ظهر مصطلح الحرب على الإرهاب بعد الأحداث التى جرت فى أمريكا، وفى حقيقة الأمر فإن المسألة برمتها هى حرب مكشوفة على الإسلام والمسلمين، وهذه الحرب ممتدة منذ الصراع بين الدولة الإسلامية والإمبراطورية البيزنطية ومروراً بالحروب الصليبية التى امتدت طيلة قرنين من الزمان.
فرغم ما جاء فى خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أن الحروب التى تشنها أمريكا وحلفاؤها من الدول الغربية ما هى إلا حروب على الإرهاب وليست على الإسلام والمسلمين، تجد أن معظم تلك الحروب لا تشتعل فتيلها إلا فى البلدان التى يقطنها غالبية مسلمة، فتحت ما يعرف بالحرب على الإرهاب قد استخدمت الدول الغربية قواتها الجبارة لضرب معارضيهم من المسلمين فى الكثير من الدول الإسلامية، ولكن جهودهم العسكرية الكبيرة وما صاحب ذلك من إنفاق هائل لتغطية النفقات العسكرية الباهظة والخسائر الفادحة فى الأرواح لم ينتج عنها ما كانوا يأملون من نتائج.
أليس غريباً أن تمتلك كوريا الشمالية سلاحاً نووياً ضاربةً بكل القوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط، بل وتتمادى فى تهديدها المستمر لجيرانها من حلفاء الولايات المتحدة (اليابان و كوريا الجنوبية) وفى المقابل تجد أن تعامل الولايات المتحدة معها هو من خلال سياسة المفاوضات والعقوبات الاقتصادية، وأيضا فى الحظيرة الخلفية للولايات المتحدة (أمريكا الجنوبية) ستجد الكثير من الدول التى لا يشعر رؤساؤها بالحرج من أن يصفوا أمريكا
وزعماءها بأفظع الأوصاف وأقبحها، وحالة العداء والتعبئة النفسية فى هذه الدول ضد أمريكا هو أكثر ما تكون عن غيرها من مناطق العالم الأخرى، فى هذه الدول أيضاً لا نجد الولايات المتحدة تغزوها بالآلاف من الجنود والمعدات العسكرية!
وفى المقابل تجد أن حرباً على دولة مثل أفغانستان قد قامت فى لحظات لمجرد سقوط برجين فى نيويورك، وبالتأكيد أنت فى غنى عن ذكر أهوال تلك الحرب التى من المؤكد أنك مازلت تسمع وتشاهد عن نتائجها السيئة على سكان تلك الدولة وحالهم، بل وتمادى الأمر إلى جيرانهم أيضا، وتحديداً باكستان، هذا غير حرب العراق، والتوتر القائم فى الكثير من بقاع الأرض، لمجرد مصطلح قد اصطنعته العقول الاستعمارية فى أمريكا والدول الغربية.
لقد صاحب حرب الغرب على الإسلام فيما يسمى بالحرب على الإرهاب، حرب لا تقل ضراوة ولا خبثا عن اعتداءاتهم العسكرية، إنها حرب معنوية فكرية استهدفت قلب الإسلام وتعاليمه تمثلت فى الضغط على الحكومات الإسلامية وبالذات الحكومات العربية المستضعفة وقاموا بالتدخل السافر فى الحريات الشخصية للمسلمين المقيمين فى أوروبا، تلك الحريات التى يقدسها الغرب، فحاربوا النقاب والأذن وبناء المساجد، هذا بخلاف ما يقومون به وبكل وقاحة من السماح بالتطاول على رسولنا الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلـم بحـجـة حـرية الرأى بينما لا يسمح على الإطلاق بالحديث عن الهولوكوست المزعومة، لقد بدأت أقنعة الغرب فى التساقط وتتضح نواياهم الحقيقة، فهل سننهض ــ نحن العرب والمسلمين ــ أم سنظل فى سباتنا العميق بلا وعى أو أدنى حراك؟!
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة