المدرسة.. المتهم الأول فى انتشار السِّمنة بين الأطفال

الخميس، 02 ديسمبر 2010 09:05 م
المدرسة.. المتهم الأول فى انتشار السِّمنة بين الأطفال المقرمشات تساعد على الاكتئاب
أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄خبراء التغذية يدعون لمنع الوجبات السريعة داخل الأماكن التعليمية لأنها تحتوى على سعرات حرارية عالية دون قيمة غذائية
◄◄المقرمشات تساعد على الاكتئاب.. والمقليات والدهون المشبعة تمنع التركيز وتصيب بالخمول.. والرياضة تحسّن المزاج وتمنع الميول العدوانية


واحد من كل 10 أطفال فى العالم مصاب بالسمنة، وهو ما يعنى وجود 155 مليون طفل بدين بدرجات مختلفة فى مدارس العالم سواء فى البلدان النامية أو المتقدمة على حد سواء.. كما تقول الإحصائيات.

انتشار الكمبيوتر والإنترنت والساعات الطويلة التى يقضيها الأطفال أمام شاشاته دون حراك، وطبيعة الطعام الذى يتناولونه وانتشار الوجبات السريعة التى تحتوى على دهون مشبعة من أهم أسباب سمنة الأطفال، والكارثة أن كثيراً من المدارس أدخلت الوجبات السريعة إلى الطلاب رغبة فى التربح المادى، بالإضافة إلى إهمالها ممارسة الأطفال الرياضة.

الدكتور مصطفى سارى استشارى التغذية والعلاج الطبيعى يرى أن المدرسة يمكن أن تكون سببا فى زيادة سمنة الأطفال خاصة فى المدارس الاستثمارية، وذلك من خلال فتح منافذ للوجبات السريعة فى هذه المدارس دون النظر إلى صحة الأطفال، بالإضافة إلى المشروبات الغازية التى تحتوى على سعرات حرارية عالية وقيمة غذائية منخفضة للغاية.

فى حين أن المدارس الدولية المعتمدة اتخذت قراراً بمنع هذه الوجبات السريعة والأكلات المصنعة مثل الشيبسى والمقرمشات والحلويات والشيكولاتة من مدارسها، واستبدلتها بوجبات صحية يتم طهيها بطريقة صحية داخل مدارسها تحتوى على الخضر والفاكهة وأنشأت مطابخ خاصة لها مواصفات صحية، حتى يتسنى للطفل تناول الوجبة طازجة وصحية فى المدرسة دون أن يصاب بالسمنة. كما أن مادة النشاط البدنى بهذه المدارس تمثل من 25: 40 % من المنهج التعليمى للتلاميذ، وذلك للوعى بأهمية النشاط الحركى للأطفال فالطفل الذى يتمتع بلياقة بدنية عالية يستطيع التركيز أكثر من طفل لا يتمتع بأى لياقة بدنية.

أغلب المدارس سواء الحكومية أو الخاصة كما يقول د. سارى تفتقر إلى المقومات الأساسية للنشاط البدنى لعدم وجود فناء للمدرسة لممارسة الأنشطة الرياضية، وكذلك قلة عدد مدرسى التربية الرياضية حتى أصبحت حصص التربية الرياضة تؤجل لآخر اليوم، ويسمح للطلبة بالانصراف فيها أو أن.. يخرج الطفل فى الفصل دون أن ينزل لممارسة الرياضة، رغم حاجة الطفل الشديدة لممارسة الرياضة لمدة ساعة على الأقل يوميا وأن تكون هناك حصص إضافية بعد الدراسة لتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بعد نهاية اليوم الدراسى ويجب أن يكون لها مردود مادى وزيادة درجات الطفل الذى يمارس الرياضة ويحقق بطولات فى أى لعبة.

ودعا الدكتور سارى إلى عودة حصة التدبير المنزلى التى يتعلم فيها الطفل الطهى الصحى، موضحاً أنها كانت موجودة فى المدارس من قبل ويتم التركيز فيها على أهمية الثقافة الغذائية ومعرفة فوائد الطعام الصحى وأضرار الأطعمة التى تحتوى على قيمة غذائية منخفضة وسعرات حرارية عالية، وكذلك تعليم الطفل منذ الصغر طهى الطعام بطريقة صحية كالسلق والشوى والتبخير.

الدكتورة هيام الشاذلى خبير التغذية تؤكد أن للمدرسة دورا أهم من دور المنزل فى تغذية الأطفال بطريقة سليمة وصحيحة خاصة أن الأطفال يشجعون بعضهم البعض على تناول الطعام. وتضيف هيام أن الوجبات السريعة والمقرمشات المعبأة التى تباع فى المدارس غير صحية بالمرة وأنها تساعد على الاكتئاب والتطرف السلوكى، لأن هذه الأطعمة يوجد بها مكسبات طعم وألوان صناعية ومواد حافظة، وهذه المواد ثبت علمياً أنها تدمر خلايا المخ ولا يوجد بها أى قيمة غذائية للطفل، وهى سلاح قوى جدا يدمر صحة أطفالنا، ويجب طرح البدائل لها مثل الخضراوات والفاكهة الطازجة، لأن الطعام يؤثر فى سلوك الأطفال والأطعمة الصحية تساهم فى تعديل سلوك الأطفال فى التعامل بعضهم البعض بطريقة سليمة وبدون عنف.

وتتساءل الدكتورة هيام: هل استعمال هذه المواد مقنن أيضا فى مصر أم أنها تستخدم بطريقة عشوائية دون النظر إلى أضرارها الجسيمة على صحة أطفالنا، وتقترح ضرورة وضع خطة لتغيير نمط طعام الأطفال فى المدارس، وتقديم بعض الوجبات الخفيفة التى يمكن لأطفالنا تناولها فى المدارس بحيث تحتوى على بعض بذور اللب الأبيض «القرع العسلى» مع الزبيب مع السمسم مع اللوز مع عين الجمل ويصنع على شكل قطع مثل السمسمية والتى تعتبر هى الأخرى مفيدة جداً فى غذاء الأطفال كما تقول إن هذه التشكيلة من المكسرات يمكن أن تكون مالحة ويمكن أن تكون بالسكر والتى تعطى للطفل الطاقة اللازمة دون أى أضرار، كما تمنحه أيضا السكريات التى تزيد من طاقة الجسم والمخ، بدلا من أكياس المقرمشات الضارة.
وترى أنه يمكن إعطاء الطفل بعض الفواكه مثل التفاح بألوانه المختلفة كما يمكن أن تقوم المدرسة بصنع بعض الوجبات الساخنة للأطفال تغنيهم عن الوجبات السريعة الضارة التى تزيد من إصابتهم بالسمنة.

كما يمكن استبدال برجر اللحوم ببرجر نباتى من فول الصويا والبصل الأخضر المفروم والمشروم والطماطم بالبيض والتوابل ويتم قليه مع قليل من زيت الزيتون، لأن الأكل غير الصحى هو أساس السلوك المتطرف والعدوانى والعنف داخل المدارس، وتناول هذه السموم بشكل يومى فى المدارس يصيب نسبة كبيرة من أطفالنا بالسمنة المفرطة التى لم تكن موجود منذ سنوات مضت، لذلك لابد من تغيير الوجبات فى المدارس وخصوصا وجبات الأطفال الذين ليس لديهم القدرة على الاختيار أو التمييز بين الضار والمفيد لصحتهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة