"أنا لست سلبى على الإطلاق، وعدم الذهاب إلى صندوق الاقتراع أحد أهم العلامات الدالة على سلبية الشخص بدلا من إيجابيته"، بالطبع ليس هذا هو فكرى الآن، بل كانت هذه قناعتى حتى قبل أربع وعشرين ساعة من تاريخ كتابتى لهذه السطور.
كأحد شباب الإعلاميين وبعد تخرجى من كلية الإعلام تغير الكثير فى شخصيتى واكتسبت العديد من الخصائص التى كنت اعتبرها تميزنى وتجعلنى أكثر نضوجا عن الكثير ممن حولى، إلا أنى كنت مخطئا وبكل أسف فبلدى الحبيب مصر لا يجب أن يتوافر فيها أبدا أى نوع من التفاؤل أو حتى أن يختلس القليل منه المرور إلى عقول شباب مثقف كان يحمل هموم وطنه على كاهله ومحملاً نفسه إياها بكل سعادة، كى يسعى بما على عاتقه نحو الأفضل لبلدى "مصر".
بعد ما شاهدت كما هائلا من التزوير وتغيير إرادة الناخبين، والضرب بما اختارته القوى الشعبية عرض الحائط وتعيين أعضاء بمجلس الشعب حسب أهواء المسئولين وحسب إنفاقهم والذى تعدى بضع ملايين لبعض المرشحين.
كيف أفكر الاشتراك فى الحياة السياسية أو الخدمة العامة وقد رأيت بأم عينى كما كبيرا من أوراق الاقتراع ملقاة داخل اللجان الانتخابية بعد غلق صناديق الاقتراع واحتفظت بالعديد منها بعد نقل الصناديق للجان الفرز، كيف أشارك وقد رأيت فى القنوات الفضائية العديد والعديد من بطاقات الاقتراع فى الأستوديوهات على الهواء ومع المواطنين خارج اللجان الانتخابية.
كيف أشارك وأنا أعلم يقينا أن العديد من اللجان تم تسويدها لصالح عدد من مرشحى الوطنى، وبعد الفرز أعلنت نتائجها لصالح مرشحين آخرين تابعين للحزب نفسه.
يوما بعد يوم يقتل بداخلنا حب الوطن وحينا تلو الآخر يتمارض انتماءنا لهذا البلد، وبكل أسف يحدث هذا بسبب مجموعة لا تمثل الشعب فى شىء، بل تهتم فقط بالحفاظ على كراسيهم والتى لن تبقى لهم، لأنها لا تبقى لأحد ولو بقيت لأحد ما وصلت إليهم.
وفى النهاية أقول لكل من شارك فى طمث إرادة الناخبين، أو توقيع الظلم على كاهل هذا الوطن ككل، وأقول لكل من ساهم فى تمكين الإحباط من قلوبنا من أجل زمرة من الفاسدين "لا سامحكم الله أبد الدهر فحقاً أنتم أخذتم مقاعدكم عنوة، وحقاً أيضاً لن أنتخب بعد اليوم إن شاء الله".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة