فى الأسبوع الماضى كتبت عن مشكلة المخرجة الشابة زينب سمير عوف، مع المنتج الفنى أمل أبوشادى ورئيس المركز الدكتور والصديق خالد عبدالجليل حيث تعانى من تعنت وسخافات فى المعاملة، كما أنها لم تتقاض باقى مستحقاتها عن فيلمها الروائى القصير «رفيف اليمام» وفى اتصال مع الدكتور خالد أكد لى أننى أعرف فقط نصف الحقيقة، وأنه كان يتوجب على أن أتصل به قبل الكتابة لأعرف أين تكمن الأزمة بالضبط.. لكننى لم أكن أقوم بإجراء تحقيق صحفى بل خصصت مقالى للكتابة عن زينب ومشكلتها إيمانا منى بضرورة تبنى المبدعين وهذا ما علمنا إياه الأساتذة فى معهد السينما ومنهم الدكتور خالد، فالمبدع يجب أن يتوفر له الظرف الملائم ليقدم إبداعه، وقلت لنفسى سأبحث عن الجانب الآخر حتى لا أظلم أحدا، وعلمت أن هناك لجنة مشكلة من مجموعة من أهم المخرجين والمونتيرين كان لديها بعض التحفظات على فيلم زينب وأنها طالبتها بمجموعة من التعديلات ورفضت هى القيام بها وهذا ما جعل إدارة المركز توقف باقى مستحقاتها المالية.
وللحظة شعرت أننى كان يجب أن أتروى قليلا وأتأكد من بعض الحقائق خصوصا أننى لم أكن قد شاهدت الفيلم موضوع الأزمة. وانطلاقا من وجهة نظر رئيس المركز القومى للسينما قمت بمشاهدة الفيلم لأكون أكثر حيادية.. والمفارقة الدرامية هنا أننى وجدت نفسى أمام فيلم شديد الرقة والجمالية ومحمل بشحنة عاطفية عالية وصلتنى من اللقطات الأولى بمونتاج سلس وناعم وديكور مميز وجملة موسيقية تظل مصاحبة لأذنك حتى بعد أن تنتهى من مشاهدة الفيلم، وسيناريو ملىء بالتفاصيل عن علاقة الابنة بأمها وأبيها وكيف جعلاها شخصا قادرا على الحلم وهو شىء نادر فى هذا الزمان، واكتشفت أن زينب مخرجة تعرف جيدا ما تفعل، شاهد مثلا أين قررت أن تضع الإهداء لأمها وأبيها فى إحدى لقطات الفيلم، واختياراتها واضحة كمبدعة تملك إحساسا خاصا قد يصل للبعض.
ولإيمانى الشديد بأن السينما تذوق وحالة قد تصل إلى شخص دون الآخر فما أحبه ليس بالضرورة أن يراه الآخرون، سألت زينب لماذا لم تجلسى إلى اللجنة وتستمعى إلى وجهة نظرهم؟ فاجأتنى قائلة : لم يخبرنى أحد بأى شىء عن تلك اللجنة.. إلى هنا كنت سأعتبر أن المسألة منتهية فقد تكون زينب دمها تقيل على قلب البعض وللأسف صار هذا هو منطق الأشياء فى مجتمعنا، لكننى فوجئت باتصالات تنهال على من عدد من المونتيرين وبعض المخرجين الذين تعاملوا مع المركز، ويعانون نفس معاناة زينب من عدم حصولهم على مستحقاتهم، عن أعمال قدموها للمركز، وأيضا عن الإهانات المتكررة التى تصل إلى السب والقذف من المنتج الفنى أمل أبوشادى أيضا, وبعضهم أرسل لى على إميلى مكالمات مسجلة عن تلك التجاوزات.. أقدر الدكتور العزيز خالد عبدالجليل لكننى أضع كل تلك التفاصيل بين يده إذا أراد كل ما وصلنى وأسأله بشكل واضح: إذا كنت تحاول العمل بجدية وتعمل على إنجاز الأرشيف القومى وغيرها من المشروعات فلماذا تسكت عن كل ما يسىء ؟ فالقضية لم تعد زينب فقط.. > >
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة