قالت وكالة يونايتدبرس الإخبارية الأمريكية إن إقامة دولة جديدة فى جنوب السودان، والمتوقع أن يتم تأسيسها بعد الاستفتاء على الانفصال فى الجارة الجنوبية لمصر، يمثل تهديداً للقاهرة لأن الدلائل تشير إلى أن الدولة الوليدة ستنضم إلى الدول الأفريقية الأخرى التى تخوض معركة مع مصر من أجل زيادة حصصها فى مياه النيل.
وتحدثت الوكالة عن زيارة سلفا كير، رئيس حكومة جنوب السودان، مؤخراً لرئيس أوغندا يورى موسيفينى، الذى تعد بلاده واحدة من دول المنبع المعارضة لسيطرة مصر على مياه النيل، وذلك لمناقشة بناء محطات لتوليد الطاقة الكهرومائية لتعزيز التنمية فى الدولة الوليدة.
وأثار هذا بالتأكيد غضب القاهرة التى تعارض بشدة أى مشاريع فى دول المنبع من شأنها أن تقلل من تدفق مياه النيل الذى يمثل 90% من مصدر المياه لمصر.
وتوضح "يونايتدبرس" أن النيل الأبيض الذى يمر ومعه النيل الأزرق فى الخرطوم، العاصمة السودانية يأتى من جنوب السودان، والنيل الأزرق الذى ينبع من المرتفعات الأثيوبية يتدفق فيه أكثر من ثلثى مياه النيل.
وتطالب دول المنبع وهى أوغندا وتنزانيا وكينيا والكونغو الديمقراطية وبورندى ورواندا وأثيوبيا، كلا من مصر والسودان بالتنازل عن حقوق 74% من مياه النيل التى حصلت عليها مصر منذ فترة طويلة.
وبحسب الاتفاق الموقع عام 1929، فإن مصر لديها حق الاعتراض على إقامة مشروعات فى دول المنبع والتى من شأنها أن تحد من تدفق نهر النيل وخاصة بناء السدود.
وكان موقع "أول أفريقا" قد ذكر أن رئيس أوغندا أخبر كير أن بلاده تريد مزيداً من السدود لتعزيز توليد الطاقة من 300 ميجا وات إلى 3800 ميجاوات خلال السنوات الخمس القادمة.
وأعلن الرئيس الأوغندى كذلك عن خطط لتوليد 17 ألف وات بحلول عام 2025.
وتحدثت يونايتدبرس كذلك عن العلاقة القوية التى تجمع أثيوبيا، التى ينبع منها النيل الأزرق، مع حركة التحرير الشعبية السودانية التى تحكم جنوب السودان منذ توقيع اتفاق السلام عام 2005 والذى أنهى عقوداً من الحرب الأهلية فى السودان بين شماله وجنوبه، وكذلك كل من كينيا وأوغندا اللتين أيدتا نضال الجنوبيين ضد حكومة الخرطوم برئاسة عمر البشير.
ونقلت الوكالة تعليق الصحفى أسامة ميرغنى بجريدة الشرق الأوسط اللندنية على هذه القضية وقوله إنها ستغطى على كل القضايا الإقليمية الأخرى فى المستقبل القريب.. وأضاف أن أى أحد يستمع إلى البيانات (مثل تلك التى أصدرها رئيس الوزراء الإثيوبى ميلس زيناوى مؤخراً وحذر فيها مصر من هزيمتها إذا تدخلت عسكرياً فى بلاده) أو يلاحظ المناورات المحمومة، ويشاهد التوتر المتفاقم، ربما يشعر فوراً بأن حرب مياه النيل قد بدأت بشكل جدى.
دولة جنوب السودان تمثل تهديداً لمصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة