صدر عن مكتبة الإمام البخارى للنشر والتوزيع ، كتاب جديد بعنوان: "التراث العلمى العربى: أسئلة للمستقبل"، للدكتور فيصل الحفيان منسق برامج معهد المخطوطات العربية.
ويسعى المؤلف إلى إلقاء الضوء على قسم مهم من التراث الفكرى العربى، وهو العلوم، منطلقا من مسلَّمة مُفادها أن الحضارة الغربية، والطفرة العلمية الحديثة، قامت على أنقاض الحضارة العربية، معتمدا على مبدأ التراكم، وإلغاء فرضية القطيعة بين العلوم، وهذا ما استدعى ـ فى نظر المؤلف ـ استدعاء هذه العلوم العربية، على الرغم من اتساع مجالاتها، وتباعد أطرافها، ولو من باب الذاكرة الحضارية التاريخية، سعياً منه للإجابة على أسئلة خطيرة تُعنى بفائدة التراث وجدواه.
وجاء الكتاب فى أربعة فصول، حيث اعتنى الفصل الأول بمرايا حاضر التراث العلمى العربى، عبر تأملات لحضوره فى حياتنا وإشكالياته التى ينبغى ألا تغيب عنا، متجاوزين نقض التراث إلى نقده، واعين بموقفنا منه وموقف الآخر منه أيضاً.
وقدم لنا الفصل الثانى خلفية تاريخية، ، واقفة عند لحظة تاريخية فارقة، وهى غروب العلم العربى الإسلامى، وأسبابه التى تمكن معرفتها من البحث عن وسائل القضاء عليها سعيا لشروق جديد.
أما الفصل الثالث فيرصد المؤلف فيه كيفية التطلُّع إلى المستقبل، مثيراً أسئلة حساسة ومهمة فى آن، وهى: هل يعود هذا التراث إلى الحياة مؤثراً وصانعا للحضارة من جديد؟ وكيف يتحقق ذلك؟ وهل سيستدعى نشر نصوصه مناهج خاصة به حتى نتمكَّن من الإفادة منه وتوظيفه التوظيف الصحيح؟
وحاول الفصل الرابع أن يتجاوز التنظير إلى التطبيق العملى، من خلال، نموذجين من نماذج المؤلفات العلمية التراثية، أما الأول ففى الطب النفسمى، بعنوان: مصالح الأبدان والأنفس للبلخى ت 322هـ، و الثانى فبعنوان: التحفة البكرية فى أحكام الاستحمام الكلية والجزئية للأنطاكى ت 1008هـ، الذى يُعَدُّ تتويجاً لنظر هذا التراث إلى منشأة حضارية (الحمَّام) فى علاقتها بصحة الإنسان.
ويخلُص المؤلِّف إلى أن التراث العلمى العربى بوجه خاص، هو واجهتُنا فى عصر العولمة، وبه يمكن أن نعود إلى الحياة العلمية والتكنولوجية المتقدِّمة، عن طريق الإيمان به لا السَّكن فيه، ونقده لا نقضه، والانطلاق منه لا الوقوف عنده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة