حالة من الحزن والانكسار سيطرت على أهالى منطقة الكوم الأخضر بالعمرانية، بعد مقتل الشاب حمزة محمد حمزة على يد مسجلى خطر أثناء جلوسه فى محل الهواتف المحمولة الخاص به بجوار منزله، وحسبما أفادت تحريات رجال المباحث فإن المتهمين اللذين تم ضبطهما اعترفا بأنهما قتلاه طعنا بالسكين لسرقته، ولم يتمكنا سوى من الاستيلاء على حافظة نقوده التى تحتوى على 30 جنيها وهاتفى محمول و5 شاشات هواتف لا يتعدى ثمنها 300 جنيه.
"اليوم السابع" انتقل إلى منزل المجنى عليه وتقابلنا مع والده (موظف السفارة الكويتية) الذى ذكر تفاصيل الجريمة منذ اكتشافها وحتى القبض على المتهمين، قائلا إن نجله المجنى عليه شقيق لثلاث فتيات أكبرهن "خلود" خريجة الحقوق، ثم "هاجر" الطالبة فى الصف الثانى الثانوى، و"أمنية" الطالبة فى الصف الثانى الإعدادى.
أضاف الوالد أنه فور تخرج نجله فى كلية التجارة بجامعة عين شمس، بحث له عن وظيفة بصحبته فى السفارة الكويتية، حتى نجح فى الحصول له على فرصة للعمل بها، فسعدت الأسرة بهذا الخبر وبات يستعد لعمله الجديد بكل طاقته، كما اشترى له سيارة حديثة لاستخدامها فى الذهاب لعمله. وليلة الحادث طلبت منه والدته الحاجة"عزة" عدم الخروج والجلوس لتناول العشاء الذى أعدته له وتجهيز ملابسه لاستلام عمله فى السفارة صباح اليوم التالى، إلا أنه استأذنها وأخبرها أنه سيتوجه إلى محل الهواتف المحمولة الذى يديره لإنهاء بعض الأمور به تجهيزا لتصفيته وتسليم الهواتف لأصحابها، خاصة أنه كان ينوى التفرغ لعمله بالسفارة فاستجابت له والدته.
يستطرد الوالد: "وفى حوالى الساعة الثانية عشرة وربع ليلا ترك حمزة المنزل فى طريقه للمحل مودعا والدته التى تعشقه باعتباره نجلها الوحيد على ثلاث بنات، وودع شقيقته الوسطى التى أعدت له "ساندوتش "وسلمته له، وطلب منها إطفاء نور السلم لتجربة كشاف هاتف محمول جديد كان بحوزته، ثم تركها وجلس بالمحل بمفرده لإصلاح بعض الهواتف وتجهيزها لتسليمها لأصحابها".
يتابع والد الضحية حديثه قائلا إنه توجه للنوم وفوجئ فى حوالى الثالثة فجر يوم الأربعاء بنجلته خلود توقظه وتخبره أن بعض اللصوص ضربوا "حمزة" بالمحل، فأسرع بملابس نومه لاستكشاف الأمر، وفور وصوله شاهد جيرانه بالمحل وأصدقاءه يحملونه ووجهه مغطى بالدماء فى سيارة متوجهين به إلى مستشفى الهرم، فتتبعهم بسيارة أخرى، وفور وصوله أخبره الأطباء بوفاته متأثرا بالإصابات التى لحقت به فى بطنه باستخدام آلة حادة "سكين"، وفى نفس اللحظة التى أخبره فيها الأطباء بمقتل نجله سمع أيضا أذان الفجر يدوى فى مأذنة مسجد مشارى المجاور للمستشفى، فترك الجميع وتوجه للصلاة، وهناك دعى ربه بأن يلهمه الصبر على مصيبته ثم طلب منه رجال المباحث عقب ذلك التوجه إلى قسم شرطة العمرانية لسماع أقواله واستكمال الإجراءات القانونية.
أضاف والد حمزة أن نجله كان على خلق يشهد له الجميع بحسن السمعة مبتسما فى وجه الجميع يساعد الناس كما يساعد نفسه، ذاكرا : "قبل الحادث اشترى لى حمزة حذاء رياضيا "كاوتش" وأهداه لى، وعندما سألته عن سعره رفض إخبارى قائلا إن الهدية لا تقدر بثمن".
وأكد الوالد أنه لم تمر سوى 24 ساعة إلا وكان فريق البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة نجح فى كشف هوية المتهمين، ليتبين أنهما كل من "حسام.س"(27 سنة) و"أحمد.ا" (25 سنة)، وأنهما استغلا فرصة وجوده بالمحل بمفرده فى الثانية صباح الأربعاء واقتحما المحل لسرقته، وعندما حاول مقاومتهما تعديا عليه بالسلاح الأبيض حتى سقط بين أيديهما قتيلا.
والدة المجنى عليه منذ علمها بمقتل نجلها وهى فى حالة غيبوبة كاملة تفيق منها فتردد اسم"حمزة" ثم تعود إلى حالتها مرة أخرى، فيما شهد أقارب وجيران المجنى عليه له جميعا بالصلاح والوجه المبتسم دائما وتدينه وعلاقته الطيبة بكافة أهالى المنطقة.
حمزة المجنى عليه
محل المجنى عليه الذى شهد الحادث
أقارب وجيران المجنى عليه يتابعون المشهد من بعيد
والد المجنى عليه يروى تفاصيل الجريمة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة