أحيا الفلسطينيون اليوم الاثنين الذكرى الثانية للحرب التى شنها الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة مطلع العام الماضى.وبهذه المناسبة، حذر عبدالله أبو سمهدانة عضو المجلس الثورى لحركة فتح الحكومة الإسرائيلية من مغبة شن أى حرب جديدة على قطاع غزة، وقال "إن من شأن ذلك أن يدفع بالمنطقة إلى الانفجار والمواجهة من جديد".
ودعا أبو سمهدانة ـ فى تصريح صحفى اليوم ـ المجتمع الدولى إلى تحمل مسؤولياته والعمل على وقف حكومة الاحتلال ومنعها من ارتكاب أى عدوان جديد على قطاع غزة.
وقال "إن ذكرى الحرب التى شنها الجيش الإسرائيلى هى محطة جديدة ومناسبة يجب أن تدفع بحركة حماس إلى الإسراع فى التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة التى تعتبر صمام الأمان الوحيد للقضية الفلسطينية".
وشدد أبو سمهدانة على أن تلك الحرب استبقتها حركة حماس بالملاحقات والاستدعاء والمضايقات بحق أبناء حركة فتح بدلا من العمل على تصليب الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان، مشيرا إلى أن إجراءات حماس هذه كان لها الأثر السلبى على نتائج الحرب.
وأضاف "وفى الوقت الذى تقرع فيه حكومة الاحتلال طبول حرب جديدة على غزة، تمارس حركة (حماس) نفس الإجراءات من الملاحقات والاعتقال والاستدعاء وهو ما يعنى أن الأمور لن تكون بأفضل حال مما كانت عليه أجواء الحرب السابقة إذا استمرت هذه السياسة".
ودعا حركة حماس إلى مد يدها وفتح صدرها والذهاب إلى تكريس الوحدة الوطنية واقعا على الأرض وإنهاء الانقسام.
ومن جانبه، أكد الشيخ خالد البطش القيادى بحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين أن المشهد خلال هذه الأيام يتكرر لما سبق الحرب الأخيرة على غزة والذى يصادف اليوم الذكرى الثانية لها.
وقال البطش ـ خلال تصريح صحفى ـ "إن الاحتلال فى مأزق حقيقى وأن قرار الحرب مرة أخرى على غزة قد اتخذ ولكن المسألة مسألة وقت ويجب علينا التنبه والاستعداد جيدا، ونطالب بضرورة إنشاء وحدة عمليات مشتركة من كافة الفصائل الفلسطينية للاستعداد لما هو قادم".
واعتبر الانقسام الداخلى هو الشىء الوحيد الذى يؤلم النفس ولابد من وضع حد له وبسرعة، ووصف وضع الانقسام بأنه أصعب من العدوان والاحتلال وأن المصالحة الفلسطينية هى القوة الوحيدة للشعب أمام الاحتلال.
وحيا البطش شهداء الحرب على غزة والجرحى والأسرى، وطالب بالوفاء لتضحيات الشعب وترك الانقسام جانبا.
وشهد قطاع غزة مظاهرات فى ذكرى الحرب الإسرائيلية، حيث وضعت عناصر من شرطة حكومة حماس المقالة أكاليل من الزهور على نصب تذكارى لشهداء الأجهزة الأمنية الذين ارتقوا خلال تلك الحرب.
وقدمت الشرطة ـ خلال الفعالية ـ التى نظمتها وزارة داخلية حماس بمقر الجوازات بمدينة غزة ـ التحية لأرواح الشهداء خلال عرض عسكرى أمام نصب الشهداء.وقدمت شرطة المرور خلال موكب جاب شوارع قطاع غزة التحية لأرواح شهداء الأجهزة الأمنية حيث توقف الموكب أمام مبنى الجوازات بمدينة غزة الذى شهد أولى الضربات الجوية للحرب.
وكان المئات من أفراد الشرطة الفلسطينية ببزاتهم الشرطية انتشروا صباح اليوم على المفترقات والشوارع الرئيسية فى كافة محافظات قطاع غزة وذلك فى ذكرى العدوان الإسرائيلى على غزة قبل عامين.
على صعيد متصل، افتتحت سلطة جودة البيئة فى قطاع غزة اليوم مشروع زراعة (شجرة لكل شهيد) وذلك فى احتفال كبير نظمته فى ساحة الريان بشمال قطاع غزة بحضور العديد من وزراء حكومة حماس المقالة ونواب بالمجلس التشريعى وممثلى فصائل العمل الوطنى وعدد من الشخصيات الاعتبارية.
وأوضح رئيس سلطة جودة البيئة يوسف إبراهيم أن هناك دراسة أجنبية أثبتت وجود 300 مادة سامة فى جثث الشهداء وتربة الشمال نتيجة الحرب على غزة عام 2008، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال تعمد استخدام أسلحة محرمة دولية للقضاء على مقومات الشعب الفلسطينى وتدمير البيئة.
وقال "إن هذا المشروع يهدف إلى زراعة 100 ألف شجرة من النخيل والزيتون بعدد الشهداء الذين ارتقوا خلال الاعتداءات الإسرائيلية على مدار تاريخ الشعب الفلسطينى".
من ناحيته، أشار وزير الزراعة بحكومة حماس محمد الأغا إلى أن هذه الأشجار التى سيتم زرعها ستكون بعد 4 سنوات أشجارا مثمرة بالزيتون والبلح لتكون رسالة إلى العدو الإسرائيلى بأن أهالى غزة مصممون على التحرر من الاحتلال وستزداد إرادتهم بالصمود والتحدى.
وفى نهاية الفعالية، قام الحضور بزرع شجرة باسم قادة الفصائل الشهداء من بينهم الشيخ أحمد ياسين والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات وفتحى الشقاقى وأبو على مصطفى وغيرهم من قادة الفصائل الشهداء.
الفلسطينيون يحيون ذكرى الحرب الإسرائيلية على غزة
الإثنين، 27 ديسمبر 2010 04:37 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة