محمد فوزى طه يكتب: ليالى ألف ليلة

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010 02:58 م
محمد فوزى طه يكتب: ليالى ألف ليلة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سأل العفريت سنجام.. كبير الشرطة جمصة البلطى: ماذا تعرف عن الكبراء؟
_ كل كبيرة وصغيرة.. ما هم إلا لصوص وأوغاد.. فقال الصوت متهكماً: لكنك تحميهم بسيفك البتار وتطارد أعداءهم الشرفاء من أهل الرأى والاجتهاد.
_ إنى منفذ الأوامر وطرقى واضحة.
_ بل تطاردك لعنة حماية المجرمين واضطهاد الشرفاء.
_ ما فكر رجل وهو يؤدى واجبه هذا إلا هلك.
_ إذن أنت أداة بلا عقل.
_ عقلى فى خدمة واجبى فحسب.
_ عذر من شأنه أن يهدر إنسانية الإنسان.
وإن تكتب عن نجيب محفوظ فهذا منتهى الغرور بذاتك، فمن أنت لتضييف له أو تنقد؟!.. قامة شامخة.. لها تتسع الرؤية فتضيق العبارة فلا تملك سوى أن تقول الله! لكنى أحب هذا الرجل الحكيم، ولأنى أحبه جدا منذ أن قرأت له رادوبيس، فصار لى نبعاً لا ينضب أبدا، فكنت أتوقف عند كلماته، فأشير تحتها بقلم رصاص ثم أجمعها وأكتبها فى أجندة خاصة، فصارت لى ثروة بعد أن أتممت جميع كتبه عن الحياة والإنسان، فكانت من أعمق الحكم وأروع المقولات.

وبما أنى لا ولن أصل كى أحاكى إبداعه وفنه وأدبه وتأثيره وخروجاً من هذا المأزق فى مئويته، أمسكت بليالى ألف ليلة والتى قرأتها إحدى وعشرين مرة! فبرغم أهمية ما كتب من روايات، لكن تلك الرواية بالذات من أقرب رواياته إلى قلبى وعقلى، فكلما كنت أقرأ صفحة منها، كان عجبى وإعجابى يزداد لحد الذهول، ولأنى واقعى ولا أميل أبدا للضحك على أحد، اقرأوا معى ثم قولوا لى هل كان يتحدث فقط عن الحياة والناس قديما؟

قال عبد القادر فى رثاء : استشهد الشرفاء الأتقياء.. أسفى عليك يا مدينتى التى لا يتسلط عليك اليوم إلا المنافقون.. لم يا مولاى لا يبقى فى المزاود إلا شر البقر؟!
_ ما أكثر عشاق الأشياء الخسيسة!!
وعن الحاكم.. قال الصوت (عبد الله البحرى):
إنى أعجب لشأنك..
لماذا؟
طالما قتلت المنحرف لانحرافه، فما بالك تجنب الآثمين الفضيحة؟
فقال المجنون بأسى:
أشفقت أن يصبح الصباح، فلا تجد الرعية سلطاناً ولا وزيراً ولا حاكماً ولا كاتم سر ولا رجل الأمن فيأخذها أقوى الأشرار..
وهل أجدت حكمتك؟
أراهم يعملون وقد ملأ الحياء قلوبهم وقد خبروا ضغف الإنسان..
فهمس عبد الله البحرى:
فى مملكتنا المائية نجعل الحياء شرطاً ضمن شروط عشرة يجب أن تتوافر فى حكامنا..
فقال المجنون متنهداً:
ويل للناس من حاكم لا حياء له
وعن الجوع والعدل قال فيها:
فى قلبه موضع للعواطف وموضع للقسوة والجشع.. قال لنفسه (من تعفف جاع فى هذه المدينة)، وتساءل ساخرا (ماذا يجرى علينا لو تولى أمورنا حاكم عادل؟!) أليس السلطان نفسه هو من قتل المئات من العذارى والعشرات من أهل الورع والتقى؟
وعن الفوضى:
اجتمع الحاكم عباس الخليجى بالشيخ عبد الله البلخى والطبيب عبد القادر المهينى والمفتى وقال لهم: إنكم صفوة حينا، وأريد أن استرشد بآرائكم فيما يقع لنا، فما تشخيصكم له؟ وما العلاج الذى تقترحونه؟
قال الطبيب: ما هى إلا عصابة من الأشرار تعمل بحرص ودهاء، فنحن فى حاجة إلى مزيد من السهر على الأمن، وتفكر قليلا ثم واصل: ونحن فى حاجة إلى إعادة النظر فى توزيع الزكاة والصدقات.
فقال الحاكم: أعتقد أن المسألة أخطر مما تفترض.. ما رأيك يا شيخ عبد الله؟.. فأجاب الرجل باقتضاب: ينقصنا الإيمان الصادق ولكن الناس مؤمنون.
فقال بأسى: كلا الإيمان الصادق أندر من العنقاء..
عند ذاك قال المفتى بصوت خشن: ثمة من يمارس علينا السحر الأسود.. ولا أتهم إلا الشيعة والخوارج!
ولإبراهيم عيسى مقولة ساخرة مشهورة يقول فيها: ( لقد كتب سيد الكتابة العربية نجيب محفوظ رواية بعنوان «ليالى ألف ليلة» يحاكى فيها «ألف ليلة» الأصلية، وفى رأيى أنها أجمل وأبدع وأروع وأحكم من (ألف ليلة وليلة) حتى تظن أن نجيب محفوظ هو الوحيد الذى كان جالساً فى القصر تحت سرير شهرزاد، وهى تحكى لشهريار بينما كان الآخرون يتلصصون ويتسمعون من تحت البلكونة!) رحم الله حكيمنا ذو البصيرة الثاقبة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة