قالت صحيفة "ميل أند جارديان" الأفريقية، إن الاستقرار السياسى فى مصر "معلق فى الميزان" بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى وصفت على نطاق واسع بأنها فوضوية وتخالف بشكل كبير أى إصلاحات سياسية تم تحقيقها فى البلاد على مدار العقود الثلاثة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج الانتخابات استنزفت أية مصداقية متبقية من العملية الانتخابية، وكانت بمثابة مقامرة من قبل الحكومة.
ورأت الصحيفة فى المقال الذى كتبه هانى بسادة، كبير الباحثين فى معهد شمال أفريقيا بكندا، أن الموقف الدستورى المحدود لجماعة الإخوان المسلمين، قد ساعد النظام على تأسيس موطئ قدم ليس فقط فى البنية الاجتماعية للدولة ولكن أيضا فى المشهد السياسى، وتحديداً على المستويات الإدارية.
وكانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة قد جعلت جماعة الإخوان المسلمين بلا أى مقعد فى البرلمان، بعد أن كانوا يسيطرون على 20% من المقاعد.
واعتبرت الصحيفة، التى تصدر من جنوب أفريقيا، أن الانتخابات فى مصر التى كانت نتيجتها متوقعة ولم تحظ بنفس الاهتمام الدولى الذى حصلت عليه الانتخابات فى كل من ساحل العاج وهايتى.
ورغم ذلك لا تزال نتائج الانتخابات فى مصر ذات أهمية حاسمة، حيث إنها تظهر حقيقة أنظمة الحزب الواحد التى لا تزال سائدة فى شمال أفريقيا فى الوقت الذى تزدهر فيه الديمقراطية التعددية فى جنوب الصحراء الكبرى.
وتحدثت الصحيفة عن الأحوال الاقتصادية فى البلاد، قائلة إنه بعد ثلاثة عقود من التحرر الاقتصادى، لا تزال الحكومة تناضل من أجل رفع معدلات الاستثمار وفشلت إلى حد كبير فى خفض العجز التجارى.
وأضافت أن المعدلات المرتفعة من البطالة والفقر فى الأحياء الفقيرة فى المدن والمناطق الريفية، والتى تفاقمت بسبب الأزمة المالية العالمية وأزمة الغذاء، إلى جانب محاولات الحكومة اليائسة للتمسك بالسلطة على حساب تآكل الشرعية والمصداقية، والانقسام المستمر والضعف بين أحزاب المعارضة العلمانية، كل ذلك ساعد على عدم الاستقرار السياسى وإيجاد أرض خصبة للأصولية الإسلامية بين السكان الذين يزداد سخطهم على نحو متزايد.
صحيفة أفريقية: عدم الاستقرار السياسى فى مصر يهدد بانتشار التطرف
الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010 03:57 م