ألقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية الضوء على تفاقم الوضع الإنسانى فى الصومال، وقالت إنهم لم يجدوا سبيلاً آخر سوى الفرار من مقديشو للنجاة بحياتهم، رغم أن وجهتهم غير معلومة وليست مأمونة العواقب، فهؤلاء الذين يسافرون يخاطرون بكل ما يملكون ويحملون أطفالهم المذعورين ويعبرون أخطر الطرق البرية التى تعج باللصوص، والمسلحين الإسلاميين، والقبائل المغيرة، وبالفعل تعرض كثير منهم إلى السرقة والضرب والاغتصاب وحتى القتل.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الوضع فى مقديشو بات مذريا للغاية بدرجة دفعت أكثر من 300 ألف صومالى، للنزوح من البلاد خلال هذا العام فقط، لتحتل بذلك الصومال المركز الثالث بعد العراق وأفغانستان، فى قائمة أكبر الدول التى تشهد هجرات كبيرة فى العالم. وأضافت أن أغلب هؤلاء من الأطفال والنساء والرجال الذين نجوا، ظلوا فى قراهم لحماية منازلهم، وبعضهم ضل الطريق، وبعضهم اختفى فى الفوضى العارمة، وآخرون قاتلوا.
ورأت الصحيفة أن الطريق والأماكن التى تحيط به، خير دليل على أن السكان لا يزالوا يعانون من انقسام صفوفهم، وتمزقها وسط تزايد مشاعر اليأس والدمار، بعد مضى عقدين من انهيار حكومة سياد برى التى زجت بالصومال فى حرب أهلية لا نهاية لها.
وأعزت "واشنطن بوست" بعض أسباب ذلك إلى سيطرة جماعة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة على مساحات كبيرة من الدولة الإسلامية، وعزمها على الإطاحة بالحكومة التى تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية.
الصوماليون يخاطرون بالبحث عن حياة جديدة بالفرار من مقديشو
الأحد، 26 ديسمبر 2010 03:04 م