جاء إليهم قبل 50 عاما أو يزيد، فارضا هيمنته على الحارة بأكملها، لم يستطع أحد ردعه ومن معه، على الرغم من قوتهم التى تفوق قوته..
استطاع السيادة عليهم بزرع الفرقة بين الجميع، كان يعلم نقاط ضعفهم جيدا.. كل أسرة تريد الرئاسة، كل فرد يريد الزعامة، كل طفل يريد وراثة الحارة، والجميع يريدون المال.
اختلف الكل واتفقوا على شىء واحد فقط .. لا كبير بينهم.
كان يمشى بينهم مغرورا بفرقتهم ونجاحه فى زرع الكراهية والخوف بينهم، كان يكفيه ضرب شخص أو اثنين كل فترة، ليظل الخوف موجودا فى كل القلوب، فلا تسول لأى منهم نفسه أن يثور على الوضع الحالى.
بلطجى المنطقة – فتوة مفترى – مالوش كبير – مسنود – مغرور بقوته – قل كما شئت، لم تكن المشكلة فيه هو بل كانت فيهم.
أحيانا كان بعض يغريه سكوتهم فيسكت، ويخشى أن ينسى الناس قوة بطشه ويفكرون فى طريقه للخلاص منه فيستفز بعض الصبية أو حتى يدفع لهم كى يلقون عليه بعض الحصى الذى يعلم جيدا أنه لن يصيبه ولن يؤذيه، ويكون ذلك كافيا له كى يضرب ويبطش ويخيف الجميع بعد أن يصرخ بأعلى صوت، مدعيا أنه قد أصيب وأن من حقه الانتقام الأبدى.
وصل به الحال إلى أن البعض منهم كانوا يستعينون به لإيذاء البعض الآخر، على الرغم من أنه فى النهاية عدوا للجميع، لكن كانت المشكلة فيهم أنفسهم، لم يفطنوا أبدا إلى ألعابه الخبيثة، أو ربما فطنوا لها لكنهم أساءوا التصرف أو ربما أعجبهم الحال أو ربما خافوا من التغيير أو ربما رضوا بالأمر الواقع على أساس أن كل شىء بأمر الله..
ألف ربما..
وتظل النتيجة دائما واحدة
يبقى الوضع كما هو..
هل تذكركم هذه القصة بأحد؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة