د. أشرف بلبع

هدية النظام

الإثنين، 20 ديسمبر 2010 07:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حان الوقت ليتوحد المصريون من أجل أمل النهضة الذى صار يملأ نفس كل منهم، آن للمصريين أن يهبوا دفاعا عن هذا الأمل، وأن يتوحدوا من أجل تحقيقه، إيمانا بأن فى هذا الخلاص الشخصى لكل منهم.

نهضة مصر لن تتحقق إلا بمشاركة مباشرة من كل مصرى شبابا أم كبارا، نساء أم رجالا، مسيحيين أم مسلمين، فقراء أم أغنياء.

لقد سخر الله النظام الحاكم ليتبرع بهدية لتيار التغيير من أجل النهضة تدفعه وتشحذ قواه فقد أصاب نفسه بدلا من إصابة أعدائه فى تيار التغيير، جاءت إصابته لنفسه جسيمة لتعمده استعمال القوة المفرطة الغاشمة.

لن نقول أن ما حدث من تجاوزات فى الانتخابات الأخيرة قد ألهبت مشاعر تيار التغيير وشحذت قواه فهذا مفروغ منه ولكنها وهو الأهم، استقطبت استهجان الشعب المصرى سواء الغير مندرج أصلا فى العملية السياسية أو المندرجين فقط بالمتابعة فألهبت مشاعرهم وأصبحوا هم أنفسهم أصحاب قضية يروجون لها سواء باللسان أو بالفعل.

هؤلاء المستقطبون حديثا، وبمساعدة النظام لصفوف المطالبين بتغييره وخاصة من أجيال الشباب هم وقود حركة التغيير المتجدد وبحيث أصبحت تجاوزات النظام المصرى هى وقود لآلية حصاره عالميا التى ستشتد تدريجيا.

لقد دفع النظام مسيرة التغيير دفعا نحو خطوة جديدة وأزال أى تردد يراود أحدا فى حتمية اللجوء إلى مقاطعة هذا النظام الذى لا يرى ولا يسمع إلا نفسه.

لقد أزال النظام بنفسه أى وهم كان باق عند البعض بإمكانية التغيير بقواعد لعبته، إن هذا اليقين الآن والتوحد عليه هو سلاح جديد فى يد تيار التغيير، الجميع اليوم يتكلم منذ الآن عن مقاطعة شعبية شاملة لكل من يشارك فى انتخابات الرئاسة ترشحا من خارج الحزب الوطنى والجميع يرفض مجرد التفكير فى المشاركة بالتصويت فى المسرحية القادمة.

لقد ارتكب النظام خطيئة بتشكيلة لبرلمان أجمع الشعب على التندر بهزليتة وأجمع المعارضون والمتضررون على إسقاطه بالبطلان ويتنمر له أشداء فى القانون والدستور أكثر من أن يحصوا بالدفع بعدم مشروعية انعقاده وعدم مشروعية كل تشريع يصدر عنه.

ليس هذا فقط ولكن جهابذة القانون والدستور يعدون العدة ومن الآن للدفع بعدم مشروعية قسم اليمين عند تنصيب رئيس الجمهورية الجديد.

إن هذا المجلس لهو فأل نحس على النظام، الذى أبدع فى تشكيله بهذه الصورة وفاتحه سجال قانونى لن ينتهى فى حرم القضاء المصرى المحترم، لقد سبق هذا القضاء الشامخ الجميع وأبطل الإنتخابات فى خمسة وتسعين دائرة ويستعد لإصدار أحكامه فى نحو خمسين دائرة إضافية، ولكن تظل المشكلة فى عدم تنفيذها وإهدارها من قبل هذا النظام ليضرب بذلك القدوة لشعب مصر فى حجية إهداره هو الآخر لشرعية هذا النظام وإهدار قواعد لعبته التى ألبسها الثوب القانونى بمعرفة أغلبيته الساحقة متلقية الأوامر فى المجلس السابق، رب ضارة نافعة والله بالمرصاد وسيأتى أمره نافذا، لكى الله يا مصر.

* أستاذ بطب القاهرة .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة