محمود الحضرى

الفرحة لنا والأموال لهم

الإثنين، 20 ديسمبر 2010 05:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاشك أن فرحة قطر بالفوز بتنظيم مونديال 2022 لا تقل عن فرحة العرب، وإن اختلفت النوايا، وبعيداً عن أبعاد الحملة التى خاضتها الدوحة لكسب التأييد العالمى للفوز، إلا أنها نجحت بامتياز فى تجميع الأصوات، لتحصل على حق التنظيم فى مواجهة دول كبرى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه مقدمة فى غاية الأهمية، وفى اعتقادى أن الاختلاف عليها محدود، إلا أن القضية الأهم تتمثل فى أن الفرحة ربما تأخذنا لمسافات طويلة، ويظل الحديث عن الفوز مستمراً فى قطر ودول أخرى لسنوات حتى يقام مونديال 2022، وقد ننسى أشياء أخرى فى الطريق.

وفى تصورى أن جزءاً رئيسياً ومهماً فى قرار التصويت لصالح قطر، حمل فى جانب منه مصالح اقتصادية لحاملى الأصوات، وهذا لا يعيب، بل مهم لنعرف كيف يفكر الآخرون، إلى جانب جزء سياسى، ففى مقابل الفرحة لنا، قد تكون الأموال للآخرين، فنحن نتحدث عن 12 عاماً من الاستعدادات لكأس العالم، وضخ استثمارات تصل تقديراتها إلى 50 مليار دولار، وفى تقديرات أخرى يتضاعف الرقم إلى 100 مليار.

وهذا الرقم يسال له لعاب الشركات متعددة الجنسية، والأوروبية منها بشكل خاص، وحتى الأمريكية، التى خسرت بلادها كسّب الأصوات أمام قطر، إلا أن الشركات ترى مصالحها أعلى أحياناً من مصالح سياسات بلدانها، ولاحظ تنوع خارطة المنافسين لقطر فى الملفات الأربعة الأخرى أمام "الفيفا"، بين أمريكا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.

وهى دول تحتضن كبريات الشركات العالمية التى حتما سيكون لها دور فاعل فى مشروعات البنى التحتية والفنادق والمنشآت الرياضية والترفيهية، وغيرها من المتطلبات اللازمة لاستضافة حدث بحجم "المونديال".

أعتقد أنه إلى جانب شمولية ملف قطر فى المنافسة وتنوعه، فقد نظر كثيرون فى تحديد توجهات التصويت إلى مضامين ومحتويات الملف القطرى فى جانبه الاقتصادى، وفرص الاستثمار التى ستتيحها قطر للشركات العالمية لبناء قاعدة اقتصادية وعمرانية جديدة كليا على مدى 12 عاماً، وحتما كان هذا الجزء أحد الوسائل التى وظّفتها قطر بذكاء فى كسب التأييد العالمى لملفها فى منافسة الآخرين.

وليس الأمر مبكراً الحديث بشأن برامج التوظيف الأمثل لمونديال قطر 2020، سواء من الدوحة أو المحيط العربى فى الوقت نفسه، ولكى لا نبقى محصورين فى دائرة الاهتمام بحالة الفرح فقط، فمن المهم وضع برامج من مختلف الدول العربية، وليس الشركات فقط، لمشاركة قطر فى فرحتها، وفى حالة البناء وتشييد مئات المشروعات فى مختلف القطاعات.

وحتما تدرك قطر جيداً متطلبات تحقيق ما يرفعه البعض من شعار يقول "الكويت سابقا، والإمارات حاليا وقطر مستقبلا"، فهل سنبدأ الاستعدادات، أم ستفاجئنا السنوات بالمرور سريعا، وتذهب الأموال للذين خسروا أمام قطر، ونكتفى بالتهليل والفرحة فقط.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة