أساتذة الجامعات لعائشة عبد الهادى: تصريحاتك مستفزة.. الدعوة لعمل خريجى الكليات النظرية "أفراد أمن" فشل.. عدم اعتراف الدولة بأهمية العلم سبب البطالة

الإثنين، 27 ديسمبر 2010 06:53 م
أساتذة الجامعات لعائشة عبد الهادى: تصريحاتك مستفزة.. الدعوة لعمل خريجى الكليات النظرية "أفراد أمن" فشل.. عدم اعتراف الدولة بأهمية العلم سبب البطالة عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة
كتبت شيماء حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ردود فعل غاضبة رد بها عدد من أساتذة العلوم السياسية والحقوق والإعلام والقانون والتربية على دعوة عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة، لخريجى الكليات النظرية للعمل "أفراد أمن" بالمولات التجارية، لأن "هذا هو المتاح"، على حد قولها.

كلام عبد الهادى الذى ورد فى برنامج 90 دقيقة أمس الأحد، البعض وصفها العديد من الأكاديميين بأنها نتيجة طبيعية لفشل الحكومة فى حل مشكلة البطالة.

"تصريح مستفز" كان هذا تعليق الدكتورة نجوى كامل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، قائلة "بما أن أعداد الكليات النظرية كبيرة فلماذا يستقبلون كل هذا"، موضحة أن البطالة أصبحت لا تقتصر فقط على الكليات النظرية فالآلاف من خريجى الكليات العملية مثل الطب والهندسة والصيدلة والعلوم لا يجيدون فرص عمل أيضا، قائلة "ما طلبة كلية الطب بيدرسوا 7 سنوات وفى النهاية لايجدون وظيفة"، وأضافت متهكمة "أكيد الوزيرة متقصدش طلبة إعلام طبعا".

وقال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن تصريحات الوزيرة عائشة عبد الهادى دليل على أنها مسئولة فى حكومة فاشلة، لم تستطيع التصدى لحل مشكلة البطالة، وأضاف أن هذا الاخفاق بدء من الفشل فى التعليم والتوظيف وعدم إيجاد استثمارات تمتص مزيد من فرص العمل، قائلا "لو الاستثمارات التى يتحدثون عنها موجودة كان يبقى فى فرص عمل".

وأضاف زهران، أن أرقام الاستثمارات التى تتحدث عنها الحكومة غير موجودة، متسائلا أين هى ؟ وقال الدكتور محمود محى الدين قبل رحيله عن وزارة الاستثمار أكد توفير استثمارات ضخمة للبلد، ولو كان هذا لما اضطرت وزيرة القوى العاملة لقول هذا التصريح.

وقال زهران، وزارة القوى العاملة ليس لها علاقة بشىء والمفروض ألا تكون موجودة، فدورها أصبح يتركز على تشغيل المصريات خادمات فى الدول العربية وتقديم وظائف لأصحاب الوساطة للسفر لدول أوروبية، مؤكدا أن الوزارة لم تعد قادرة على حل مشاكل العمل، بل تقوم بالتضييق على العمال ولا تدافع عن حقوقهم رغم تسريحهم نتيجة الخصخصة.

وأكد الدكتور فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا، أن هناك كليات نظرية أهم من العديد من الكليات العملية مثل كليات الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية والتجارة مؤكدا على أن معظم القيادات فى الساحة من خريجى كليات نظرية مثل الحقوق والإعلام ويعدون نجوم فى مجتمعهم ويحصلون على مرتبات مرتفعة تقديرا لجهودهم.

وأوضح الدكتور أبو زيد، أنه يفهم من كلام الوزيرة عائشة عبد الهادى أن يشتغل خريج الكليات النظرية "مؤقتا" فى مهام أخرى غير تخصصهم، إلى أن يتم توفير فرص عمل لهم، مؤكدا أن هناك أزمة بالفعل فى التشغيل لأن الكليات النظرية عددها كبير جدا وفرص العمل ليست متاحة للكل، موضحا أن سوق العمل الحالى يركز على تخصصات ومهارات معينة وهى ليست متوافرة لبعض خريجى الكليات، وأضاف، "الوزيرة عائشة عبد الهادى مناضلة وفاهمة سوق العمل" ولكنى أضيف كلمة "الآن" إلى جملتها "هذا هو المتاح".

وقال الدكتور محمد شوقى الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن كلام عائشة عبد الهادى "ليس قرآنا"، فأكيد لن يقوم كل خريجى الكليات النظرية بالعمل كأفراد أمن، ولكن هناك مشكلة أساسية هى انه ليس هناك توافق بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، فلم يعد هناك التزام بالتخصص، موضحا أن الدولة لا تتولى التوظيف فى أى حتى فى الدنيا، والمفروض هو فرص عمل يوفرها الاستثمار ورجال الأعمال والشركات الخاصة.

"متفرقش معاها إن صاحب مؤهل عالى يشتغل بواب حتى، فهناك خريجى كليات بيشتغلوا باليومية"، كانت هذه كلمات الدكتور محمود مصيلحى أستاذ القانون بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، موضحا أن هذا الكلام نتاج لعدم وجود تركيز من جانب الدولة فى ربط التعليم بالتشغيل، قائلا "يعنى الدولة هتعلم وتصرف وفى الأخر هتشغل خريجى الكليات أفراد أمن"، الأمر الذى سيترتب عليه العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية عندما يحد الشاب الحاصل على مؤهل عالى يتساوى مع الحاصل على الابتدائية أو الإعدادية.

وشدد الدكتور أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس، على أن عدم وجود خطة من قبل الحكومة لتنمية العنصر البشرى وعدم استثمار خريجى الكليات الأدبية هو الذى جعل هناك تراكم للأعداد الكبيرة من أبناء هذه الكليات دون عمل، مؤكدا أن أعظم ما تملكه مصر هو ثروتها البشرية لكن ليس هناك اقتناع بحاجة المجتمع لعلم النفس وعلم الاجتماع وبالتالى لم تقم الدولة بوضع خطة لاستثمار دارسى هذه العلوم لخدمة المجتمع.

وقال الدكتور يحيى " مينفعش أطلب من الشاب بعد ما أتعلم وكبر أن يشوف مستقبله بنفسه، "طب ما هو ماتعلمش من الأول بنفسه" وأضاف "ده حتى وظيفة فرد أمن جيدة ده فيه خريجى أقسام تاريخ بيشتغلوا فى مخبز وآخر فى سوبر ماركت و وسائق تاكسى و أخر "مبلط"، قائلا: لماذا لا تقوم الوزارة بوضع خطة إستيراتيجية للاستفادة من الطلاب خريجى الكليات النظرية لخدمة المجتمع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة