أكد المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أن تجربة صحيفة اليوم السابع الإلكترونية فريدة من نوعها، حركت المياه الراكدة فى المجتمع، وخلقت جيلاً جديداً من قراء الصحف الإلكترونية.
وأشاد الشيخ خلال ندوة "الإعلام الجديد.. ماذا بعد ويكيليكس؟"، والتى أقيمت ضمن فعاليات احتفال مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء باليوبيل الفضى، ومرور 25 عاماً على إنشائه، بخالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع، معتبراً إياه أحد شباب الصحفيين النابهين وصاحب أول تجربة ناجحة لصحيفة إلكترونية.
وقال رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون، إن العبارة التى تتردد على لسان الجميع اليوم هى: "شفت اليوم السابع قال إيه النهارده؟".
وتساءل الشيخ عن طبيعة المرحلة المقبلة فى ظل تخطيط الجريدة لإصدار النسخة الورقية اليومية، وعن طبيعة الصعوبات التى يمكن أن تواجه المؤسسة فى ظل وجود إصدارين أحدهما الصحيفة الإلكترونية والأخرى المطبوعة، وهل يمكن التعايش بينهما؟
هذا ما أجاب عليه خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع بقوله: أن هذا التساؤل هو الهاجس الذى يسيطر على كبرى الصحف العالمية التى لها مواقع إلكترونية، مشيراً إلى أن جريدة التايمز البريطانية تواجه نفس المشكلة، حيث تصوروا فى البداية أن جمهور الصحيفة الإلكترونية يختلف عن الورقية، وهو ما ثبت عدم صحته وما كلف الجريدة ما يقرب من 6 ملايين جنيه استرلينى لدمج فريقى العمل فى المؤسسة.
وقال صلاح: إن أهم تحديات الإعلام الجديد لا تكمن فى الوسيط الذى ينشر الخبر، وإنما فى المحتوى الإعلامى، مؤكداً أن التاريخ والتجارب العملية أثبتت أن الوسائل الجديدة لم تلغِ ما قبلها، مثلما حدث مع التليفزيون والراديو والإنترنت، فكلها موجودة ولها جمهورها، طالما كان هناك جديد فى طريقة تقديم المحتوى الإعلامى.
وأضاف صلاح، أن العالم أمام رعد وبرق تكنولوجى هستيرى، والفارق هو طبيعة المحتوى المقدم، لافتاً إلى أن شهرة موقع ويكيليكس جاءت بسبب المحتوى الهام الذى قدمه الفترة الماضية، رغم وجوده منذ سنوات على شبكة الإنترنت دون أن يشعر به أحد، بما يعنى أن تعايش الوسائط حتمية.
وفى السياق نفسه، أكد صلاح، أن فكرة التفاعلية التى أتاحتها الصحف والمواقع الإلكترونية مع القراء ساهمت فى تغيير طبيعة المحتوى المقدم، خاصة أن الكاتب يعلم أنه قد يواجه بسيل من النقد والهجوم المباشر بعد نشر الخبر أو المادة الإعلامية، وقد تدفعه لتغيير موقفه.
من جانبه، قال وائل الإبراشى رئيس تحرير جريدة صوت الأمة: إنه عام 1974 عندما حدثت فضيحة ووترجيت، كان مثار حديث الجميع طبيعة الإعلام ما قبل وما بعد ووترجيت، والذى تحول إلى التحقيق والبحث عن الحقيقة، وبعد مرور 36 عاماً لم يتغير الوضع فى مصر، لأن السلطة تتعامل مع الصحافة من منطلق أن المعلومات منحة تمنحها وقتما تشاء.
وأكد الإبراشى، أن نشر وثائق ويكيليكس أحدث رعباً فى الأوساط السياسية، مطالباً بضرورة انشغال المجتمع المصرى بإصدار قانون تداول المعلومات التى يتيح تداولها، بخلاف القانون الذى يتم طبخه الآن فى مجلس الشعب بهدف حجب المعلومات، تحت نفس الحجج القديمة، وهى الحفاظ على سمعة مصر والأمن القومى.
وعلى خلاف الآراء السابقة التى تؤكد ندرة المعلومات، يرى الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد المسلمانى، أنه لو كان هناك ندرة فى المعلومات، فهناك كارثة فى وفرة المعلومات، لأنها تربك السياسى عند اتخاذ القرار فى ظل طوفان من المعلومات.
وقال المسلمانى: إن كثيراً مما جاء فى وثائق ويكيليكس "كلام فارغ"، على حد تعبيره، وقد يؤدى لاتخاذ قرار سياسى خاطئ فى البيت الأبيض نتيجة تكهنات فارغة من بعض "الجهلة".
وأكد المسلمانى، أنه لا يعول على الإعلام فى بناء الدولة، مؤكداً أن الإصلاح السياسى لابد أن يسبق الإصلاح الإعلامى، مشيراً إلى أن هناك انحساراً فى الثقافة الحقيقية وسيطرة للثقافة "النتية" لدى أغلب مسئولى الدولة، وهو ما يعوق الإصلاح الحقيقى الذى يتطلب المعرفة الجيدة.
رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون يشيد بالصحافة الإلكترونية.. والإبراشى يطالب بقانون لتداول المعلومات.. والمسلمانى: كثيراً مما جاء فى ويكيليكس "كلام فارغ".. وخالد صلاح: نحن أمام برق ورعد إلكترونى هستيرى
الأربعاء، 22 ديسمبر 2010 12:29 ص
ندوة "الإعلام الجديد.. ماذا بعد ويكيليكس؟"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة