أكد محسن خالد مؤسس تحالف المصريين الأمريكيين، أن التحالف لا وزن له فى دوائر السياسية الأمريكية حتى الآن، موضحاً أن التحالف يطمح لمنافسة «اللوبى الصهيونى»، من خلال «التمكين السياسى» فى المجتمع الأمريكى عبر الوسائل المشروعة، بهدف التأثير على صنع القرار بما يخدم المصلحة العليا للوطن الأم مصر.
وقال خالد فى حواره لـ"اليوم السابع" من واشنطن: التحالف تم إنشائه لتشجيع المصريين فى الولايات المتحدة الأمريكية على الدخول فى الحياة السياسية فى أمريكا، لأنهم ما زالوا مهمشين، والهم الأكبر لهم هو جمع المال، مشيراً إلى قيام التحالف بكشف الظلم الذى يتعرض له المصريون "مسيحيين ومسلمين" أمام منظمات حقوق الإنسان الدولية.
ما هى فكرة التى يقوم عليها التحالف وكيف نشأ ؟
ظهرت الفكرة عام ٢٠٠٥ وبدأها ما بين ٣٠ – ٤٠ مصريا من «الجيل الأول» للمهاجرين الذين قرروا إنشاء جمعية غير هادفة للربح، وهو قائم بالكامل على تبرعات الأعضاء، ونحن أول جمعية مصرية-أمريكية تهتم بالإصلاح السياسى فى الوطن الأم، ولنا أعضاء فى إلينوى وفلوريدا وكاليفورنيا، إضافة إلى ذلك، وهدفنا تمكين المصريين-الأمريكيين فى مجتمعهم الجديد، لينشطوا فيه اجتماعيا وسياسيا عبر مجلس المدينة، والثانى هو الإسهام قدر الإمكان فى تطوير الوطن الأم.
*هل أنت مع ضرورة عمل كوتة للأقباط لتمكينهم سياسيا؟
نعم إذا كانت هناك رغبة حقيقية لإدخالهم الحياة السياسية مثل كوتة المرأة، والمفروض عمل انتخابات نسبية وعلى الأحزاب أن تضع الأقباط فى صدر قوائمها، ولكن للأسف هذا لم يحدث فالأقباط يتم إقصاؤهم من أهم أجهزة الدولة، والحقيقة نرفض كلمة قبطى ومسلم وهذا ما نحاول ترسيخه من خلال الاتحاد لكننا نرفض الاجحاف بحقوق أى مصرى وأعتقد أن هذا الأهدف الأشمل وعلى الحكومة أن تلتزم بالاتفاقيات الدولية الموقعة عليها فى هذا الصدد.
هل تهدفون لمنافسة اللوبى الصهيونى؟
نسعى لذلك ونعلم أنها مسألة صعبة، ولكننا على قناعة تامة بأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة فى الاتجاه الصحيح، لذا فهى عملية تجميعية ولن تتم على المدى القصير، ولكن طبقا للقانون الأمريكى، نحن أفى الأساس مؤسسة تعليمية وتثقيفية، لانستطيع العمل فى السياسة، وأنا ليس من حقى كأمريكى أن أمثل المصالح المصرية رسميا، أما «اللوبى»، فهو لفظ محدد قانونا، ولكى أكون «لوبى»، لا بد أن أسجل نفسى وكيلا لدولة أجنبية، وهذا فرق كبير بيننا وبين اللوبى الصهيونى.
هل تتواصلون مع الكونجرس أم الإدارة؟
نتواصل مع الكونجرس والإدارة معا، فقبل زيارة أوباما لمصر، طلبنا المشاركة فى اللقاء، وكانت الإدارة تريد أن تتعرف على آراء المصريين-الأمريكيين وهيئات المجتمع المدنى، مع مجموعة من الدبلوماسيين، على الوضع فى مصر، وهذه أحد مؤهلات أوباما الـ٣ التى تميزه عن سلفه جورج بوش، فهو يقرأ، ويسمع، ويحيط نفسه بدائرة مستشارين على أعلى مستوى ثقافى، يختارهم وفقا لكفاءتهم، فى حين كان بوش على العكس تماما، إذ كانت إدارته تتسم بالشللية، ولم يكن يمتلك المستوى الفكرى لاستيعاب أثر كلامه على متلقيه من الشعوب العربية والإسلامية.
لماذا تمت تبرئة الدكتور سعد الدين إبراهيم قبل بضعة أيام من زيارة أوباما؟
هذا موضوع شائك وحساس ولا أفضل التحدث عنه فليست لدينا حقائق مؤكدة فى هذا الشأن ربما سعد أو أيمن نور يعلمان الحقيقة أكثر منا، لابد من توجيه السؤال لهما، لكن من المحتمل وجود اتصالات غير معلنة هدفها عدم إحراج أوباما عندما يأتى للقاهرة ويخاطب العالم الإسلامى.
*ماذا عن ملف التوريث فى الحكم تمت مناقشته مع الإدارة الأمريكية؟
الإدارة الأمريكية حسمت هذا الملف من جانبها، باعتباره شأننا الداخلى، أما نحن فنرى أنه سيناريو غير وارد على الإطلاق فجمال مبارك لا يملك مقومات الرئاسة، وإن كان يملك حق الترشح، وهناك نقطة مهمة، وهى أن المصريين هم الذين صنعوا هذا الملف وروجوا له، والمعارضة هى التى ضخمت تلك الفكرة بما خدم جمال مبارك فى النهاية، وساعد على ظهور وتكرار اسمه فى وسائل الإعلام، ونحن نقول إن أمام الرئيس مبارك عامين فى السلطة وبإمكانه أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه إما على طريقة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، أو على طريقة الرئيس السابق للكونغو موبوتو سيسيكو.
ما الذى تخططون فعله فى مصر؟
هناك اتجاهات كثيرة يدرسها التحالف حاليا، أهمها، طلب مقابلة الرئيس مبارك والتحاور معه، مع إعطاء ضمانات له بأن يكون الحوار حضارياً نطرح فيه رؤانا للأوضاع السياسية فى مصر، ليكون اللقاء الأول من نوعه بينه وبين الجالية المصرية فى أمريكا، والاتجاه الثانى هو أن نقوم بتنظيم مسيرة سلمية نعبر فيها عن مطالبنا، أو أن نقوم بإرسال خطاب ثان لكلا الرئيسين، نقول فيه لأوباما ومبارك إن من مصلحتكما المساعدة على ترسيخ نظام ديمقراطى فى مصر يتم من خلال التداول السلمى للسلطة.
*ما رأيك فى تواجد الإخوان؟
**الإخوان "فزاعة " تستخدمها مصر لتهديد أمريكا لإبعادها عن التدخل فى مصر، ونحن نؤمن بالدولة المدنية، ولا ننسى أن قوة الإخوان تزداد فى ظل عدم وجود أحزاب علمانية فالأحزاب فى مصر مخترقة ولم يسمح لها بالتواجد الحقيقى فى الشارع بل هى أحزاب مقرات ليست لها قاعدة شعبية والإخوان الوحيدون الذين لهم قاعدة شعبية، والمشكلة أن الإخوان يضمون بعض العناصر المتطرفة وهذه مخاطرة على المسيحيين والمسلمين.
كيف يمكن تجنب التوتر الطائفى فى مصر؟
أولا بتعديل الخطاب الدينى ونشر الثقافة الدينية السليمة وثانيا بتطبيق القانون الموحد لدور العبادة وإبعاد الدين عن السياسة، وأن تلعب الحكومة دورا أكبر فى منع العنف بين أصحاب الديانتين كما أنى أرى دور المسلمين أكبر لاحتواء المسيحيين لأنهم هم الأغلبية أما إذا تركت هذه الأوضاع هكذا فنحن نخشى على مستقبل مصر من الفتن الطائفية.
ما رأيك فى أزمة مسجد جراوند زيرو ؟
من حق المسلمين إنشاء مساجد ولكن اختيار هذا المكان تحديدا لم يكن قرارا حكيما وجاء مستفزا لمشاعر الأمريكيين، رغم أنها منطقة غير سكنية فهى منطقة تجمع عمالى فقط.
مؤسس تحالف المصريين الأمريكيين: نسعى لمنافسة اللوبى الصهيونى
السبت، 25 ديسمبر 2010 07:49 م