رغم أن بعض المصادر المطلعة أكدت اكتشافها بمحض الصدفة اختفاء منبر المسجد، إلا أن زيارة واحدة له، كفيلة بأن تمحو من خاطرك وجود أى دلالات على واقعة السرقة.
أمام مسجد الرفاعى فى ميدان القلعة، يقع جامع "قانيباى الرماح" على ربوة عالية تواجه ميدان صلاح الدين، على يسار المتجهة إلى القلعة، وفى مواجهة حديقة جامع "المحمودية"، ويرجع تاريخ المسجد إلى فترة حكم السلطان قايتباى، عام 908 هجرية، حيث أنشأه "قانباى الرماح" أحد أمراء "قايتباى" عصر المماليك الجركسية أو البرجية.
من الوهلة الأولى لن تجد أى ملمح يدل على أن واقعة سرقة كبيرة حدثت هنا، قفل صدئ يتدلى بواسطة جنزير ضخم، يحيط بأسوار الباب، والأسوار كلها تطوق مدخل المسجد، حتى الميضأة الوحيدة الموجودة فى الجامع من الخارج، تبين أنها ميضأة جامع الرفاعى الواقع فى مواجهته، ولا يوجد مدخل منها إلى الجامع.
أحد أضلاع الجامع الكبير يمتد إلى عمق الحارة التى يحمل اسم "درب اللبانة"، أما الضلع الخلفى له، فيقع فى ظهره "بيت الفنانين" المعروف بمرسم القلعة، والذى يسكنه أيضاً عدد من الأسر.
سائس فى المنطقة، كان يغسل عدداً من السيارات فى مواجهة مسجد "الرفاعى" على ناصية حديقة المحموية المقابلة للجامع، سألته: كيف نستطيع أن ندخل للمسجد؟
قال: المسجد مقفول من الثمانينيات
سألته: مش مفتوح للناس تصلى فيه؟
قال: مش مفتوح خالص.
سألته: هل صحيح واقعة اختفاء المنبر من المسجد؟
قال: بيقولوا، لكن مش من قريب، من أكثر من شهر.
سألته: كيف استطاعوا إخراجه من المسجد أمام كل الخلق؟
قال وهو يحاول أن يتجاهلنى: يعنى حرامى هيشيلوا وينتعه على كتفه، ما أنت عارف مين اللى بيسرقه، عموماً أنا ماليش دعوة، لكن أكيد مفيش حد غيرهم يعرف ياخدوه، يمكن استلفوه فى متحف، ولا يمكن اتزنقوا وحبوا يعرضوه قدام حد جاى لهم من بره.
انتهى كلام السائس، وهو يحمل معانٍ كثيرة، لم يوجه التهمة لأحد، رغم أنه فى المنطقة منذ زمن، ويعرف الكثير عنها، وآثر أن يشير لسارقى المنبر، بكلمة "هم"، ورغم أن المعلومات المتاحة عن المنبر، وصفته بأنه من أجمل 4 منابر فى العالم، وأنه مطعم كله بـ"السن والعاج" ويبلغ طوله تقريباً 3 أمتار، وارتفاعه 5 أمتار، إلا أن كل الشواهد تؤكد، صعوبة خروجه من هذا المسجد، دون أن يلمحه عسكرى واحد، أو أمين شرطة، من الواقفين أمام مسجد الرفاعى، أحدهم سألنى عما أفعله بجوار المسجد، وطلب منى الاطلاع على هويتى، ثم رفض أن أقوم بمواصلة هذه الزيارة إلا بعد الحصول على تصريح أمنى.
يذكر أن مسجد قانيباى تم تشييده على طراز المدارس المملوكية، حيث يتألف من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات، أهمها وأكبرها إيوان القبلة ومحراب القبلة، والتى تعد من أجمل نماذج المحاريب المملوكية الحافلة بالزخارف الرخامية والمذهبة، وكان المنبر الخشبى، وهو صغير الحجم إلى جانب المحراب، يتكون من حشوات خشبية من الخشب الهندى، ومجمعة على شكل الأطباق النجمية، وقد طعمت هذه الحشوات بالسن.
وعلى جانبى المنبر دولابان خشبيان بزخارف نباتية مورقة، وعلى جانبى إيوان القبلة شبابيك نقشت أعتابها بزخارف دقت فى الحجر، مما يبرهن على أن أرجاء المسجد كانت حافلة بالزخارف المترفة، وحول صحن المسجد أربعة أبواب سجل على كل واحد منها نص إنشاء المسجد، وتؤدى هذه الأبواب إلى ملحقات المسجد، كما يوجد بالقبة ضريحان، أحدهما للأمير قانيباى مشيد المسجد.
موضوعات متعلقة ..
العشماوى يؤكد عدم مسئولية "الثقافة" عن سرقة "منبر الرماح"
"حسنى" يطالب الأوقاف بالتحقيق فى واقعة سرقة المنبر الأثرى
حواس: لن نسلم مساجد أثرية للأوقاف بعد اليوم
سرقة منبر أثرى من مسجد السلطان حسن

يافطة المسجد المسجل عليها أنه أثر

المسجد عن قرب

المسجد من الأمام

محرر اليوم السابع مع السايس

المسجد يحمل رقم أثرى

صورة للمسجد من بعيد

السلالم المؤدية للمسجد من أسفل

صورة لبوابة المسجد المغلقة بالقفل

المسجد مغلق منذ 20 عاماً