صاحب أشهر ضحكة فى البرلمان.. إذا تعاملت معه كرجل قانون.. تبهرك بداخله شخصية الشاعر والأديب وكاتب القصة.. فى ملامحه براءة الأطفال.. وحنكة الشيوخ والفقهاء.
عرف التحدى منذ الطفولة.. ركب قطار الاجتهاد منذ الصبا.. فوصل إلى محطة النجاح مبكراً.. بحث داخل نفسه عام 1951 فقدم لنا شخصية القاص فى مجلة "قصتى وروايات الأسبوع" فكتب لنا قصص "الخائن" و"فى النزع الأخير" و"الضحايا" و"يتيم فى مهب الريح".
يدخل فى منافسة مع الأقوياء.. ويرفض ثرثرة الضعفاء.. يقارعك بالحجة ولا تملك سوى الاستسلام.
ماهر فى الوصول إلى قلب مستمعيه.. لا يستخدم لغة الإنشاء فى إقناع الآخرين يسمو فوق الصغائر.. ابن شرعى للنظام لكنه ملاذ أخير للمعارضة والمستقلين عنيد.. نجح فى كل مراحله.. يواجه العواصف بابتسامة بسيطة.. يكسب معاركه بالعلم أحياناً كثيرة، ويحقق أهدافه بالصمت فى أحيان أخرى، إذا دخلت عقله اكتسبت صديقا مخلصا وقت الشدائد، يمتلك أدوات الهجوم فى الوقت الذى يجب أن يكون فى موقع الدفاع.
عشق عمل وكيل النيابة فتفوق على كل أبناء جيله عام 1953، ترك بصمة واضحة فى عمله بالقضاء.. وذاع صيته فاختطفه أساتذة القانون إلى العمل بالجامعة عام 1959. تقدم عام 1963 للحصول على جائزة الدولة التشجيعية فى القانون الجنائى فجاء اسمه فى مقدمة الفائزين عام 1964.
عشق التدريس كأستاذ للقانون الجنائى.. فأصبح له تلاميذ يشار إليهم بالبنان، أصبح عميداً لكلية الحقوق عام 1983.. فحقق حلمه بالجلوس على مقعد أحمد ماهر وأحمد أمين وكامل مرسى وعلى بدوى ومصطفى الفلكى وحامد فهمى، يتوهج شكرا وعرفاناً كلما يذكر أمامه اسم الدكتور محمود محمد مصطفى عميد كلية حقوق الذى أدخله إلى عالم التدريس، والمستشار عادل يونس وزير العدل الأسبق الذى اختاره لسلك القضاء، والدكتور عبد العزيز السيد وزير التعليم العالى الذى رشحه مندوبا دائماًَ لليونسكو.
عرف الحياة البرلمانية عام 1987.. بعد أن راهن عليه أبناء دائرة السيدة زينب، تم اختياره رئيساً للبرلمان، فصار على رأس السلطة التشريعية، عندما يتحدث تحت القبة، يصمت الجميع، يفرض علمه وحجته، فنسمع مقولته الشهيرة "أغلبية.. موافقة".
اعتبر أنه بالعلم وحده يدخل التاريخ.. فلم يسمح بإطلاق اسمه على أحد شوارع السيدة زينب، الحصانة البرلمانية فى وجهة نظره.. هى حب الناس.
فتح كل الأبواب أمام أبناء السيدة زينب.. لكنه لم ينفق مليماً واحدا على دعايته الانتخابية.
اذا فكرت فى منافسته فى أيه انتخابات تجد نفسك مهزوماً أمام خصومه قبل أنصاره.. يتسم بالنعومة عندما يتحدث فى العمق.. وتشعر بعمقه عندما يطفو فوق السطح.. إذا ضبطك متلبساً بعدم الوضوح.. فعليك أن تكون سباحاً ماهراً لكى تنجو من الغرق.
الجدل معه يشبه الرياضة الذهنية.. عرفناه محام قديم، لا ينام الليل عندما تكون القضايا من النوع السهل، قمة تألقه عندما يترافع فى قضايا أكثر صعوبة وتعقيداً.
علاقته بالقانون قصة حب لا تنتهى.. مشوار نجاح يتدفق علماً.. رسالته بلا حدود هو الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة