يسأل أحد القراء هل يسبب تعاطى البانجو إلى إدمانه وما الأعراض التى تظهر على مدمن البانجو وهل يؤثر إدمانه على القدرة الجنسية؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة عضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة قائلا: تعاطى البانجو لمدة طويلة يسبب نوعاً من الاعتماد الكلى عليه، فلا تعد الكمية التى كان يأخذها فى اليوم الواحد تكفيه، ويظل يضاعفها تباعاً لكى تحدث نفس التأثير عنده، ولكى يظل فى حالة نفسية ومزاجية طبيعية، دون أن تظهر عليه أعراض الانسحاب التى تؤثر على حالته النفسية والجسدية، لأن المدمن يصل فى وقت من الأوقات إلى المرحلة التى يصبح فيها الشىء الذى يدمنه أهم شىء فى حياته، وأغلى حتى من صحته وأولاده وبيته.
ومدخن البانجو يحدث له نوع من البطء فى سرعة رد الفعل، والتجانس العقلى الحركى، ويفقد الإحساس بحساب الزمن بشكل صحيح، كما يفقد القدرة على التصرف السريع فى مواجهة أى شىء قد يفاجئه وهو يقود السيارة، ومن ضمن القدرات التى يفقدها أيضاً أن يظل فى المجرى الذى يسير فيه فى الطريق فى خط مستقيم، بل تراه يتأرجح ما بين اليمين واليسار، ولا يستطيع تقدير المسافة بينه وبين السيارة التى أمامه أو بجانبه.
وكل هذه الأعراض الجانبية يمكن أن تحدث من تدخين سيجارة واحدة من البانجو، ويستمر تأثيرها لمدة تتراوح ما بين 4 – 6 ساعات بعد ذلك، حتى بعد أن يذهب تأثير البانجو على الشخص الذى تعاطاه، بحيث لا يشعر به.
وبالطبع يزيد الطين بلة، إذا كان الشخص المدخن للبانجو يتعاطى الكحول أو الخمور أيضاً، مما يزيد من حدة هذه المضاعفات الجانبية والأعراض.
ولعل معظم حوادث الطريق غير المبررة، يكون وراءها تدخين البانجو، أو أى من المخدرات الأخرى التى يمكن أن تحدث نفس التأثيرات الضارة.
ماذا يحدث لمدمنى البانجو لفترات طويلة؟
تعاطى البانجو لفترات طويلة، بخلاف إدمانه، وتأثير ذلك على أجهزة الجسم المختلفة، فإنه يتسبب فى أن المدمن له يبدو كئيباً، بطىء الحركة والكلام، بطىء فى سرعة رد فعله، وفاقداً للتركيز، وغير محب للتواصل مع المجموعة المحيطة به، أو لأصدقائه الذين كانوا قريبين منه، وفوق كل هذا فهو، لا يشعر أن لديه مشكلة على الإطلاق.
كيف ينزلق الشباب فى إدمان البانجو؟
فى الحقيقة أن ارتفاع نسبة تدخين البانجو بين الشباب من الجنسين قد أصبح ظاهرة تستحق الدراسة، فقد أصبح البانجو منتشراً على أبواب المدارس، وداخل أسوار ودورات مياه الجامعات، وفى النوادى الكبيرة والمعروفة، وغير ذلك من الأماكن التى يتردد عليها الشباب.
ويبدأ الإغراء بالنسبة للشاب أو الفتاة عن طريق صديق السوء، أو مجموعة أصدقاء السوء الذين يدَّعون أن تدخين، البانجو لا فرق بينه وبين التدخين العادى للنيكوتين، وأنه لا يؤدى إلى الإدمان، وأن تدخينه دليل على النضوج والرجولة، وأنه سوف يجعل الشاب أو الفتاة "يعمل دماغ" فى المنزل، وغير ذلك من المبررات التى يجب على الأهل، والمدرسين فى المدرسة، وجميع وسائل الإعلام، أن يتحدثوا عنها، ويفندوها مع أبنائهم، حتى لا يقعوا فريسة لإدمان هذا المخدر أو غيره، من خلال صحبة أصدقاء السوء، كما يجب تشديد الرقابة على المزارع والحدود، لمنع زراعة أو تهريب هذا المخدر الذى يدمر شبابنا وبناتنا، ونحن كأولياء أمور نتفرج عليهم دون أن نفعل شيئا، ونكتفى بمصمصة الشفاه، اعتقاداً بأن ذلك يحدث للآخرين، ولكنه لا يمكن أن يحدث لابنى أو ابنك، ولكن يا صديقى ويا صديقتى.. قد يكون أولادنا هم أول الضحايا، فانتبهوا أيها السادة، وعلموا أولادكم أن يقولوا:لا لأصدقاء السوء، مهما كانت الإغراءات.
كم من الوقت يمكن أن نكتشف بعده أن الشخص قد دخن البانجو؟
تدخين البانجو بالنسبة للأشخاص غير المدمنين يمكن اكتشاف المادة الفعالة فيه THC بعد أيام من تدخينه، فهذه المادة تمتص بواسطة الأنسجة، وتختزن مع الدهون فى الجسم، وأيضاً فى المخ، والجسم يحاول أن يتخلص منها بتحويلها إلى مركباتها العضوية، وبالتالى فإن تحليل البول يمكن أن يكشف الشخص الذى تناول البانجو لفترة قد تصل إلى أسبوع بعد تعاطيه، بالتحاليل العادية، أما إذا استخدمنا بعض النظائر المشعة للبحث عن مكونات مادة THC فى البول، فإننا يمكننا أن نكتشف وجودها أو تدخين البانجو، وخاصة بالنسبة للأشخاص المدمنين، حتى بعد شهر من تدخينه.
ما العلامات والأعراض التى تشير إلى أن هذا الشخص مدمن للبانجو؟
• الحديث بصوت عال (على خلاف العادة)، والانفجار فى الضحك بدون سبب واضح، من العلامات الأولية لزيادة جرعات البانجو عند الشخص المدخن.
• الميل إلى النوم المستمر، وعدم التركيز على الإطلاق.
• النسيان بطريقة واضحة خاصة للأحداث القريبة، وعدم القدرة على إكمال المحادثة بطريقة تشتت الذهن.
• مدمن البانجو ربما تكون له رائحة تنبعث من نفسه، أو من ملابسه، تشبه رائحة الحبل المحروق.
• الميل إلى قيادة السيارة ببطء شديد جداً مع عدم اتزان السيارة على الطريق.
• عدم المقدرة على تقدير الوقت، والميل إلى المبالغة فى تقييم الوقت، فإذا عاشر الزوجة مثلاً أثناء المعاشرة الزوجية دقيقتين، يهيئ له البانجو مثل الحشيش أنه عاشرها ساعتين وهكذا.
• قد تجد مع المدمن بعض الأدوات المستخدمة فى لف السجاير أو البانجو.
والحقيقة أن اكتشاف مدخن البانجو بمجرد النظر إليه، أو من خلال تصرفاته، يعد أمرًا بالغ الصعوبة، حيث إن المدمنين الذين يتعاطون البانجو بكثرة، أو بكميات كبيرة، هم الذين يمكن اكتشافهم، أما من يدخل فى هذا المجال حديثاً، ومن يدخن كميات قليلة، فلا تظهر عليه تلك الأعراض السابقة، إلا أن التحليل يمكن أن يكتشف من دخن سيجارة بانجو واحدة، حتى بعد أسبوع من تدخينها.
الحشيش والبانجو (الماريجوانا) وتأثيرهما على القدرة الجنسية.
يعتقد الكثيرون أن البانجو له تأثير إيجابى على القدرة الجنسية، ومصدر هذا الشعور يأتى من خلال شعور المدمن بطول زمن الاتصال الجنسى، وبالتالى فهو يعتقد أن الحشيش والبانجو لهما قدرة على تقوية القدرة الجنسية، وما يحدث فى الحقيقة غير ذلك تماماً، فهذه القوة، وهذا الزمن الطويل، إنما هو فقط فى خيال وعقل المدمن فقط، فإذا مكث خمس دقائق، يهيئ له الحشيش أنه مكث ساعات، فالحشيش والبانجو يعطيان الشعور بطول الزمن، وبقوة وتأثير الملامسة.
وفى إحدى الدراسات التى أجريت لمعرفة التأثير الجنسى للبانجو على كل من الرجل والمرأة، تبين من خلال متابعة 800 رجل، و500 امرأة أن البانجو يسعدهم من الناحية الجنسية، وذلك على الرغم من أنه يحدث تأثيرات سلبية على الانتصاب، والوصول إلى الذروة، واللذة، والقذف، ويعزى هذا– كما فى حالة الحشيش- إلى حالة من الانبساط المزاجى، والاسترخاء، التى تجعل الإنسان منفتحا على الآخرين، ومستريحًا تماماً، مع الإحساس باستطالة الزمن، وقوة تأثير الملامسة.
وفى الكثير من الدراسات التى أجريت لمعرفة تأثير الماريجوانا أو البانجو على هرمونات الذكورة فى الرجال، تبين أن الماريجوانا تثبط وتقلل من إفراز هرمونات الذكورة، أما فى النساء فهى تقلل من إفراز هرمون البرولاكتين.
كما أن للماريجوانا أو البانجو تأثيراً على الإخصاب عند كل من الرجل والمرأة، فهو يقلل من إنتاج الحيوانات المنوية، سواء من حيث العدد أو الحيوية، ويزيد من إنتاج الحيوانات المنوية المشوهة، فالبانجو له تأثير مباشر وسام، على خلايا كل من الخصية والمبيض، وبالتالى يسبب العقم ويسبب اضطرابات فى الدورة الشهرية للنساء، كما يزيد تدخين البانجو من التشوهات الخلقية للأجنة، إذا تم استخدامه أثناء الحمل، أضف إلى هذا ما يحدثه البانجو من تلف فى خلايا المخ والأعصاب، والتى تسبب انعدام التركيز أثناء الممارسة الجنسية.
وعن أنواع المخدرات الأكثر انتشارًا فى مصر، يعتبر البانجو الأكثر انتشارًا الآن، لأنه رخيص الثمن، وموجود فى كل مكان، إلى جانب أن مدمن البانجو لا يدرك أنه مدمن، والموضوع عنده بكل بساطة عبارة عن عادة فقط، ويأتى فى الترتيب الثانى الحبوب المخدرة والمنشطات التى تباع بالصيدليات، ثم الهيروين، وهناك بعض الإحصائيات التى تقول إن الكحوليات هى الأكثر انتشارًا فى مصر.
والبانجو ليس له أعراض لانسحاب المادة المخدرة من الجسم عند التوقف عن تعاطيه، على عكس الهيروين مثلاً، فالهيروين مثلا له أعراض انسحاب وبناء على هذا يتم وضع برنامج للعلاج، إلى جانب أن معظم المدمنين تكون بدايتهم مع البانجو ويتطور معهم الأمر ويصلون إلى الحبوب والهيروين والكوكايين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة