أحمد خيرى يكتب: فى بيتنا جاسوس

الإثنين، 27 ديسمبر 2010 12:13 ص
أحمد خيرى يكتب: فى بيتنا جاسوس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجاسوسية ليس لها قواعد ولا تعترف باتفاقيات ولا أوقات للاسترخاء وليس لها علاقة بأحضان وقبلات ومقابلات الرؤساء ووزراء الخارجية والدفاع..

الجاسوسية عالم آخر وحسابات أخرى ودولة داخل الدولة، فهى تعمل فى أوقات الحرب وأوقات السلام وأوقات اللاحرب واللاسلام، تعمل منفردة لصالح عالمها هى كمؤسسة أو جهاز أو تعمل لصالح الدولة التى تنتمى إليها أو تعمل لصالح منظمة دولية أخرى فى قارة وبلاد وعالم آخر كنوع من تبادل المعرفة والمصالح والأهداف نظام نفعنى و"نفعنى، بادلنى وأبادلك"، أى ليس لها حدود ولا قوانين تحكمها، ليس لها مؤهلات ولا أنساب، ولا تعترف بفقر أو غنى ولا بنائب أو رئيس أو بواب عمارة أو رجل أعمال أو بائعة فجل وكرات، فقد يكون الجاسوس طفلا أو عاملا بسيطا أو مهندس ذرة أو طيارا أو مستشارا أو من عائلة الملك أو الأمير، وقد تكون سيدة لا أحد يعرف عنها شىء، ومحترمة جدا للعين، وقد تكون نجمة سينمائية وقد تكون امرأة لعوبا.

ولا يمكن الجزم بالقول بأن الفقر سبب للخيانة، فقد يكون الجاسوس غنيا ومن عائلة، وكذلك لا يمكن القول بأن الجهل هو السبب معظم الجواسيس على درجة عالية من التعليم وبعضهم يحمل شهادة الدكتوراه، ولا يمكن القول أن البطالة هى السبب، فهناك الكثير من الجواسيس المخضرمين رجال أعمال، ومديرين بالشركات، ورؤساء لقطاعات مختلفة، والمثل عندنا واضح التى قبض عليها كانت تعمل مديرة علاقات عامة بشركة سياحية كما أذيع..

ولا يمكن القول بأن التعرض لظلم فى موقف معين أثناء عمل أو عند تعيين فى وظيفة أو عند ترقية أو ضيق وسخط على أى شىء أو من البلد بأكملها سبب لخيانته فأقبح وأبشع أنواع الخيانة بعد خيانة الله والرسول هى خيانة الوطن، لأنه يضم الأم والأب والأخ والأخت والصديق والحبيب وخيانة كل هؤلاء مرة واحدة، بالإضافة إلى حرمانيته فهو تعفن وانحطاط أخلاقى وإهانة للنفس واستحقارها ولذا يجب معاقبه مرتكبها بأشد أنواع العقاب..

ولا يمكن القول إن الدين لم ينبهنا لخطورة وتحريم الخيانة وتحريم التجسس، فكثير من الآيات
والأحاديث واضحة وضوح الشمس، ولا يمكن القول بأن الدين لم يحذرنا من اليهود ولم يحذرنا من خيانة ونقض عهودهم ولم يحذرنا من ابتغائهم للفتنة والعمل على بثها وترويجها فينا، وأنهم قوم لا عهد لهم..

بالعكس ذكر صراحة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ومازلنا نقرؤه آناء الليل وأطراف النهار فى القرآن الكريم، ولكن التقصير جاء من البيت أولا فى زرع قيمة الأمانة والإخلاص والوفاء والقيم الجميلة فى نفوس الصغار.

فالأب مشغول من السابعة للرابعة والأم كذلك، وباليل النت مفتوح والتليفون والنادى وأصحاب على كل لون، والتقصير جاء من المدرسة من المناهج وحذف الآيات التى تحذر من اليهود والبعد عن أى مواضيع تمسهم أو تفضحهم والأعجب من ذلك لم يتم حتى الآن إصدار بيان رسمى بالواقعة يشكر الذين كانوا وراء سقوط الجاسوس الأخير ويحذر إسرائيل أو يوبخها أو يستدعى سفيرها للتوضيح أو التهديد بقطع العلاقات.. اللهم احفظ مصر من الغرباء وأبنائها.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة