وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم السبت قيام روسيا بإبرام صفقة لشراء سفينتين حربيتين من فرنسا تقدر بملايين الدولارات أمس الجمعة بأنه بلورة جديدة وصياغة لعلاقة متطورة مع أعداء الحرب الباردة السابقين، فضلا عن أنها المرة الأولى فى التاريخ المعاصر التى تعقد فيها روسيا صفقة دفاعية كبرى من هذا القبيل فى الخارج.
وقالت الصحيفة، إن روسيا قررت بعد تردد طويل ومفاوضات شاقة شراء سفينتين حربيتين من فرنسا من طراز "ميسترال" فى صفقة عسكرية غير مسبوقة بين موسكو والغرب، حسبما أعلن البلدان أمس الجمعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التغيرات السريعة بلغت ذروتها فى قمة الناتو الشهر الماضى فى لشبونة عندما وافق الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف على العمل مع الناتو حول سبل التعاون مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة فى إقامة نظام دفاعى صاروخى خاص بأوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن صفقة بيع ميسترال ـ التى لم يتم الكشف عن بنودها المالية ـ تمثل نصرا للرئيس الفرنسى نيكولاى ساركوزى فى فن بيع بلا هوادة وتعزيزا لفرنسا فى صناعة دفاع حكيمة ومعدل بطالة بنسبة 10 %، مشيرة إلى أن الصفقة حسبما أعلن الإليزيه سوف توفر ما يعادل 5 ملايين ساعة عمل على مدى 4 أعوام لألف موظف فرنسى مؤهل بمرفأ "اس ات اكس" فى سانت نازارى على ساحل الأطلنطى وربما تقود إلى شراء سفينتين أخريين.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن صفقة البيع واجهت معارضة قوية فى جورجيا التى قال قادتها إنها سوف تفسر على أنها مباركة لدور روسيا هناك خلال حرب قصيرة فى صيف 2008 وتمركز قوات روسية فى أرض مازالت دول الناتو ومن بينها فرنسا تعتبرها جزءا من جورجيا.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن ستة أعضاء جمهوريين بالكونجرس اعترضوا على صفقة البيع المقترحة قبل عام وجادلوا بأنها سوف توحى بأن فرنسا وافقت على أعمال روسيا فى جورجيا التى وصفوها بأنها عدوانية وغير مشروعة وتنتهك وقف إطلاق نار تفاوض بشأنه ساركوزى نفسه.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تلتزم الصمت علنا بشأن الصفقة حتى الآن وأنه فى قمة لشبونة أكد أوباما أن روسيا لم تعد عدوة الناتو ولكن شريكة رغم الخلافات بشأن جورجيا.
"واشنطن بوست": صفقة روسيا وفرنسا بلورة للعلاقة مع أعداء الحرب الباردة
السبت، 25 ديسمبر 2010 01:23 م
الرئيس الروسى ديميترى ميدفيديف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة