قال الكاتب الكندى جون سول رئيس نادى القلم الدولى إنه عقد اجتماعا مطولا مع أمين عام جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، وتحدث معه عن الدور الذى من الممكن أن يلعبه نادى القلم الدولى مع جامعة الدول العربية، مؤكدا على أهمية أن يعمل الكتاب بجدية أكبر ليضمنوا أن من يتولى السلطة يعرفون الكثير عنهم، وأكد سول على أن حلف الأطلنطى، ومنظمة التجارة العالمية، ليست أكثر أهمية من أندية القلم، مشيرا إلى أن التاريخ سيذكر الكتاب والمثقفين أكثر من القادة ورجال الأعمال، مؤكدا على أن حرية التعبير والثقافة أهم شيئين فى الدنيا، وهما ما سيكتب عنهما التاريخ، وليس عن حلف الأطلنطى، وقال سول: الأدب أهم بكثير من الجيوش، ومهمتنا هى أن نعمل كثيرا لكى يدرك رجال السلطة ما نمثله، وما سبب إثارتنا للمشاكل.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الكاتب الأفريقى وتحديات العصر، والذى بدأت فعالياته أمس الأربعاء بالمجلس الأعلى للثقافة خلال الجلسة التى أدارها الدكتور عماد أبوغازى وشارك فيها جون سول رئيس نادى القلم الدولى، والكاتبة إقبال بركة رئيسة نادى القلم المصرى.
وتابع سول مؤكدا فى كلمته على أن رئيس نادى القلم الصينى هو من حصل هذا العام على جائزة نوبل فى السلام، وليس أحد القادة أو الزعماء مثلما كان يحدث فى الماضى، مشيرا إلى أن الأدباء فى تونس أيضا هم من أخذوا زمام المبادرة وتقدموا بشكاوى للاتحاد الأوروبى عندما تم إساءة معاملتهم فى تونس، وقال سول: فى مصر تم تعديل قانون الطوارئ ليشمل الإرهاب وتجارة المخدرات، وطبعا من الأفضل ألا يكون هناك قانونا للطوارئ، لكن هذا يكشف إلى أى مدى استطاع الكتاب أن يؤثروا فى طبيعة المجتمع، داعيا إلى وجود تمثيل قوى لهيئة القلم الأفريقية وإعادة تفعيلها، من أجل تحقيق التوازن بين الأدب والثقافة.
وأوضح سول أن التاريخ يؤكد بأن التجارة أقل أهمية من الثقافة، داعيا إلى الإهتمام بالعمل على تطبيق فكرة أن وزير الثقافة أهم بكثير من وزير المالية، وقال سول: لا تستطيع السلطة أن تحكم، دون الاهتمام بالثقافة، مشيرا إلى أن حرية التعبير لا ترتبط بالسياسة، وإنما بالحضارة والفكر، مؤكدا على أن سيطرة النظريات الاقتصادية هى التى أدت إلى ظهور الوحشية على هذا العالم.
وحذر سول من اندثار بعض اللغات فى العالم، مؤكدا على أن الأفكار الكبرى ليس بالضرورة أن تأتى من لغة ما أو من بلد ما، لكن ربما تنشأ من قرية صغيرة تتحدث لغة على وشك الاندثار.
وأراد الكاتب الكبير بهاء طاهر التعليق على كلمة جون سول، مصوبا رأيه بخصوص قانون الطوارئ، لكن الدكتور عماد أبو غازى أمين المجلس الأعلى للثقافة رفض إعطاءه الكلمة، مشيرا إلى أن الجلسة مخصصة لافتتاح المؤتمر.
وتحدث الدكتور عماد أبو غازى، مؤكدا على أن فكرة مؤتمر الكاتب الأفريقى جاءت بمبادرة من نادى القلم المصرى برئاسة الكاتبة إقبال بركة، التى تقدمت بالمقترح مع زميلاتها منذ ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن المؤتمر سوف يشهد مناقشة الكثير من التحديات والقضايا المتنوعة وعلى رأسها قضايا الهوية، وتحديات التنوع والوحدة، وقضايا التعدد اللغوى، وإشكاليات الترجمة، وقيود الرقابة، وبقايا ميراث الحقبة الإستعمارية فى تاريخ أفريقيا.
فيما تحدثت الكاتبة إقبال بركة رئيسة نادى القلم المصرى عن أهمية حماية الثقافات من الغرق والتلاشى فى إعصار العولمة، مشيرة إلى أهمية الالتزام بالثقافات الأفريقية العريقة، التى عانت على مر العصور من التجاهل والاستخفاف، وقالت بركة: الاستعمار اعتبر أفريقيا بربرية ومتوحشة، ووثنية وإباحية، فأغرى ابناءها أن ينبذوا ثقافتها، مشيرة إلى أن الأفريقى الأصيل لم ينس جذوره، ولم يقبل الذوبان فى ثقافات غريبة.
وألقى السفير عز الدين شكرى محاضرة الجلسة الافتتاحية أشار فيها إلى أهمية دور الكاتب فى أن يثير الإزعاج، مؤكدا على أنه يرغب فى الحديث عن معاداة الهيمنة، وقال شكرى إننا نعيش فى مجتمعات تزخر بالهيمنة والكاتب يجد نفسه مضطرا للبحث عن طرق الهروب من الهيمنة، ومواجهتها وحيدا، مشيرا إلى أن هذا دور الكتابة بوصفها عملا من أعمال المقاومة، وأكد شكرى على فساد دعاوى الغرب للهيمنة العالمية، ومنها قتل مليون عراقى باسم العقوبات الدولية، ومحاصرة 10 آلاف فلسطينى باسم الحرية.