اختلفت الآراء بين عدد من المؤرخين والمفكرين حول ما قاله عدد من أساتذة التاريخ فى ندوة المجلس الأعلى للثقافة حول العصر الفاطمى والتى قيل فيها إن صلاح الدين مؤسس الدولة الأيوبية فى مصر، قام بمحو تاريخ الفاطميين من خلال حرق كتبهم، وتحديداً مكتبة دار الحكمة التى كانت تحوى عشرات الوثائق التى كان من شأنها أن تؤرخ لتاريخهم.
فقد أكد الدكتور قاسم عبده قاسم "أستاذ التاريخ" أن صلاح الدين لم يقم بحرق أى مكتبات للفاطميين، مضيفاً أن هذا الكلام ليس صحيحاً على الإطلاق وفيه قدر كبير من المبالغة، وأن صلاح الدين لم يحرق مكتبة دار الحكمة وإنما قام ببيع ما تبقى من كتب الفاطميين وقام بتوزيعها، وأن هذا الأمر ليس جيداً ولم يغفره المصريون لصلاح الدين.
وأشار إلى أنه لا ينبغى أن ننصب أنفسنا حكاماً أو قضاة على التاريخ، مشيراً إلى أن العصر الفاطمى يمثل حقبة أساسية من تاريخ مصر لا ينبغى تجاهلها لأنه يمثل أكثر من 200 سنة من تاريخنا، الذى سيظل هو تاريخنا بما يعجبنا فيه وبما لا يعجبنا فيه.
وأوضح أن صلاح الدين أخطأ فى أنه قام بتوزيع كتب الفاطميين وبيعها، لكنه فى النهاية قائد عظيم لديه بعض السلبيات وبعض المزايا مثل أى حاكم مر على مصر.
أما الدكتور سعد الحلوانى "أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر" أكد أن صلاح الدين لم يقم بتشويه تاريخ الفاطميين فى مصر، وقام بوقف الدراسة فى الجامع الأزهر لمدة 10 سنوات، حيث كان الأزهر حينئذ يسيطر عليه الفكر الشيعى، وقام بعد ذلك بتحويل الأزهر لدراسة المذهب السنى والتركيز عليه.
وأوضح أن المجتمع المصرى لم يقبل مطلقاً المذهب الشيعى، لأنه مجتمع معتدل لا يميل للتطرف وغير قابل لاستيعاب أفكار الغلو والشطط والتطرف التى ينادى بها الفكر الشيعى، مضيفاً أنه بالرغم من طول الفترة التى حكم الفاطميون فيها مصر لم يتأثر المصريون بها.
واتفق معه الدكتور محمد الخطيب "أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر" فى أن صلاح الدين لم يقم بحرق كتب الفاطميين وتشويه تاريخهم ولكنه قاوم الفكر بالفكر، من خلال إنشاء المدارس التى تدعو للمذهب السنى وتدريس الفقه الإسلامى بالمذهب السنى، مؤكدا أن الشعب المصرى لم يقبل بالفكر الشيعى مطلقاً، لذا عندما جاء صلاح الدين ودعا للمذهب السنى أيده المصريون ببساطة.
موضوعات متعلقة..
أساتذة تاريخ: صلاح الدين أحرق كتب الفاطميين ومحا تاريخهم
أحمد راسم النفيس: صلاح الدين الأيوبى دمر مصر
