرة حيث إن المادة السامة التى بداخل هذا السمك يمكن الاستفادة منها فى أكثر من غرض طبى.
سمك القراض
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة