هل رفض شيخ الأزهر مقابلة وفد شيعى فى ذكرى عاشوراء ؟

الجمعة، 24 ديسمبر 2010 02:14 ص
هل رفض شيخ الأزهر مقابلة وفد شيعى فى ذكرى عاشوراء ؟ الطيب
سارة علام - لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى بدأ فيه الأزهر الشريف عصرا جديدا فى المصالحة بين السنة والشيعة ورأب الصدع بينهما، فاتحا ذراعيه لكل الأطياف وكل التوجهات، يمد يديه للحوار بينهما، ويرفض إمامه الأكبر تكفيرهم، ويؤكد أن السنة يصلون خلفهم فكيف للأزهر أن يكفرهم؟! بدأت بعض المواقع الإلكترونية السلفية فى الوقيعة بين الجانبين فى وقت اعتبره المراقبون هو الأكثر حساسية فى مسار العلاقات السنية الشيعية، فإما أن تعود كما كانت تكفيرا من كل اتجاه وصراعات بين الملل والنحل، وإما أن تعود لعصرها الذهبى أيام الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق، ورمانة الميزان فى العلاقات السنية الشيعية.

الشائعة أكدت أن شيخ الأزهر رفض لقاء الناشط الشيعى محمد الدرينى، رئيس المجلس الأعلى لرعاية مصالح آل البيت، وأمر مدير مكتبه وجهاز العلاقات العامة بالمشيخة ألا يسمح له بالدخول لأن «شيخ الأزهر» لا يلتقى الشيعة المصريين، وذلك بعد ثلاثة أيام من لقاء الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب» بالشيخ يوسف القرضاوى، الذى وصفه الطيب بإمام المسلمين الشعبى، واتفقا على التقارب بين السنة والشيعة وفتح صفحة جديدة من العلاقات الطيبة بين الطرفين.

علاوة على ما أبداه شيخ الأزهر منذ شهور من استعداد لزيارة العراق والنجف الأشرف والعتبات الشيعية المقدسة، وتأكيده على رفض تكفير الشيعة، وهو ما لا يلقى ارتياحا بين الأوساط السلفية التى تلقب الشيعة بـ«الرافضة» وتتهمهم بسب الصحابة والنيل منهم.
توقيت الشائعة بقدر ما كان حساسا فى مسار تلك العلاقة، كان موجعا للشيعة الذين ضربت أوساطهم تلك الشائعة يوم انشغالهم بالاحتفال بذكرى «عاشوراء» ، بالإضافة إلى ما أبداه الناشط المصرى محمد الدرينى من رغبة فى عقد مؤتمر لمكافحة الإرهاب المستتر بالدين، بمشاركة شيخ الأزهر والبابا شنودة والدكتور محمد سليم العوا وعدد من الشخصيات التى عرفت بتوجهها المستنير فى مصر والعراق، وذلك فى أعقاب الهجوم الذى شنه تنظيم القاعدة على كنيسة المهد بالعراق، وتهديدات لكنائس مصر بحوادث مماثلة مع ملاحظة توجه تنظيم القاعدة السلفى والتكفيرى أيضا، مما يفك بوضوح شفرة اختيار توقيت الشائعة.

ويؤكد الدرينى لـ«اليوم السابع» أنه لم يتوجه لمشيخة الأزهر حتى الآن حتى يرفض شيخ الأزهر وإمامه الأكبر مقابلته، مشيرا إلى أن الدكتور أحمد الطيب الذى أعاد للأزهر وجهه الطيب المتسامح، لا يمكن أن يفعل هذا مع من رفض تكفيرهم من قبل باعتبارهم، أى الشيعة، أخوة فى الإنسانية.

ووصف «الدرينى» مؤسسة الأزهر الشريف بعمدة السنة والشيعة التى تترفع عن تلك الأفعال الصغيرة، ملمحا إلى وجود أطراف يسعدها الوقيعة بين الطرفين والجفاء بينهما، ويعنيها بشكل كبير استمرار الممارسات الإرهابية التى تتخذ من الدين ستارا لها فتفجر الكنائس وتكفر الشيعة تحت دعاوى الجهاد فى سبيل الله والانتصار للإسلام بالنيل من الآخرين وعقائدهم رغم أن الإسلام منهم ومن أفعالهم برىء.

من جانبه قال مصدر مسؤول بمشيخة الأزهر لـ«اليوم السابع» إنه لم يتلق أى طلبات أو برقيات من المجلس الأعلى لرعاية مصالح آل البيت من أجل لقاء شيخ الأزهر، مشيرا إلى أن الدرينى لم يطلب حتى الآن لقاء الإمام الأكبر.

وأوضح المصدر أن شيخ الأزهر لا يرفض لقاء الشيعة المصريين خاصة مع اتجاه المشيخة للتقريب بينهما واتباعها نمطا جديدا فى العلاقات بين الجانبين يسمح بتبادل وجهات النظر، مشيرا إلى أن لقاء شيخ الأزهر بالشيعة المصريين يعنى اعترافا ضمنيا بهم من قبل أكبر مؤسسة سنية فى العالم.

وفيما يخص زيارة القرضاوى المفاجئة للأزهر أشارت بعض الأطراف إلى أن الاقتراب بين القرضاوى والمشيخة يمكن أن يدفع لصدام بين الأزهر وأطراف فى الحكومة ترى القرضاوى معارضاً، خاصة أنه اتهم الحكومة بأنها المسؤولة عن ضعف الأزهر، وطالب بفصل الأزهر عن الدولة حتى يستطيع أن يواصل مهامه، كما قد يصطدم بسبب انتقاده للأزهر من قبل مما يثير ضده عداءات من داخل المؤسسة، لكنّ مراقبين رأوا أن القرضاوى لم يصنف من قبل أى طرف ضمن المعارضين، وأنه تجنب أن يدلى بآراء سياسية وهو خارج مصر، وأن آراءه كلها كانت ضمن اجتهادات فقهية، وأن انتقاداته للشيعة كانت ضمن التعبير عن الرأى. كما أعلنت المصادر فى الأزهر أن مؤسسة الأزهر ترغب فى الاستفادة من علاقات القرضاوى الإسلامية والدولية، والتى يمكن أن تمثل إضافة لجهود الدعوة فى الخارج ونشر الوسطية.
الدكتور أحمد الطيب أعلن فور انتهاء اللقاء الذى استمر ساعة كاملة أن الدكتور يوسف القرضاوى سيكون له شأن ودور مؤثر فى عملية الإصلاح والتجديد الذى يقوده شيخ الأزهر الحالى.

وأكد بعض المقربين أن شيخ الأزهر سيستعين بخبرة وعلم القرضاوى فى الفترة المقبلة، خاصة أن الأزهر سينظم فى شهر مارس المقبل مؤتمره السنوى الذى لم تتضح الصورة بالنسبة له حتى الآن، ومن المؤكد أن يكون للقرضاوى دور كبير، خاصة بعد عزوفه العام المنصرم عن المؤتمر بسبب الخلافات بينه وبين الدكتور طنطاوى.
الأسباب الحقيقية لزيارة القرضاوى لشيخ الأزهر بالمشيخة بالقاهرة تكمن فى تقديم التهنئة للشيخ بتولى المنصب، والتأكيد على أزهرية القرضاوى وعودته إلى صفوف كبار علماء المشيخة، والمشاركة فى جلسات المجمع التى غاب عنها القرضاوى منذ سنوات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة