افتتحت مكتبة الإسكندرية معرضًا لأعمال الفنان الكبير الراحل حسن سليمان، والفنان محيى الدين حسين تحت عنوان "الأعمال الأخيرة"، ويستمر المعرض حتى يوم 4 يناير ويستمر حتى 16 يناير المقبل.
وقال المايسترو شريف محيى الدين، مدير مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، إن معرض الفنان حسن سليمان يحتوى على حوالى خمسين لوحة منفذة بخامة الألوان الزيتية والفحم، وهى لوحات أتمها الفنان الكبير فى الفترة التى سبقت وفاته فى عام 2008، وتتراوح مواضيع اللوحات بين المناظر الطبيعية التى رسمها الفنان فى الفيوم، ومناظر المراكب النيلية.
وأضاف أن المعرض التكريمى للفنان محيى الدين حسين يقدم مختارات من أعماله الحديثة، مما يضيف بعدًا جديدًا على مجموعته النادرة بمكتبة الإسكندرية، كامتداد طموح لمشواره الإبداعى الثرى.
وقال الفنان سمير فؤاد قوميسيير المعرض عن الفنان حسن سليمان، برغم قسوة المرض، ووهن السن، وغياب غالبية الصحاب قسرًا أو طوعًا، فقد استمر حسن سليمان يقرأ ويفكر، يسخر، ويتهكم يرسم، ويكتب، وهو فى كل هذا مدرك لدنو الموت، ولكنه عاد إلى "طبيعته الصامتة" الأثيرة لديه ليقول فيها ومن خلالها، رؤيته وإحساسه بوجوده، وحبه الباقى للحياة، وخوفه ورفضه للعدم، ورغبته فى الإفصاح عن واقعه وأحاسيسه.
وأضاف أن طبيعة الفنان الصامتة هنا هى امتداد لرؤيته التى كونها، وصاغها خلال حياته.
يذكر أن الفنان حسن سليمان يحتل مكانًا متميزًا فى الحركة التشكيلية القومية فى النصف الثانى من القرن العشرين، فقد كان همزة الوصل بين الرعيل الأول من الفنانين التشخيصيين المصريين أو الأجانب المتمصرين، والأجيال التالية.
ودرس مع أحمد صبرى وبيبى مارتان وأخذ عنهما قيم التصوير الأكاديمى، خاصة الاهتمام الكبير بالرسم والتكوين ومواضيع الشخوص والمناظر والطبيعة الصامتة، كما كان لمصاحبته لخاله أحمد فخرى عالم الآثار وهو فى طور النشأة تأثير ملحوظ على رؤيته وقيمه الجمالية.
أما الفنان محيى الدين حسين، فهو مؤسس وقوميسيير عام بينالى القاهرة الدولى للخزف منذ عام 1992، وملتقى الفخار الشعبى بقنا عام 1999، فهو يتعامل مع تقنيات التشكيل الخزفى كوسيط تعبيرى بتمكن وفرادة.
وترتبط أبحاثه الفنية منذ باكورة الستينيات بجذور التراث المصرى والإسلامى؛ حيث أجرى دراسات معمقة وتطبيقات إبداعية فى فن الإناء، والتمثال والجدارية، ثم العمل الفنى المركب الذى يستخدم فيه عناصر من إنتاجه وأخرى من خامات ومشغولات فخارية سابقة التصنيع وقوالب الطوب الحرارى ذى الملامس المفعمة بالحيوية؛ يشكله بآلات القطع الدوارة ويجمعه بالمواد اللاصقة الحديثة مع إضافة جزيئات من الحديد أحيانًا.
وتتميز أعماله فى النحت بانسيابية، وحساسية فى الانتقال من سطح إلى آخر فى صيغة هرمونية وفى ارتباط وثيق بالبيئة المصرية وفى فن البلاطة والطبق، يرسم بالأكاسيد والملونات على المساحات الواسعة بجرأة وقدرة بالفرشاة المبللة بالألوان المزججة على سطوح البلاطات والأطباق.