قال مندوب السودان الدائم بالجامعة العربية عبد الرحمن سر الختم، حول العرض الذى قدمه الرئيس السودانى عمر البشير للحركة الشعبية بالتخلى عن عائدات نفط الجنوب مقابل الوحدة، إن الرئيس قدم العرض فى سبيل الحفاظ على وحدة السودان وفى إشارة منه إلى أن الجنوبيين إذا كانوا فى الجنوب السودانى مهتمين بالنفط وعائداته فحكومة الخرطوم لا يهمها هذا الأمر.
وأوضح سر الختم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هذا العرض من البشير تأكيد منه على أن هذه ليست قضيته الأساسية ولكن قضيته هى وحدة السودان والحفاظ على أمنه واستقراره، وهذه كانت فحوى الرسالة الرئاسية للجنوب.
واستبعد سر الختم أن يؤثر رفض الحركة الشعبية لمبادرة البشير على سير المحادثات والمفاوضات الجارية بين الخرطوم وجوبا حول القضايا العالقة، وخاصة أبيى وترسيم الحدود والنفط وغيرها من القضايا.
مضيفا: "بكل أسف كان رد الحركة الشعبية علينا سلبيا ورفضوا المبادرة ولكن هذا الموضوع لن يؤثر على المناقشات وهى جارية الآن وفق برنامج زمنى"، معربا عن أمله فى أن يتم التوصل إلى اتفاقات مرضية بين الطرفين قبل الاستفتاء المقرر فى 9 يناير المقبل بما يحقق الاستقرار لما بعد الاستفتاء.
وكان سر الختم قد شارك أمس فى الاجتماع المشترك لمجلسى السلم والأمن الأفريقى والعربى والذى خرج بأربع توصيات فى بيانه الختامى تخص السودان.
وقال السفير السودانى عن مشاركته فى الاجتماع، إن السودان متواجد بصفة مراقب وليس كعضو دائم، موضحا أن الاجتماع شهد تقديم تقرير مفصل عن الوضع السودانى من جانب دولة كينيا، وتناول التقرير الأوضاع بصفة عامه حيث ترتيبات إجراء استفتاء الجنوب وتنفيذ اتفاقية نيفاشا ودارفور.
وأشار إلى أن التقرير تحدث عن أن الأوضاع فى دارفور تتجه نحو الاستقرار والوصول إلى حلول سلمية، وحثت كينيا من خلالها مندوبتها فى المجلس، المجلسين لدعم السودان فى قضية الاستفتاء بأن يكون مراقبا بصورة جيده لضمان نزاهته وحريته وليحقق الاستقرار فى السودان، وبخصوص دارفور حثت بقيام الفصائل التى لم تنضم للتفاوض للانضمام فورا.
وأكد المجلسان فى بيانهما الختامى أمس، أن السودان تمر بأكثر الفترات صعوبة فى تاريخها خاصة فيما يتعلق باستفتاء تقرير المصير للجنوب والمقرر عقده فى 9 يناير المقبل، مبديين دعمهما الكامل للجهود التى تبذلها الأطراف السودانية من أجل التننفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل وقرار ترتيبات ما بعد الاستفتاء داعين إلى مواصلة التعاون مع الفريق رفيع المستوى للاتحاد الأفريقى بشأن التنفيذ فى السودان.
وشدد المجلسان فى ختام اجتماعهما أمس الأحد بمقر الجامعة العربية على ضرورة تسريع الجهود الجارية لإيجاد حل للأزمة فى دارفور، ودعمهما الثابت لعملية السلام التى يتم رعايتها عربيا وأفريقيا والجارية فى الدوحة من قبل الوسيط المشترك للاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة وبدعم من دولة قطر، وحث الجانبان العربى والأفريقى جميع الحركات المسلحة على الانضمام إلى عملية السلام دون مزيد من التأخير أو شروط مسبقة.
كما شددا على الحاجة إلى الإسراع لإطلاق عملية سياسية شاملة داخل دارفور، مع مواصلة التنسيق بين الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية.
كما حث المجلسان المجتمع الدولى على تقديم الدعم الكامل للأطراف السودانية واتخاذ جميع التدابير الدائمة لتسهيل مهامهم وتمكينهم من مواجهة التحديات المطروحة، وطلب المجلسان بإلحاح من مجلس الأمن الدولى من أجل مصلحة السلام والعدالة والمصالحة فى السودان، الرد على وجه السرعة وبشكل إيجابى على طلب إرجاء العملية التى بدأتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السودانى، وطلبا أيضا رفع العقوبات المفروضة على السودان فضلا على اتخاذ تدابير لإلغاء الديون عن البلاد.
سر الختم: الرفض السلبى لمبادرة البشير لن يؤثر على المفاوضات
الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010 06:15 م