فى ظل مشاهدتنا لمباريات كرة القدم هذه الأيام يتردد على أسماعنا كثيرا لفظ الخطأ التكتيكى والذى نشاهده دائما فى ظل تفوق فريق وسيطرته على مجريات الأحداث، فيكون الخطأ التكتيكى هو سلاح ذلك الفريق المسيطر عندما تفشل هجمته ويندفع الفريق الآخر ليقوم بالرد ويحاول أن يعادل النتائج أو يتفوق.. لذا فيقوم أحد أعضاء الفريق المسيطر بعمل خطأ تكتيكى (فاول)لتهدئة الأمور، واستعادة الأنفاس، ورص الصفوف، وتعطيل تفوق الفريق المنافس.. كما أن تضييع الوقت والمماطلة هى سمة الفرق المنتصرة فى آخر دقائق اللقاءات وذلك لبث الملل واليأس للفرق المنافسة حتى لا تبادر بإحراز الأهداف ومعادلة النتائج.
والخطأ التكتيكى فى حياتنا العامة أصبح منتشرًا على مستوى الدول والحكومات والأفراد.. فهو من وجهة نظرى الخطأ المتعمد من جهة ما لتلاشى تبعات ما هو أسو من نتائج الخطأ التكتيكى ذاته على المدى القصير، فتبعات الخطأ التكتيكى تكون أخف وطأة من تبعات المواقف اللاحقة والتى تشير إلى الأسوأ، لذا فإن الأخطاء التكتيكية أصبحت سلاح كل عاجز عن تملك زمام الأمور.
الأخطاء التكتيكية أصبحت كثيرة تقوم على ثقافة تعطيل مصلحة الغير، وعدم تمكينه من إحراز أهدافه، ومن أمثلتها المتكررة فى حياتنا اليومية المعاصرة، مثلا عندما يخترع المقاول خطأ تكتيكيا لتأخير تسليم منشأة تأخر صاحبها فى تسديد مستحقاته فيكون الخطأ التكتيكى هو سلاح المقاول لتعطيل العمل ولضمان حقه، أوعندما يقوم قائد مركبة بتفادى صدم طفل يعبر الطريق فيتعمد الخطأ بأن يصدم سورًا أسمنتياً أو شجرة فتبعات الاصطدام تكون أهون وأخف من دهس الطفل، كما أن عدم إتقان الصانع فى صنعته والعامل فى مهنته هى أخطاء تكتيكية لمقابلة تدنى الأجور مثلا.
نشأت النادى يكتب: عندما تصبح كل أمورنا "خطأ تكتيكيًا"
الخميس، 23 ديسمبر 2010 09:18 ص