على بريشة

هدف تسلل.. والخمسة الأخرى سليمة

الخميس، 02 ديسمبر 2010 08:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحزب الوطنى الديمقراطى هو أكبر الرابحين من الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. ليس فقط لأنه حقق الهدف الأكبر وسيطر على جميع مقاعد البرلمان.. ولكن الأهداف الأهم التى حققها الوطنى لم يسجلها بنفسه وإنما سجلها منافسوه فى مرماهم على طريقة النيران الصديقة.. فالحزب الوطنى سجل هدفا واحدا من تسلل واضح.. بينما سجل منافسوه خمسة أهداف شرعية تماما فى مرماهم ليرفعوا نتيجة المباراة إلى نصف دستة أهداف.

فالإخوان المسلمون أداروا المعركة الانتخابية بكثير من الغباء السياسى بدءا من قرار دخولهم إليها وانشقاقهم المثير للجدل عن القوى السياسية المطالبة بالتغيير والتى قاطعت الانتخابات.. فدخول الإخوان إلى الانتخابات كان هدفا فى مرماهم لصالح الحزب الوطنى.. وادعاءات الإخوان أن التزوير وحده هو الذى أسقطهم أمر غير صحيح فالإخوان أصلا دخلوا المعركة الانتخابية بـ135 مرشحا أى حوالى ربع عدد مقاعد البرلمان وبالتالى فقد انسحبوا أمام الوطنى (قبل أن تبدأ الانتخابات) فى ثلاثة أرباع الدوائر الانتخابية وحتى لو كان جميع مرشحيهم قد فازوا فلن يغير ذلك من الأمر شيئا.. مجرد ظلال برلمانية باهتة تجمل وجه الديمقراطية المصرية وتلهث وراء تمرير مصالح ضيقة ولا تستطيع أن تقوم بأى دور برلمانى حقيقى فى التشريع أو الرقابة أو فرض أجندتها السياسية أو عرقلة أجندة الحزب الوطنى المحمية من الأغلبية.

والأحزاب الكرتونية التى دخلت الانتخابات ولا يعلم أحد (حتى المثقفون والباحثون السياسيون) أسماءها.. راهنت أنها ستنجح فى تمرير ولو عضو واحد فى البرلمان ليكونوا جزءا من ديكور الديمقراطية الباهت ولكنها خرجت من مولد الانتخابات بلا حمص.
وأحزاب المعارضة التقليدية مثل الوفد والتجمع والناصرى كانت تعتقد أن الحزب الوطنى سوف يرد لها الجميل لأنها لم تخضع لدعاوى المقاطعة وتركت البرادعى وجماعات الضغط الشبابى المطالبة بالتغيير، وخاضت مسرحية الانتخابات حتى تمنح المعارك الانتخابية الوهمية قدرا من الضجيج الذى يوحى بوجود حراك سياسى حقيقى فى مصر.. هذه الأحزاب شربت المقلب فاعتقدت أنها سترث مقاعد الإخوان المسلمين ولكنها وجدت نفسها مطالبة أن ترضى بالفتات والفتافيت التى سقطت سهوا من مسودى البطاقات ليصبح الوفد زعيما هزليا للمعارضة برصيد ثلاثة مقاعد فقط من الجولة الأولى ويصبح رجب هلال حميدة وحده يمثل سدس حجم المعارضة داخل البرلمان.

حتى البرادعى وقوى التغيير الملتفة حوله والتى كان يمكن أن تكون الرابح الوحيد من هذه الانتخابات.. فتنظر للجميع بشماتة وتقول لهم " ألم نقل لكم.. الآن تعرفون أننا كنا على حق عندما دعونا لمقاطعة الانتخابات".. ولكن الطريقة التى أدار بها البرادعى دعوته للمقاطعة بالمراسلة من البرازيل والكفاح النظرى على صفحات التويتر والفيس بوك جعلت هذه المجموعات غير قادرة على الاستفادة من الانتهاكات التى شابت العملية الانتخابية لتوحيد صفوفها والانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر ضراوة وتطورا فى رفض الواقع والسعى إلى التغيير.

لذلك.. فمحاولة المعارضة بأشكالها وألوانها التشكيك فى هدف الحزب الوطنى الوحيد هى محاولة ساذجة وغير منطقية.. صحيح أن الهدف كان من تسلل واضح ومن لمسة يد وفاول.. ولكن هذا أمر طبيعى عندما يكون الحزب الوطنى هو اللاعب والحكم فى نفس الوقت.. ولكن الذى منح الحزب الوطنى الفوز العرض لم يكن فقط هذا الهدف غير الصحيح الذى سجله.. وإنما الأهداف الغزيرة التى سجلها منافسوه فى مرماهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة