محافظة القاهرة نفذت قرار إزالة منازل بمثلث ماسبيرو دون إخطار السكان لإقامة مناطق ترفيهية

الجمعة، 24 ديسمبر 2010 02:14 ص
محافظة القاهرة نفذت قرار إزالة منازل بمثلث ماسبيرو دون إخطار السكان لإقامة مناطق ترفيهية عبدالعظيم وزير
أسماء نصار- تصوير - محمد نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ أهالى المنطقة: سنعتصم أمام رئاسة الجمهورية لو تم طردنا من منازلنا
◄◄ وزير يؤكد: سنعوضهم بمساكن بديلة أو تعويضات مادية مناسبة

برودة الجو والرياح الشديدة لم تشفع لأهالى مثلث ماسبيرو لدى محافظة القاهرة التى نفذت قرار الإزالة الصادر لعدد من المنازل، بحجة خطورة استمرارها، فتم إخلاء المساكن من الأهالى ومنقولاتهم دون إخطارهم مسبقاً بتنفيذ قرار الإزالة، ليس هذا فحسب لكن بعد الإزالة لم يتم تسكين الأهالى وتركتهم المحافظة فى الشارع دون حتى تعويض عن مساكنهم التى تمت إزالتها، فهل سيتم تنفيذ هذا على باقى أهالى المنطقة التى صدر لها قرار تطوير حيث سيتم إخلاء 815 وحدة سكنية و33 محلا تجاريا.

وقال الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة إن التطوير سيشمل إقامة مناطق ترفيهية وإدارية وتجارية وفندقية ومسطحات خضراء وإنشاء عدد من الخدمات الإضافية لخدمة المنطقة، أما بالنسبة للأهالى فسيتم تعويضهم سواء كانوا مستأجرين أو واضعى يد، بينما ستشكل لجنة للملاك لتقييم سعر المتر بالمنطقة وتعويضهم إما بتخصيص وحدات سكنية بديلة أو بتعويضات مادية مناسبة.

وشكل المحافظ لجنة برئاسته والسكرتير العام للمحافظة ورئيس المجلس المحلى لحى بولاق، ومستشار المحافظ لتطوير العشوائيات، ومدير الإدارة العامة للتخطيط العمرانى، وتحت إشراف د.على الفرماوى مدير صندوق تطوير المناطق العشوائية بوزارة التنمية المحلية لبحث تطوير المنطقة.

وتعتبر منطقة بولاق أبوالعلا ومثلث ماسبيرو إحدى أقدم المناطق بمحافظة القاهرة، التى تضم الآلاف من أسر الفقراء الذين يعانون بصورة كبيرة من منازلهم المتهالكة، لكن وجودهم فى هذا المكان المميز يجعلهم مطمئنين إلى أنهم مثلهم مثل باقى البشر، يعيشون فى موقع متميز لكنه مستهدف من بعض رجال الأعمال الذين يسعون إلى جعله إحدى المناطق المستهدفة من قبل الشركات الاستثمارية المحلية والأجنبية التى بدأت فى شراء قطع أراض بالحى ومحاولة طرد أهله، وتزامن ذلك مع حظر ترميم منازل المنطقة، مما أثار استياء الأهالى بشدة وتركهم عرضة لانفجار وشيك، وهو ما ينذر بتكرار كارثة الدويقة مرة ثانية فى بولاق أبوالعلا، فالمساكن أصبحت متهالكة تماماً.

الأهالى أعربوا عن غضبهم الشديد من قرار تطوير المنطقة وتحويلها إلى مناطق ترفيهية وإدارية وتجارية وفندقية ومسطحات خضراء، وأكدوا أنهم لن يخرجوا من منازلهم مهما كان السبب أو القرار وأياً كان من أصدر هذا القرار، فلا يعقل مطلقاً أن يتركوا منازلهم التى تربوا ونشأوا فيها لتحويلها إلى منطقة سياحية. وتدخل العديد من مؤسسات المجتمع المدنى لضمان حق الأهالى فى المطالبة بحقوقهم وطالبوا محافظة القاهرة بالإعلان عن المخطط الهندسى الكامل لعملية التطوير قبل الشروع بنزع الملكية وإعلان الأهالى بهذا تفادياً لانتشار الشائعات، خاصة أن المنطقة مستهدفة من قبل عدد من شركات الاستثمار العقارى العربية والأجنبية التى تقوم بشراء الأرض، كما أن جميع المواثيق الدولية والإعلان العالمى لحقوق الإنسان تؤيد حق الأهالى فى مناقشة كل مشروعات التنمية التى تتعرض لحياتهم، وضرورة الإعلان عن قرار لتشكيل لجان الحصر مع مراعاة مشاركة الجهات الهندسية والأهلية بالحى وإعلان معايير عملية ورسمية ثابتة بالمناطق المراد إزالتها تفاديا للمتاجرة بالآلام البسطاء، وأن يحصل من لا حق له على وحدات سكنية، مع مراعاة المعايير والقيم التعويضية للوحدات السكنية المزمع نزع ملكيتها، والأخذ فى الاعتبار الطبيعة المعمارية النادرة لعدد من المنازل ذات القيمة وغير المسجلة بالآثار مع الالتزام بكل المعايير والمواثيق فى إخلاء السكان، وتوفير البديل المناسب قبل الإخلاء.

يسرية عزيز، من أهالى سانتو بمثلث ماسبيرو، قالت إنها لن تترك منزلها إلا وهى جثة هامدة، مؤكدة أنه لو لم تتراجع الحكومة عن هذا القرار فستتظاهر أمام رئاسة الجمهورية لتقول للعالم أجمع ماذا فعلته الحكومة فيها، وتابع محمد عبدالعليم قائلاً: «إنه سيحرق المكان بالكامل ويفجره لو أصرت الحكومة على قرارها».

وأعلن المركز المصرى للحق فى السكن تضامنها مع أهالى منطقة بولاق أبوالعلا ومثلث ماسبيرو، وأصدرت بيانا أشارت فيه إلى أن تلك المنطقة تعد من أقدم المناطق بمحافظة القاهرة التى تضم الآلاف من أسر الفقراء وبالرغم من قدم الحى وتهالك منازله وسوء الحالة الاقتصادية والاجتماعية للقاطنين به فإن موقعه الجغرافى فى قلب العاصمة على بعد خطوات من كورنيش النيل جعل منه إحدى المناطق المستهدفة من قبل الشركات الاستثمارية المحلية والأجنبية التى بدأت فى شراء قطع أراض بالحى ومحاولة طرد أهله.

وطالب المركز المصرى جميع المؤسسات الحكومية والمدنية والرأى العام المصرى بعدم تكرار مأساة سكان الدويقة التى كان سوء التخطيط وعدم مراعاة المعايير الحقوقية والقانونية وعدم وجود لجان حصر دقيقة أو بدائل للأهالى والإخلاء القسرى للأهالى قبل معرفتهم، كانت كل هذه الإجراءات جزءا من مأساة أهالى الدويقة، وهو ما حذرنا منه حينها فى بيان للمؤسسة وهو ما نحذر منه الآن حتى لا يحدث مع سكان مثلث ماسبيرو.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، قد أكد أن الهيئة تقوم بإعداد مخطط تطوير شامل لمنطقة «مثلث ماسبيرو» يتناسب مع قيمة المنطقة، ويعمل على تطوير الواجهة النيلية لها، ويأخذ بعين الاعتبار جميع النواحى العمرانية والاجتماعية والاقتصادية، ويتكامل مع المخطط المقترح لتطوير القاهرة الخديوية الذى أعدته الهيئة بالتعاون مع محافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضارى من خلال أحد بيوت الخبرة العالمية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة