قليلون هم الأوفياء فى عالم ندر فيه العظماء، وأصبحت القيم والأخلاق النبيلة عملة نادرة، ومعدن نفيس لا تجده بسهولة، عالم بغيض قلّ فيه الأوفياء لروح الصداقة والسلام والتواصل بين الشعوب، ذلك الوفاء الذى كرّس له المجتمع الدولى أياماً مشهودة، وأعياداً عالمية، وأقام الاجتماعات والمنتديات التى يتوافد عليها الزعماء والوفود من كل حدب وصوب، ويتم إنفاق الملايين فى أيام قليلة ومعدودة من أجل تنظيم تلك الندوات والاجتماعات، تلك اللقاءات التى تنظم تحت مسميات جذابة مثل: يوم الوفاء للأرض أو للشعوب الأفريقية أو للجوع أو لمتضررى السيول والكوارث الطبيعية.. وغيرها من العناوين.
أقول إن تلك الاجتماعات ما هى إلا فرصة للدول الكبرى، كى تجمل من صورتها أمام شعوب الأرض وتعطى نوعاً من المسكنات للدول الفقيرة والمتهالكة، لعل حفنة من الدولارات تسكتهم عن العويل والمطالبة بحقوقهم، أو تعمى أعينهم عن جرائم الدول الكبرى بحقهم وحق كوكبهم الذى يعيشون عليه! كم من جرائم ارتكبتها القوات العسكرية للدول الكبرى فى البلدان الفقيرة؟! وكم من ثروات سُرقت ونُهبت من أراضيها؟! وكم من سنوات طويلة ضاعت من أعمار تلك الشعوب تحت وطأة الظلم والاستعمار؟! أعتقد أن الوقت قد حان للدول الفقيرة بأن تتخلص من نير الظلم وقوى الفساد والاستعمار سواء فى الدول الكبرى خارج حدودها، أو ممثلى الاستعمار داخل الحدود مثل: حاكم ظالم أو مسئول فاسد أو كل حكومة تنهب ثروات الشعب وموارد رزقه، وكل شخص يحاول تسخير الطاقات القومية للدولة لنفسه ولمصالحه الخاصة، كل هذه صور للاستعمار ولكنها مقنعة بوجوه من أبناء الوطن، لقد عانت الكثير من الشعوب من كذب الدول الكبرى، وكذلك كذب المسئولين المحليين فى دولهم، ألم يحن الوقت لكى تنهض تلك الدول من سباتها الذى تغط فيه منذ القدم؟ أم أن مسكنات الدول الكبرى مثل يوم الوفاء ويوم التضامن ويوم جمع التبرعات والمعونات ستظل تخدرنا بها إلى الأبد؟!
أحمد مصطفى الغـر يكتب: كذبة كبيرة اسمها الوفاء للشعوب الفقيرة
الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010 10:05 ص