إبراهيم داود

تصريحات زيناوى

الخميس، 02 ديسمبر 2010 07:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
»مصر لا يمكنها أن تكسب حربا مع إثيوبيا على مياه النيل«.. تصريح أعاد به رئيس الوزراء الإثيوبى ميليس زيناوى أجواء التوتر بعد شهور قليلة من الهدوء وتبادل الزيارات والنوايا الطيبة، بالإضافة إلى ادعائه أن القاهرة تدعم جماعات متمردة، المتحدث باسم الخارجية المصرية والسفير المصرى فى أديس أبابا كانا أكثر حكمة من وزير الخارجية (رئيسهما المباشر)، الأول حسام زكى استغرب تصريحات زيناوى، وأكد أن مصر ليس خيارها الحرب، وأن الخيارات التى تبنى سياستها عليها تستند إلى الحوار والتفاوض والتشاور والالتجاء إلى القانون الدولى والحقوق المكتسبة للدول، والثانى طارق غنيم قال: «علاقتنا مع إثيوبيا فى أقوى مراحل التعاون والأزمة تنتهى عند ما قاله زيناوى»، وهذه النبرة من الرجلين تستحق الاحترام وتتسق مع الروح المصرية والهدوء وطول البال الذى ينبغى أن يعامل به ملف نهر النيل، وزير الخارجية أحمد أبوالغيط تحدث إلى جريدة الشرق القطرية الجمعة الماضى بنبرة مختلفة عن مرؤوسيه، فبعد استغرابه تصريحات زيناوى (الذى يقول لمصر لكى تعيشى فى القرن الواحد والعشرين، فلتنسى القرن التاسع عشر) قال له إنها ستعيش حتى القرن مائة وواحد وعشرين! وإنه لا توجد دولة قادرة على عزل مصر عن القارة الإفريقية، وراح يعدد مزايا مصر (بنبرة تحمل تهديدا خفيا): فهى ثانى أكبر الاقتصاديات الإفريقية، وتضم أكبر قوات مسلحة فى القارة، فضلا عن أنها أكبر دبلوماسية عاملة فى إفريقيا، ولا تقارن بالقدرات العلمية فى أى دولة أخرى، وهذا كلام ينبغى أن يقوله الآخرون ولا تقوله أنت، إذا كنت تشعر بالفعل أنك كبير، وما دام الوزير المصرى يفتح صدره هكذا.. نسأله: من المسؤول إذن عن وصول الأمور إلى ما آلت إليه، ولماذا لم تمنع الدبلوماسية الفاعلة انفصال جنوب السودان والتوتر فى حوض النيل، وتحد من النفوذ الإسرائيلى فى منابع حياة المصريين وكل الجهات؟! زيناوى يعبر عن عدائه الشخصى لمصر، وربما لا يعبر عن الإثيوبيين الذين يعارضونه حاليا لتورطه فى تزوير الانتخابات الماضية وفشله فى السياسة الخارجية، ومحاولته كسب رضا إسرائيل للمساعدة فى تهجير 10 آلاف من يهود الفلاشا، هو يريد أن يكون زعيما، وأن يحشد الشارع حوله فى قضية «قومية»، وخصوصا بعد ضعف القبيلة التى ينتمى لها مقارنة بالقبائل الأربع الأخرى، والتى تشكل غالبية الشعب الإثيوبى، وهو ما يعنى على حد تعبير ضياء الدين القوصى أن موقفه الداخلى ضعيف، ويحاول أن يحصل على شعبية عبر تلك التصريحات الغريبة، ويرى حلمى شعراوى خبير الشؤون الإفريقية وأتمنى أن يكون كلامه صحيحا أن ما يفهم من تصريحات زيناوى هو وجود قلق شديد من عودة مصر لدورها الطبيعى فى القارة، ومنطقة القرن الإفريقى بصفة خاصة، ولست مع الدكتور مغاورى شحاتة خبير المياه الدولى ورجل الحزب الوطنى القوى فى المنوفية فيما يردده بثقة «إن الطبيعة الطبوغرافية والجغرافية والمناخية لإثيوبيا وحوض النيل لن تجعلها تقدم على مشروعات من شأنها التأثير على تدفق المياه إلى دولتى المصب خلال قرن من الزمان»، لأن الواقع يؤكد عكس هذا.. وزير الرى المصرى غير موجود هذه الأيام ولم يسافر مع أقرانه للاحتفال بالأسبوع الإفريقى للمياه فى أديس أبابا الذى انتهى قبل أيام، لأنه يريد كرسيا فى البرلمان المقبل!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة