هل الذكور تحتاج إلى رعاية نفسية أكثر من الإناث؟

الأحد، 26 ديسمبر 2010 10:40 ص
هل الذكور تحتاج إلى رعاية نفسية أكثر من الإناث؟ أرشيفية لطفل رضيع
كتبت سحر الشيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت هادية عبد المحسن تسأل عن التفسير العلمى للهدوء الذى يستشعره ابنها الرضيع عندما تحتضنه وهو يبكى؟

يجيب الدكتور عمرو شريف، أستاذ الجراحة بكلية الطب بجامعة عين شمس قائلا، يؤكد العالم النفسى "دانييل شتيرن" على أهمية تبادل النظرات واللمسات وتكرار المداعبات بين الوالدين والطفل، ويعتقد أن غرس المفاهيم الأساسية فى الحياة العاطفية يتم من خلال هذه اللحظات الحميمة، فهى تجعل الطفل يدرك أن مشاعره تقابل بالتعاطف، وأنها مقبولة ومتبادلة، وقد أطلق على هذه العملية اسم "التوافق"، وقد ثبت أن الأطفال الذكور يحتاجون لرعاية نفسية وحميمية أكثر من الأطفال الإناث، مما يعنى وجود استعداد فطرى أكبر عند الإناث لنشأة التعاطف.

ويرى شتيرن أن اللحظات المتكررة من التوافق، أو عدم التوافق بين الوالدين وأطفالهما تشكل ما سيحملونه معهم فى شبابهم من سلوكيات يتعاملون بها مع الآخرين، وأن هذه اللحظات قد تكون أكثر تأثيراً من أكبر الأحداث التى تمر بهم فى طفولتهم. ومن أهم الدروس التعاطفية التى يتعلمها الطفل هو: كيف يتم تهدئته حين يتوتر؟
فعندما تسمع الأم بكاء طفلها وتحمله بين ذراعيها وتهزه حتى يهدأ فإن هذا التناغم يحفز القشرة المخية لمقدمة الفص الأمامى لتكوين الوصلات العصبية مع الجهاز الحوفى المسئول عن الانفعالات، مما يجعل هذه القشرة المخية بمثابة مفتاح التحكم فى الانفعالات، ومن ثم يتميز هذا الطفل طوال حياته، مقارنة بغيره، بقدرته على التحكم فى انفعالاته عندما يتعرض للتوتر، حيث إن هناك دائرة عصبية رئيسية أخرى تتشكل مع النمو، وهى تلك التى تتحكم فى العصب الحائر المسئول عن تنظيم أداء القلب وأعضاء أخرى من الجسم، والمشارك فى ردود الفعل تجاه الحالة النفسية والمتغيرات المحيطة، وقد اكتشف فريق بحثى بجامعة واشنطن أن الرعاية الأبوية العاطفية تؤدى إلى تحسن أداء العصب الحائر.

ونحن كبشر نحتاج دون عن الكائنات الأخرى إلى فترة أطول لاكتمال نضج المخ بعد الولادة، فبينما تنضج المراكز الحسية والحركية فى فترة الطفولة فإن الجهاز الحوفى المسئول عن الحياة الانفعالية ينضج عند البلوغ، بينما تستمر الفصوص الأمامية وهى تعد مفتاح التحكم فى الانفعالات والمسئولة عن التفكير فى النمو حتى المراهقة المستأخرة، أى ما بين السادسة عشر والثامنة عشر، ويتم فى الفترة الممتدة من الطفولة إلى هذا العمر غرس العادات العاطفية المفيدة التى إذا فقدها الطفل يصبح من الصعوبة إعطاؤه دروسا لتصحيحها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة