رفض السفير المصرى فى قطر محمود فوزى أبو دنيا وصف المرحلة الحالية من العلاقات المصرية القطرية بالمختلفة، وقال فى حواره مع "اليوم السابع" فى الدوحة أن الإعلام ليس على دراية كاملة بكل ما يدور بين مصر وقطر، أو بين مصر وأى بلد، مؤكدا على أن حرفية العمل الدبلوماسى تستدعى إحاطته بقدر من التحفظ، وقال أبودنيا إن الاتصالات لم تتوقف بين البلدين.
هل تتفق معى فى أن العلاقات المصرية القطرية الآن تمر بمرحلة مختلفة؟
أنا لا أتفق معك على تسمية المرحلة بالمختلفة، وإذا كانت هناك فترة سابقة يتناولها الإعلام بالتحليل أو التقييم، فليس من الضرورة أن يكون الإعلام على دراية كاملة بما يدور بين مصر وأى بلد، وهناك اتصالات أخرى لا تتاح للإعلام، ليس عن قصد، ولكن لأن حرفية العمل الدبلوماسى تتطلب أن تحاط هذه الاتصالات بقدر من التحفظ، حتى يكون الأداء الدبلوماسى محترفا، ويؤدى غرضه، فلم تتوقف الاتصالات إطلاقا بين البلدين، حتى فى قمة ما كان يكتبه الإعلام عن كذا وكذا ، كانت المراسلات الدبلوماسية مستمرة سواء كانت شفوية أو مكتوبة، وكانت تتنقل بين الجهتين والعاصمتين ، القاهرة والدوحة، وكانت تأتى وتروح عبر الحقيبة الدبلوماسية، وعبر وسائل الاتصال الأخرى المعروفة، والقنوات الدبلوماسية كانت مفتوحة ومتواصلة، ليس فقط على مستوى السفارات، ولكن على مستوى القيادة السياسية فى البلدين، وهو ما أكد عليه الرئيس مبارك فى تصريحاته لقناة الجزيرة يوم 24 نوفمبر الماضى، الذى أشار إلى أن الاتصالات لم تتوقف.
ولكننى لم أقل إن الاتصالات توقفت.. وإنما قلت إن المرحلة مختلفة؟
أنا متفق معك تماما أن هناك دفئا أكثر، ولكننى أحببت أن أوضح لك أن بعض الدلالات الأخرى استقيتها من سؤالك أفادت أن فى الوقت السابق كانت الأمور متوترة.
إذن فهناك دفئا أكثر ومودة أكثر واتصالات مستمرة ومكشوفة للإعلام؟
هذا صحيح ، الإعلام الآن أصبح يطلع على كل الاتصالات بين البلدين.
لماذا بدأ الإعلام يطلع على هذه الاتصالات؟ أليست الاحترافية تقتضى أن تظل هذه الاتصالات غير معلنة حسبما ذكرت؟
هناك أحداث كبيرة تحتم أن يطلع الإعلام فى الوقت الراهن عليها، مثل زيارة الرئيس مبارك إلى قطر، وزيارات على مستوى الوزارات، أما التواصل الدبلوماسى بين البلدين فلا ينبغى الإعلان عنه كل ساعة، لأن هناك بعض الموضوعات عالية السرية، تقتضى الكتمان، أما الزيارات الرسمية العلنية، فتؤدى إلى مردود إيجابى، وتدفع بالتصعيد فى العلاقات بين البلدين بشكل إيجابى أيضا.
إذا انتقلنا إلى الجالية المصرية فى الدوحة.. لماذا يشتكى بعضهم من تجاهل السفارة المصرية لهم وعدم تخصيص ندوات للقائهم وحل مشاكلهم؟ بل وعدم وجود رابطة رسمية للجالية هنا؟
الاتصال بين السفارة والجالية لم ينقطع، وهناك قسم قنصلى بالسفارة يستقبل المصريين هنا فى قطر، لتأدية الخدمات القنصلية، أما بالنسبة للرابطة، فهناك رابطة للجالية، يسمى مجلس الجالية المصرية فى دولة قطر، يرأسه الدكتور محمد النجار، وهو طبيب مصرى، وهذا المجلس له دوره المعروف كجمعية للجالية المصرية فى قطر، وفى مدينة أم سعيد توجد رابطة أخرى للمصريين هناك، ومجلس الجالية يعبر عن أبنائها فى قطر، وهو على اتصال دائم ويومى بالسفارة المصرية فى الدوحة، فالتنظيمات المصرية موجودة وقائمة وتمارس دورها.
وفى رأيك لماذا لا يعرف المصريون هنا فى الدوحة شيئا عن هاتين الرابطتين فى قطر؟
انشغال المصريين هنا فى العمل بالدوحة، يجعلهم بعيدين عن هذه التجمعات، والمفروض أن يسعوا للاتصال بهاتين الرابطتين، وكل المعلومات بخصوصهما، متاحة لدينا فى القسم القنصلى بالسفارة، ومن الممكن أن يسأل المصريون الأخوة المسئولين بهذا القسم عن أماكن تجمع المصريين بهذه الجالية.
هل للسفارة أى دور بخصوص مشكلات بعض المصريين مع دولة قطر؟ وأعنى فى حالة احتجاز بعضهم على ذمة قضايا ما؟
طبعا نحن نتدخل لمساندة أى مصرى يواجه مشكلة فى دولة قطر، وزملائى فى القسم القنصلى بالسفارة يترددون على أماكن احتجاز المصريين المخالفين للقانون ، فيذهبون إلى غرف الحجز فى أقسام الشرطة، ويبحثون مشكلاتهم على الطبيعة، كذلك ندفع بأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية لمساندة أى مصرى ربما قد يواجه مشكلة أخرى سواء فى مستشفى، أو فى هيئة حكومية قطرية، أو فى مطار القاهرة، وكنا فى استقبال أعضاء المنتخب المصرى فى مطار الدوحة، وإحدى السيدات المصريات الوافدات إلى الدوحة، واجهت مشكلة تتعلق بسبب جواز سفرها، أثناء المباراة، وقمت بإرسال أحد أعضاء البعثة ممن كان مرافقا للمنتخب المصرى، إلى المطار لحل المشكلة، أعنى أننا لا نتأخر أبدا عن مساندة أى مصرى يواجه مشكلة فى الدوحة، حتى حالات الوفاة، نقوم بتذليل كل العقبات المحتملة، من أجل عودة الجثمان إلى مصر، ودفنه بها.
سفير مصر فى قطر: علاقتنا مع الدوحة لم تنقطع لكنها بعيدة عن الإعلام.. والآن وصلت لمرحلة الدفء.. والمصريون هناك منشغلون فى أعمالهم وبعيدون عن روابط الجالية
الخميس، 23 ديسمبر 2010 01:54 م
محمود فوزى أبو دنيا السفير المصرى فى قطر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة