أمر محمد الضبع، رئيس نيابة شمال القاهرة الكلية، بإشراف المستشار عمرو قنديل، المحامى العام للنيابات، بإحالة العامل المتهم بقتل المنتج السينمائى نابليون واصف فايز والذى عثر عليه مقتولاً فى الساعات الأولى من صباح الخميس 17 يونيو الماضى، إلى محكمة الجنايات، بعد أن وجهت له النيابة تهمة القتل العمد والسرقة وحيازة سلاح أبيض بدون ترخيص.
بدأت الواقعة ببلاغ من أهالى أحد عقارات منطقة وسط البلد، مفاده سماعهم أصوات صراخ جارهم "نابليون واصف فايز" منتج سينمائى شهير، وصاحب شركة مصر العربية للسينما ودور عرض سينما أوديون، والموزع المعتمد الوحيد لخام أفلام السينما، والمقيم فى الطابق الخامس بالعقار، حيث كان يتشاجر مع شخص ينتظره عند باب المصعد، وكان الأخير يحمل سكينا أصابه بها.
وأضاف الأهالى فى بلاغهم أنهم أسرعوا إلى الطابق، فعثروا على خط من الدماء ممتد من أسانسير العقار حتى باب الشقة الخاصة به، فحاولوا كسر باب الشقة واقتحامها لاكتشاف الواقعة ومحاولة إنقاذ المنتج السينمائى، إلا أنهم فوجئوا بذات الشخص يقفز من شرفة الشقة إلى العقار المجاور، ليسقط على إحدى السيارات فى الشارع.
انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتم ضبط الشخص الذى قفز من الشرفة، وتبين أنه " ناصر .ر" )عامل بوفيه) فى إحدى دور العرض المملوكة للمجنى عليه، وبمواجهته أكد قبل أن يفقد وعيه أنه كان يتواجد مع المجنى عليه بشقته، وكان هناك آخر يحاول قتله والمجنى عليه، فحاول الهرب منه عن طريق القفز من شرفة الشقة.تم وضعه تحت الحراسة المشددة فى إحدى المستشفيات لتلقى العلاج، وتعذر على رجال النيابة السماع لأقواله نظراً لحالته الصحية السيئة.
كشفت التحريات الأولية أن المجنى عليه يمتلك الطابق الخامس بأكمله، ودائم العودة إلى العقار فى أوقات متأخرة من الليل، وليست له أية علاقة بجيرانه كما أنه يمتلك الطابق الثالث أيضا حيث يتخذه مقراً لشركته.
وقال المتهم فى اعترافه أمام النيابة إنه اشترى سكينا وعصا بلاستيكية ثقيلة، ورأى المنتج وهو يشترى الفاكهة من شارع التوفيقية فسلم عليه وعرض عليه أن يقوم بتوصيله إلى منزله ويحمل عنه أكياس الفاكهة، فوافق المنتج لأنه يعرفه.
وأضاف المتهم أنه بمجرد أن وصل إلى باب الشقة بالطابق الخامس قام المتهم بضرب الضحية على رأسه وانهال عليه طعنا بالسكين، ثم استولى على المفاتيح وسحب الجثة إلى داخل الشقة، وأثناء بحثه عن الأموال وجد الأهالى والجيران يطرقون الباب بشدة فقرر الهرب وسقط من الشرفة.
وأشار العاملون بسينما "أوديون" من أصدقاء عامل البوفيه إلى أنه انقطع عن العمل بالسينما منذ عامين ونصف العام، وبدأ مؤخرا فى زيارة السينما ليرى أصدقاءه وزملاءه بكافتيريا السينما.
وأضافوا أنه لم يطلب العودة للعمل كما نفى عدد من العاملين وجود خلافات بين المتهم والمنتج نابليون فايز، لأن عمله لم يكن معه أصلا، حيث الكافتيريا مباعة لشخص يدعى "محمد .س" وكان المتهم يأتى لزيارته وزيارة زملائه العاملين بالكافتيريا.
وأكد محمد كمال، الموظف بسينما أوديون، أن المتهم بدأ يتردد على السينما بكثرة منذ أسبوعين قبل الحادث ولم يكن يعلم لماذا، لكنه لم يخبر أيا من العاملين بالسينما برغبته فى العمل، بيد أنه أخبرهم بأنه يمر بظروف مادية صعبة بسبب ديون متراكمة عليه، ومقاضاته من قبل شخصين فى إيصالى أمانة، كما قال لهم إن زوجته تقاضيه للحصول على الطلاق، ونفقة لأبنائها وأشار إلى أن المتهم يوم الحادث كان موجودا بالسينما، واختفى قبل أن ينصرف المجنى عليه من مكتبه عائدا إلى بيته، موضحا أن أحد الموظفين بالسينما كان يعمل بمثابة مرافق للمجنى عليه، وكان يقوم بتوصيله يوميا إلى بيته، وفى هذا اليوم أوصله إلى شارع التوفيقية فقط واشترى له فاكهة، ولم يقم بتوصيله إلى البيت، ولما عاد وسألوه عن سبب عدم توصيله للمجنى عليه حتى بيته، أجاب بأنه هو الذى طلب منه العودة إلى السينما لوجود أعمال كثيرة عليه القيام بها.
يذكر أن شركة مصر العربية للسينما التى يمتلكها ووالده واصف فايز أنتجت عدداً كبيراً من الأفلام كان أهمها "هاللو أمريكا ورسالة إلى الوالى وأبو كرتونة والمولد والنمر والأنثى وعصابة حمادة وتوتو وغريب فى بيتى".
