قال الدكتور أحمد زايد عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، إن ما تكتبه الروائيتان ميرال الطحاوى وسحر الموجى، يختلف كثيرا عما كان يكتبه نجيب محفوظ من رواية فلسفية شاملة للحياة، مؤكدا على أن الكتاب الجدد لفن الرواية بلغوا آفاقا جديدة فى التجريب جعلت قراءهم يتوهون خلال القراءة، ولا يستطيعون تحديد بطل العمل بسهولة.
وتابع زايد خلال أولى جلسات مؤتمر الأدباء، الذى انطلق أمس بقصر ثقافة الجيزة، أن التجريب امتد أيضا إلى قصيدة النثر، مما جعل الشعراء ينقسمون حول الاعتراف بها، أو رفضها، مضيفا: أصبحنا نجد جيلا من الكتاب الجدد يكتب قصائد لا نفهمها.
وقال زايد، إن الثقافة لم تشهد فى أى عصر من عصور تبدلها ما يحدث بها فى عصرنا الحالى، والذى يسمى بزمن العولمة، والذى أدى إلى تداخل الثقافات التى تفاعلت فيما بينها حيث أصبحت المجتمعات متقاربة عبر وسائل الاتصال السريعة، كما ظهرت الثقافة الاستهلاكية القادرة على تحويل أى شىء إلى أى أمر مختلف.
وأضاف زايد، حتى الدين تحول إلى تجارة، ولو تأملنا الخطاب الدينى الحالى، سنجد أن الوعظ تحول ما إلى يشبه الغناء عن طريق استخدام التقنيات الحديثة التجارية، مؤكدًا "وهذا لا يعنى أننى ضد الوعظ، بقدر ما أنتقد تحول الدين إلى تجارة للكسب".
وانتقد زايد كثرة الجوائز والمهرجانات الأدبية، مؤكدًا على أن غالبيتها لا علاقة لها بالثقافة، وأنها فى كثير من الأحيان تتم وفق علاقات شخصية.
ومن جانبها، دعت د.سميحة نصر أستاذة علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ورئيسة شعبة بحوث الجريمة والسياسة الجنائية خلال مداخلتها فى نهاية الجلسة إلى إنشاء منتدى لتنمية المهارات لدى الكتاب والمبدعين للحد من تأثير الثقافة الاستهلاكية السلبى على المشهد الإبداعى.
وشهدت الجلسة التى أدارها الدكتور عبد الرحيم الكردى مداخلات كثيرة، استعرض المتحدثون فيها آرائهم الشخصية حول المشهد الثقافى، وهو ما دعى رئيس الجلسة إلى مطالبة المتحدتين بإيجاز آرائهم وتساؤلاتهم فى "كبسولة واحدة".