قطعت الإشادات المتكررة التى تلقتها حكومة الدكتور نظيف خلال مؤتمر الحزب الوطنى، الطريق على التكهنات التى ملأت الأجواء عقب انتخابات مجلس الشعب، بوجود نية لإجراء تغيير وزارى شامل فى أقرب فرصة، حيث بدا الدكتور نظيف واثقا من نفسه ومن حكومته وعبر عن حالة الفخر فى خطابه أمام الجلسة الختامية للمؤتمر قائلا: "الحكومة أثبتت أنها قادرة على ما تعد به أمام المواطن وأمام الحزب، ولن أتحدث عن إنجازاتنا".
الثقة التى ملأت رئيس الوزراء صاحبها الإعلان عن نشاط حكومى مكثف خلال الأيام المقبلة مما يغلق الباب تماما أمام أى توقعات بتغيير الوزارة، حيث يعقد نظيف اجتماعا وزاريا هاما يوم الخميس يستعرض فيه مجلس الوزراء حزمة مشروعات القوانين التى من المقرر أن تتقدم بها الحكومة للبرلمان فى دورته الحالية، وعلى رأسها قانون التأمين الصحى والوظيفة المدنية والإدارة المحلية وتنشيط التجارة الداخلية، كما يناقش الاستعدادات لعقد أضخم منتدى للاستثمار بالمنطقة فى فبراير المقبل، لجذب الاستثمارات الخارجية لمصر، والتوسع فى إقامة المشروعات المشتركة، فى مجالات النقل والسكك الحديدية.
من المقرر أن يشهد الاجتماع الوزارى مراجعة الإنجازات التى حققتها الوزارات خلال 2010، والمشروعات المقرر تنفيذها خلال العام المقبل، خاصة ما يتعلق بتنفيذ البرنامج الانتخابى الرئاسى فى عامه الأخير.
وياتى البند الأخير فى الاجتماع الوزارى الخاص بمراجعة إنجازات الحكومة متسقا مع المديح والإطراء الحزبى الذى حصلت عليه الحكومة فى مؤتمر الحزب الوطنى الأخير، وهو ما عبر عنه خطاب أحمد عز أمين تنظيم الحزب، والذى اعتبر أن مصر تحسنت كثيراً فى عام 2010 عن 2005، واستشهد بزيادة معدلات النمو والإنفاق العام والإيرادات العامة وتوفير فرص العمل التى قاربت 4 ملايين فرصة للشباب، بالإضافة إلى أن مليون مصرى اشتروا سيارات جديدة خلال عام2010 كما ذكر أن 5 ملايين موظف زادت رواتبهم بنسبة 100%، ومليون ونصف مدرس حكومى زادت رواتبهم بنسبة وصلت لـ200%.
الدكتور عمار على حسن الخبير السياسى، اعتبر ما ورد فى خطاب أحمد عز لم يأت حبا فى حكومة أحمد نظيف، ولكن كان الهدف منه إثبات أن الحزب حقق إنجازات وتمكن من تنفيذ برنامج الرئيس.
وأضاف: "أتصور أن هناك مأزقا يمنع القيادة السياسية من تغيير الحكومة الأن وهو أن إقالة الحكومة فى العام الأخير من الدورة الرئاسية للرئيس مبارك تعنى بشكل مباشر أنها فشلت خلال الـ5 الماضية فى تنفيذ برنامج الرئيس، وهو ما يتناقض مع الحديث عن أن الرئيس وعد فأوفى".
أوضح عمار أن هناك فارقا بين التعديل الوزارى والتغيير الوزارى ويقول: "التعديل معناه أن يبقى رئيس الوزاء فى موقعه ويحدث تغيير فى عدد واسع أو ضيق من الحقائب الوزارية، أما التغيير فيعنى إقالة رئيس الوزراء وإسناد مهمة تشكيل الوزارة لرئيس وزراء جديد"، لافتا إلى أن التكهنات التى سبقت مؤتمر الحزب الوطنى كانت تدورحول تعديل وزارى وليس تغييرا للوزارة.
وأكد عمار، أن أغلب المعلومات التى يتم تداولها عادة قبل إجراء أى تعديل أو تغيير وزارى، غالبا لا تكون حقيقية نظرا لأن رئيس الجمهورية هو وحده الذى يمسك القرار بيده وأضاف: "من خلال خبرتنا مع الرئيس مبارك فإن قرارات التعديل الوزارى تأتى دائما مفاجئة.. والفترة الماضية شهدت إرهاصات لوجود رغبة فى إجراء تعديل وزارى تكشفت من خلال النقد الذى وجهه عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية لاداء حكومة نظيف عقب انتهاء انتخابات مجلس الشعب، وأضاف: "فى النهاية يبقى أى تغيير مجرد تغيير فى الوجوه وليس فى السياسات".
بينما أكد د.جهاد عودة الخبير السياسى والقيادى بالحزب الوطنى، أن كل ما أثير عن التعديل الوزارى خلال الفترة الماضية كان مجرد تكهنات صحفية لا يأخذ بها صانع القرار، موضحاً أن حكومة الدكتور أحمد نظيف تستحق الإشادة التى تلقتها فى المؤتمر الأخير للحزب الوطنى لأنها تمكنت بحسب رأيه من أن تقلل الآثار السلبية التى كانت مصر معرضة لها أثناء الأزمة المالية العالمية.
حكومة نظيف تتلقى إشارات الاستمرار من مؤتمر "الوطنى" وسط بورصة تكهنات التعديل الوزراى.. عمار على حسن: إقالة الحكومة يعنى الفشل فى تنفيذ برنامج الرئيس.. وعودة يؤكد: الحكومة تستحق الإشادة
الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010 02:16 م