عمرو جاد

دفاعاً عن القراء الغوغائيين

الأحد، 26 ديسمبر 2010 08:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحمل الكاتب، أى كاتب مهما بلغ شأنه، لقرائه تقديراً كبيراً تنوء بحمله الجبال، لأسباب كثيرة، أهمها أن القراء بالنسبة لهذا الكاتب أو ذاك هم الروح التى تجرى فى عروق قلمه، هم المعبد المقدس الذى يستحق أن يراق على أعتابه مداد الكاتب وأفكاره، مهما كان اختلافك معهم هم فى النهاية منحوك بعضاً من جهدهم واهتمامهم والأنفاس التى يعيشون بها فى قراءتهم لبعض من أفكارك، ولولاهم لترك كل الكتاب المهنة وأصبحوا مؤذنين فى مالطا، إن كانوا يصلحون لذلك.

قد يكون الدكتور أحمد راسم النفيس أحد هؤلاء الذين يحمل له الواحد منا قدراً من الاحترام فى الاختلاف معه، حتى وإن كان سنياً متطرفاً، وتراه أنت شيعياً رافضياً على ضلالة، لا تستطيع أن تحمل له عداوة أو بغضاء، لأنه يحمل من المنطق والأسانيد التى يقتنع بها ويراها صحيحة ما ينفى ذلك الشعور، هذا فى اختلافك معه رأياً لرأى وفكراً لفكر، وعقيدة لأخرى تختلف عنها قليلاً، لكن حينما يخرج الدكتور المفكر عن طوره، ويسحب سيفه فجأة ليطيح برقاب من اختلفوا معه فى الرأى، فمن المؤكد أن شيئاً تغير فى الرجل، أو أن كثرة المعارك جعلته أضيق خلقاً وأقل صبراً، فكيف يرضى الدكتور الفاضل أن يطلق على قرائه الذين اقتطعوا من أعمارهم لحظات ينصتون له فيها، أنهم غوغائيون، ليس هكذا تؤتى المشارب يا دكتور، فالواجب العلمى والتنويرى والدينى يفرض عليك أن تكون قدوة وداعياً إلى حسن الخلاف، وأدب الحوار، فحتى وإن حاد بعضهم عن الحق، وخانتهم الألفاظ، فهم فى النهاية لهم حق التعبير عن آرائهم، وإن لم يكونوا فى مرتبتك العلمية، ليس عدلاً منك أن تؤاخذهم بجريرة الغضب على عقيدتهم وتنعتهم بالغوغائية.

أتعلم يا دكتور أن أسوأ ما فى ردك على من تصفهم بالغوغائيين، وهجومك على "اليوم السابع"، هو أنك بدأته بمقولة للإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، لأن مكانة الرجل أعلى وأسمى لدى هؤلاء المختلفين معك من أن يستشهد بها على غوغائيتهم، كما تصفها أنت، فهم يستطيعون فى أى وقت أن يأخذوا كلام الإمام على كرم الله وجهه ويسقطونه عليك بوصفك شيعياً، فهل ترضى بهذا، أنت يا سيدى وقعت فى الخطأ الذى ثرت من أجله احتكرت الحق والصواب لنفسك وليذهب كل صاحب رأى مختلف إلى الجحيم، كمن يعرف وحده الحقيقة والآخرون جاهلون، لماذا تناسيت كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عن حسن الخلق والرفق فى معاملة الناس، ومخاطبتهم على قدر عقولهم، فهجومهم لك علناً خير ألف مرة من أن يكرهك أحدهم بداخله دون أن تدرى، لقد كنت فى هذا الأمر كمن كان يغنى فيرميه الناس بالطوب، فرد عليهم بحذاءيه، فلا عدلاً أصبت، ولا خيراً فعلت.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة