أكد الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، أن الاختلاف بين مضمون شعارى مؤتمرى الحزب السادس والسابع "من أجلك أنت" و"علشان تطمن على مستقبل ولادك"،كبير ، رغم مرور فترة قصيرة بين المؤتمرين.
وقال أمين الإعلام بالحزب الوطنى خلال حلقة الأمس من برنامج 90 دقيقة، إن الشعار الأول ركز على "المواطن" بدون إطار زمنى، لكنه كان محفوفا بالتحليلات السياسية التى اعتبرت أنه مرتبط بالظرف السياسى والاقتراب من الانتخابات التشريعية، أما الثانى فيركز على "مستقبل ولادك" من خلال الإصلاح الاقتصادى "الشامل".
وأضاف هلال، إن الرئيس مبارك ألقى 3 خطب خلال 3 أسابيع متتالية للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة، وفى الخطب الثلاثة حرص الرئيس مبارك على نقل رسالتين وحيدتين، وهما "الدولة المدنية الحديثة" التى تقوم على مبدأ المواطنة وتكافؤ الفرص بين أفراد الشعب على اختلاف ديانتهم وانتماءاتهم الحزبية والسياسية ومستواهم الاجتماعى، كما "ألح" الرئيس مبارك فى خطبة على "الإصلاح الشامل"، قائلا "إن مصر ليس لديها رفاهية الاختيار بين الإصلاح الاقتصادى أو السياسى أو الاجتماعى".
وأوضح هلال أن تشديد الرئيس مبارك على "الاستثمار ورفع معدلات النمو" ليس "فنتازيا" لأنها على حد قوله "الفرصة الوحيدة لخلق فرص عمل والقضاء على البطالة ورفع مستوى المعيشة" من خلال ضخ استثمارات جديدة إلى السوق المصرى فى صورة شركات ومصانع ومستشفيات، معلناً "انتهاء عهد التوظيف الوهمى" أو الحصول على توقيع أحد الوزراء "لوظيفة وهمية غير منتجة بمرتب وهمى".
ونبه هلال إلى أن التحدى الأكبر هو "العدالة الاجتماعية وتوزيع عائد التنمية" الذى حرص الرئيس مبارك على إثارته خلال المؤتمر، داعياً الحزب وحكومته إلى وضع السياسات اللازمة التى تضمن وصول عائد التنمية إلى كل الفئات، الأمر الذى علق عليه هلال بالقول: "العبرة أنك من الممكن أن تحقق معدلات تنمية هائلة لكن هناك ظلماً اجتماعياً.. وصناعات لا تخلق وظائف".
وأشار هلال إلى أن المشاركة الشعبية والقضاء على المركزية تحديان آخران أمام الحزب وحكومته، لافتاً إلى أن الحكومة تسعى حاليا لتطبيق اللامركزية ونقل السلطة من محافظة القاهرة إلى المراكز والأقسام فى عواصم المحافظات، فضلاً عن وضع ميزانية لكل مركز لتعزيز السلطة التنفيذية وتعزيز السلطة الرقابية معها، معتبراً جهود الحكومة لتطبيق اللامركزية "ثورة صامتة فى دولة يدار فيها كل شىء من القاهرة".
وحول إعادة توزيع الإنفاق الحكومى على الدعم حسبما أشار أمين عام السياسات بالحزب جمال مبارك فى خطابه، أوضح هلال أن الحزب أدرك خلال السنوات الماضية أن الجدوى الاجتماعية من الإنفاق على الدعم لم تحقق، حيث يصل جزء من الدعم إلى طبقات ليست فى حاجة إلى الدعم، ومن هنا رأى الحزب ضرورة تحديد القرى الأكثر احتياجا والأسر الأشد فقرا، نافياً قيام الحكومة بإلغاء الدعم تدريجيا على غرار إيران، مؤكدا استمرار الدعم وزيادته، لطالما شعرت الحكومة بأن هناك طبقات تحتاج هذا الدعم.
كما أشار هلال إلى أن هناك 64 مليون مواطن حصلوا على البطاقة التموينية التى كانت مغلقة قبل عامين، ويحصلون بها على السلع الأساسية بأسعار مدعومة، لافتاً إلى أن رفع معاش التضامن الاجتماعى إلى 2 مليار جنيه، ليشمل "من لا معاش له" و"التأمين الصحى الشامل" يعدان جزء من الدعم.
وحول احتمالات خروج الحكومة عن سياسات الحزب، قال هلال: " اللى إيده فى المية.. مش زى اللى إيده فى النار"، مؤكدا أنه لا يوجد وزير يريد الخروج عن سياسة الحزب أو يتحداها، إلا أنه قال إنه "فى بعض الأحيان يكلف الوزير بمهام يكتشف أنها تحتاج إلى تمويل أكبر من الذى خصصه الحزب للمهمة.. وقد يواجه صعاب وعقبات فى التنفيذ على المستويات الدنيا فى الجهاز الإدارى لم تكن فى حسبانه.. فمثلا يجد أن هناك قانوناً رقم كذا من سنة 1928 يمنعه من التنفيذ".
وضرب هلال مثلا بكادر المعلمين، قائلا: "إن الكادر كان مخصصا للمدرسين الذين يباشرون العمل داخل الفصول، وعلى السبورة.. إلا أننا فوجئنا بجميع العاملين فى وزارة التربية والتعليم يطالبون بمساواتهم بالمدرسين".
وحول الشعور العام لدى المواطنين بعدم الرضى، وشعورهم بأن التنمية لا تشملهم، قال هلال: "إن من يعمل بالسياسة لابد أن يدرك أنه خادما للناس.. وإذا لم يصل للناس نتيجة جهدنا.. فذلك يعنى أننا لابد أن نعمل أكثر.. علينا أن ننزل للناس ونشرح لهم".
الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام بالوطنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة