انتقلت حمى استفتاء حق جنوب السودان الى القاهرة، بعدما بدا تنافس شريكى الحكم فى السودان "المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان" عبر مكتبهما فى مصر للتأثير على 3352 جنوبيا سجلوا أسماءهم فى مفوضية الاستفتاء ليكون لهم حق التصويت فى التاسع من يناير المقبل.
التحركات السودانية فى القاهرة تعددت ما بين لقاءات يجريها ممثلو القوى السودانية فى القاهرة مع الجالية الجنوبية لمحاولة إقناعهم، إما بالتصويت لصالح الوحدة كما يريد حزب المؤتمر الوطنى، أو الانفصال كما تريد الحركة الشعبية، وما بين الاتجاهين لم تتضح حتى الآن اتجاهات الجنوبيين، رغم وجود تأكيدات بأن غالبيتهم يتجهون للانفصال.
الدكتور وليد السيد على مدير مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة قال، إن المكتب يقوم بتحركات عدة تجاه الجنوبيين فى القاهرة من خلال قطاع الجنوب بالمكتب الذى كثف رعايته لمصالح الجنوبيين فى القاهرة وأى مكان خارجى، لافتا إلى أن هذا القطاع قام مؤخرا بإجراء حملات توعية للجنوبيين بخطر الانفصال، وانتشرت هذه الحملة فى المدارس، بالإضافة إلى عقد ندوة إقليمية حول وحدة السودان، ونعمل حاليا على مواجهة الأمر بمراقبة العملية الاستفتائية حتى تنتهى بسلام ونرضى بالأمر الواقع.
وقال، المهم الآن هو أن يذهب كل من سجلوا أسماءهم فى المفوضية للإدلاء بأصواتهم، خاصة أن قانون الاستفتاء يشترط حضور 60 % ممن سجلوا أسماءهم كشرط لنجاح الاستفتاء، معترفًا فى الوقت ذاته بأن كل المؤشرات الحالية تؤكد الانفصال، قائلا " ما علينا سوى تقبل الأمر الواقع".
عماد محمد الخور، الأمين العام لمكتب الحركة الشعبية بالقاهرة، قال إن الأمور بالنسبة لهم محسومة لصالح الانفصال، لذلك لا يبذلون جهدًا كبيرًا لإقناع الجنوبيين بالتصويت لصالح الانفصال، لأنهم ذاهبون للانفصال لا محالة، معتبرا أن الجنوبيين الذين يعيشون هنا فى القاهرة هم من الهاربين من قمع الشمال لهم، ولديهم رغبة فى العودة مرة أخرى لديارهم، لذلك سيصوتون للانفصال لربما يعود منهم الكثير للسودان مرة أخرى بعد أن تصبح دولتهم مستقلة بذاتها، لكنه رغم ثقته الزائدة أبدى تخوفه من حدوث مفاجآت فى التصويت، معتبرا أن حدوث مفاجأة أمر طبيعى.
وقال الخور، "إن ما يحدث لا حل له سوى الانفصال، فقد حاولنا تقديم أسس وقوانين جديدة من أجل وحدة السودان، لكن لا يحدث شىء جديد غير المحاربة العرقية والتهميش المستمر من قبل الشماليين"، معددا فى الوقت ذاته المزايا التى يراها من وجهة نظره كفيلة لإقناع الجنوبيين بالتصويت للانفصال، وهى " ستكون لدينا دولة قوية، مليئة بالموارد الغنية وبها أيد عاملة كثيرة، وستجد اهتماما من جميع دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية والعربية، ولذلك سيكون لدولة الجنوب دور فعال فى الشرق الأوسط، وسيرى الجنوب تطورًا هائلا فى الزراعة والصناعة، حيث سيتوافر بها الأمان والمناخ الهادئ المهيئ للعمل الجاد الذى يجعل منها بلدًا عظيمًا "، لافتا إلى أن الخرطوم ضيعت فرص الوحدة.
ورد الدكتور وليد السيد " نحن لم نُضِع فرص الوحدة من أيدينا إطلاقا، بالعكس نحن خططنا لأكثر من اتفاقية لتأكيد الوحدة، وقدمنا عروضا كثيرة مثل تقسيم النفط بين الشمال والجنوب لدعم الوحدة بشتى الطرق، لكن الجنوب لا يقبل أى دعم للوحدة واستغلوا أموال النفط فى التسليح لمواجهة الانفصال، ولتطبيق أجندة جهات خارجية، ويريدون أن يكون لهم كيان مستقل وأطماع أخرى متعددة"
العلاقة بين جنوب السودان وإسرائيل من الأمور التى جعلت الكثيرين يتشككون من أمر الدولة الجديدة، كما قال الدكتور وليد السيد، الذى رفض وصف هذه العلاقة بالشائعة، مؤكدًا أن الكل يشهد ذلك منذ عام 1983، حيث صرح أكثر من مصدر عسكرى إسرائيلى بأنهم نجحوا فى تنفيذ خططهم بانفصال السودان والاستحواذ على الجنوبيين بأسهل الطرق".
ولم ينس الأمين العام لمكتب الحركة الشعبية بالقاهرة، التأكيد على أن دولة الجنوب المتوقعة ستكون لها علاقات قوية مع مصر، أكثر من علاقة مصر بالخرطوم، مرجعا ذلك لوجود علاقات أسرية وعلاقات حميمة مرتبطة بالعلاقات التجارية، هذا بالإضافة إلى ارتباط الجنوب مع مصر بنهر النيل التى ستخلق علاقات أكثر حميمة، نافيا ما تردد عن اتجاه الجنوبيين للتكتل مع بقية دول حوض النيل التى وقعت على مسودة الاتفاق الاطارى ضد مصر، وقال "لن نفعل ذلك مع مصر إطلاقا، لأنها أول دولة اعترفت بالجنوب ومهتمة بشأنها أكثر من دول أخرى كثيرة مجاورة ".
3352 سودانيًا بالقاهرة يستعدون لاستفتاء انفصال الجنوب
الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010 10:25 م
عماد محمد الخور الأمين العام لمكتب الحركة الشعبية بالقاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة