يتسبب خفض منسوب مياه النيل مع إغلاق خزان إسنا بمحافظة الأقصر فى فترة الشتاء من كل عام وهى ما تسمى بـ"السدة الشتوية" فى تكون الترسيبات الرملية الظاهرة منها والمخفية تحت المياه على أعماق قريبة والتى تصطدم بها المراكب السياحية خلال رحلاتها ما بين الأقصر وأسوان وهو ما يلقى بتأثيرات سلبية على السياحة المصرية، والإساءة لسمعتها الدولية.
وتلقى الجهات الحكومية المسئولة بمحافظة الأقصر المسئولية على عاتق الأخرى، وحتى الآن لم يتم حل هذه المشكلة - التى تحولت إلى أزمة سنوية تؤرق رجال الأعمال، والمستثمرين وتهدد الرافد الرئيسى للدخل القومى المصرى وهو السياحة وتتسبب فى شحوط العشرات من المراكب سنويا.
وتوافقت هذه السدد مع قمة الموسم السياحى الشتوى الذى تتضاعف فيه أعداد السياح ،والذين يقبلون للتمتع بأشعة الشمس الدافئة على متن المراكب النيلية.
فى البداية يقول الريس أحمد قائد أحدى المراكب السياحية العاملة بين الأقصر وأسوان، إن المشكلة الأساسية تكمن فى عدم تطهير مجرى النيل الأمر الذى يجعل إبحار المراكب فى النيل متعثرة وتنتهى أغلبها بالشحوط فى الأماكن التى تتواجد بها الجزر الرملية، ويضيف أن المركب عند شحوطها تتوقف فجأة لأنها تصطدم بالجزر وهى عادة جزر حديثة التكون بسبب اتجاهات التيارات المائية، كما أن هذه الجزر نفسها تتسبب فى تغيير التيار الأمر الذى يؤدى إلى ترسيبات رملية جديدة فى المسارات المعروفة سلفا لقائدى المراكب، كما أن هناك نسبة غير قليلة من قائدى المراكب لا يملكون من الخبرة ما يمكنهم من تفادى هذه الترسيبات والجزر.
وقال قائد آخر لإحدى المراكب رفض ذكر اسمه، إن غالبية المراكب السياحية تفتقد الإمكانيات التكنولوجية اللازمة لاستكشاف المياه على مسافات طويلة من اجل تفادى الاصطدام بتلك الجزر وان ملاكها لا يشترون هذه المعدات توفيرا للنفقات.
وأرجع أحمد عباس الجداوى رئيس لجنة السياحة بمحلى محافظة الأقصر أسباب شحوط المراكب المتكرر إلى عدم قيام الأجهزة المعنية بسحب الترسيبات الرملية لمجرى النهر مما يتسبب فى نشأة هذه الجزر، وتضخمها مع مرور الوقت.
وطالب الجداوى الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر بالتدخل لدى الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الرى من أجل إجراء أعمال التطهير، والصيانة الدورية لمجرى النهر، وذلك من اجل الحفاظ على سمعة السياحة المصرية، والقضاء على حوادث الشحوط التى تسبب قلقا كبيرا لدى السياح يدفعهم للعزوف عن الاستمتاع بأجمل مقومات السياحة المصرية كما تتسبب فى وقوع خسائر كبيرة على الشركات ورجال الأعمال الذين يستثمرون اموالهم فى هذا القطاع.
وأشار ثروت عجمى رئيس غرفة شركات السياحة إلى أن بعض الجهات الخارجية تتربص بمصر من خلال استغلال مثل هذه الأحداث ،وضرب السياحة المصرية لتتوجه نحو أسواق أخرى مؤكدا على ضرورة إنهاء هذه المشكلة بتطهير المجرى الملاحى، وتدريب قائدى هذه المراكب، وتذويدها بالأجهزة الملاحية الحديثة تكنولوجيا.
وقال عبد الله ذكى صاحب إحدى الشركات السياحية، إن نقل السياح من مركب إلى أخرى بعد شحوط هذه المراكب يتسبب فى خسارة الكثير من الوقت الذى يتسبب بدوره فى إلغاء البرامج السياحية المقررة للسياح لزيارة المعالم السياحية والأثرية وارتباك شديد فى الرحلة السياحية إجمالا وهو ما يدفع السياح إلى إلغاء الرحلة وطلب تعويض مقابل ما واجهوه فى الرحلة.
من ناحيته أكد أيمن برعى مدير الرى بالأقصر عدم مسئولية إدارته عن تطهير المجرى الملاحى لنهر النيل، مشيرا إلى أنها مسئولية إدارة حماية النيل فى الوقت الذى أكد فيه المهندس أحمد السيد مدير عام حماية النيل بالأقصر أن تطهير المجرى الملاحى مسئولية تقع على عاتق عدة جهات مجتمعة منها حماية النيل التى تقوم بإبلاغ هذه الجهات بمكان وقوع حوادث الشحوط من أجل القيام بسحب الترسيبات الرملية بالتنسيق مع إدارة النقل النهرى.
إحدى الجزر الرملية بنهر النيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة