اختارت صحيفة (شينخوا ديلى تليجراف) مصر محورا لأحدث تقاريرها السنوية التى توالى نشرها تباعا على مدار الشهر الجارى.وذكر التقرير أن مصر شهدت خلال الأشهر الماضية من العام المنصرم استقرارا سياسيا داخليا، رافقته مساع لتطويق أزماتها الخارجية وجهود حثيثة لتسوية قضايا المنطقة العربية.
وأضافت الصحيفة أن مصر شهدت على الصعيد الداخلى أهم انتخابات فى تاريخها البرلمانى، حيث أجريت انتخابات مجلس الشورى - أحد جناحى البرلمان - فى يونيو الماضى، بينما جرت انتخابات مجلس الشعب - الجناح الرئيسى للبرلمان - بجولتيها فى 28 نوفمبر و5 ديسمبر الماضيين.
وارتأت الصحيفة أن أهمية تلك الانتخابات تتمثل فى إضافة 64 مقعدا للمرأة فى البرلمان، كما أنها تحدد ملامح المنافسة على انتخابات الرئاسة المقرر لها العام المقبل، مشيرة إلى تمكن الحزب الوطنى الديمقراطى (الحاكم) من السيطرة على البرلمان بجناحيه بعد أن حصد غالبية مطلقة من المقاعد وسط غياب لتنظيم الإخوان غير القانونى، والذى كان يستحوذ على 88 مقعدا بمجلس الشعب بدورته الماضية، وضعف حضور الأحزاب الشرعية التى انسحب أقواها وهو حزب الوفد من الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب.
وعلى الصعيد الخارجى، اعتبرت صحيفة (شينخوا ديلى تليجراف) أن أبرز الأزمات التى أثارت قلق الشعب المصرى تمثلت فى توقيع خمس دول من دول حوض نهر النيل - إثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وكينيا - فى مايو الماضى على اتفاقية جديدة لتقاسم مياه النيل، رغم اعتراض مصر والسودان.. وفى محاولة لاحتواء الأزمة، أكد الرئيس حسنى مبارك أن بلاده تجرى "حوارا هادئا" مع دول حوض نهر النيل لتخطى الخلافات حول الاتفاقية الإطارية لمياه النيل، فيما أكد وزير الموارد المائية والرى محمد نصر الدين علام أن مصر غير ملزمة بالاتفاقية وأن حقوقها المائية مؤمنة ومصانة بحكم الاتفاقيات الدولية ولامساس بحصتها السنوية.
كما بادرت مصر فى الوقت ذاته بتنفيذ خطة لتوطيد العلاقات مع دول النيل فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية وحتى الرياضية.
وذكرت صحيفة (شينخوا ديلى تليجراف) الصينية أن مصر سعت على الصعيد العربى الإقليمى إلى تعزيز علاقاتها الخارجية، حيث تمكنت من إعادة الدفء لعلاقاتها مع قطر بعد الزيارة التى قام بها الرئيس حسنى مبارك فى نوفمبر الماضى إلى الدوحة والتى اعتبرها سياسيون مصريون بمثابة تدشين لصفحة جديدة فى العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما نجحت مصر فى رأب الصدع الذى أصاب العلاقات مع الجزائر جراء مباراة لكرة القدم جمعت منتخبى البلدين، حيث زار الرئيس مبارك الجزائر فى يوليو الماضى وعقد جلسة مشاورات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما التقى الرئيسان عقب ذلك فى أكثر من محفل دولى.
وبذلت مصر جهودا كثيفة لحل الأزمة فى السودان وتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وإنهاء أزمة تشكيل الحكومة فى العراق ودعم حكومة سعد الحريرى فى لبنان.
ففى الشأن السودانى، استضافت القاهرة فى شهرى إبريل وأغسطس الماضيين "ورشتى عمل" بين شريكى الحكم فى السودان لمناقشة قضايا ما بعد استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المقرر فى التاسع من يناير المقبل، وشارك فى ورشتى العمل وفد من حزب المؤتمر الوطنى (الحاكم) فى السودان برئاسة نافع على نافع مساعد الرئيس السودانى ووفد من الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة باقان أموم الأمين العام للحركة،
حيث تمت مناقشة قضايا ما بعد الاستفتاء خاصة المتعلقة بالحدود والديون وقضية آبيى.
كما توجه الرئيس مبارك إلى السودان مشاركا فى قمة رباعية مع العقيد الليبى معمر القذافى والرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز والرئيس السودانى عمر حسن البشير وهى القمة التى شارك فيها أيضا سيلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان.
ونوهت الصحيفة إلى تأكيد مصر على لسان أكثر من مسئول احترامها لنتيجة الاستفتاء سواء انصبت لصالح الوحدة أو انفصال الجنوب .. فقد اقترحت القاهرة، خلال زيارة وفد ضم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان إلى الخرطوم، على شريكى الحكم فى السودان إقامة كونفيدرالية بين شمال وجنوب البلاد.
وذكرت صحيفة (شينخوا ديلى تليجراف) الصينية أن القاهرة بذلت جهودا مضنية لإنقاذ عملية السلام وساهمت فى استئناف المفاوضات المباشرة فى عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، كما عقد سلسلة لقاءات منفصلة بواشنطن بحضور الرئيس مبارك مع نظيره الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لتحريك المفاوضات، إلا أن إصرار إسرائيل على مواصلة الاستيطان أدى إلى توقف المفاوضات.
كما دعا الرئيس مبارك إسرائيل إلى رفع الحصار عن غزة وقرر فى يونيو الماضى فتح معبر رفح الحدودى بين مصر والقطاع فى كلا الاتجاهين ولأجل غير مسمى.وحول العراق عقد الرئيس مبارك سلسلة مباحثات منفصلة مع قادة الكتل السياسية العراقية الذين توافدوا إلى مصر خلال الأشهر الأخيرة وفى مقدمتهم رئيس الوزراء نورى المالكى وزعيم القائمة العراقية إياد علاوى ورئيس المجلس الإسلامى الأعلى عمار الحكيم ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى للتشاور حول أزمة تشكيل الحكومة العراقية التى تواصلت لأكثر من تسعة أشهر.
وشدد الرئيس مبارك، خلال هذه اللقاءات، على أهمية الحفاظ على وحدة العراق وعروبته وضرورة أن تأتى الحلول للأزمات السياسية التى يمر بها العراق من داخل البيت العراقى.
صحيفة صينية: مصر نجحت فى الحفاظ على استقرارها الداخلى
الأحد، 26 ديسمبر 2010 10:39 ص