أكد الكاتب الصحفى عاطف الغمرى أن الصين ستصبح هى القوة العظمى فى العالم خلال السنوات القادمة فى القرن الحادى والعشرين، موضحا أن ظاهرة الصعود الاقتصادى للصين وآسيا يعنى بداية لما أسماه بـ "القرن الأسيوى"، ونهاية لعصر الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت القوى الوحيدة فى العالم.
وأوضح الغمرى خلال الندوة التى نظمتها دار نهضة مصر أمس بنقابة الصحفيين احتفالا بصدور كتابه الجديد "القرن الأسيوى.. لصين تغير موازين القوى العالمية"، أن الصين تستطيع أن تحدث زلزالا فى الاقتصاد الأمريكى، حيث إنها تعتبر أكثر دولة دائنة للولايات المتحدة الأمريكية فى الوقت الحالى، مضيفا أن حجم الديون الأمريكية للصين بلغ حوالى 750 مليار دولار، كما بدأت الصين فى شراء سندات الحكومة الأمريكية.
وأشار الغمرى إلى أن احتياطى النقد الأجنبى لدى الصين يعد من أكبر الاحتياطات العالمية، حيث بلغ حجم احتياطى النقد الأجنبى حوالى 2 ترليون دولار، موضحا أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أدرك الصعود الاقتصادى للصين، منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لذا قام بتشكيل منتدى الحوار الاستراتيجى مع الصين، والذى يعقد بشكل سنوى.
وأضاف أن أوروبا بدأت فى إعادة النظر فى سياستها الخارجية، حيث بدأت تتجه نحو الشرق وبشكل خاص آسيا والصين، وكذلك إسرائيل وضعت الصين كإحدى الدول التى ستركز عليها فى التعاون الاقتصادى ضمن خطتها الاستراتيجية للأعوام القادمة.
وأعرب الغمرى عن أسفه تجاه موقف الدول العربية من الصعود الاقتصادى للصين، مؤكدا أن العرب لم يتأثروا بظاهرة الصعود الاقتصادى للصين ولم يفكروا حتى فى إقامة علاقات قوية معها تحقق لهم قدرا من التوازن الاقتصادى، مضيفا أن الدول العربية ظلت دولا استهلاكية غير منتجة، بالرغم من الثروات الهائلة التى تمتلكها.
وعن مظاهر الصعود الاقتصادى للصين، قال الغمرى، إن حجم التجارة العالمية الواردة للصين ارتفع خلال العشرين سنة الأخيرة، من 20 مليار دولار حتى وصل لـ 900 مليار دولار، كما استطاعت الصين رفع 400 مليون مواطن من تحت مستوى خط الفقر خلال فترة وجيزة، وبالتالى اتسعت الطبقة الوسطى المهمة لتحقيق التوازن والتقدم لأى مجتمع.
من جانبه توقع د. محمد إبراهيم "مدير مركز الدراسات المستقبلية التابع لمجلس الوزراء" تزايد حجم التعاون بين مصر والصين خلال السنوات القادمة، حيث توقع أن يزيد حجم مرور التجارة الصينية عبر قناة السويس من 30 % من منتجات الصين إلى 50% فى عام 2030.
وأعرب عن سعادته بصعود الصين كنجم جديد فى النظام العالمى، خاصة أن الصين ليس لها أية سوابق استعمارية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن الصين لن تتحول لدولة إمبريالية أو استعمارية فى يوم من الأيام، مهما وصلت لدرجات التقدم الاقتصادى.
وأشار إلى أن الصعود الاقتصادى للصين يعد من مصلحة العرب، حيث يمثل نهاية للعصر الأمريكى الذى اكتوى العرب بنيرانه ونيران النظام العالمى الجديد. مضيفا "نحن ننتظر اليوم الذى نشمت فيه فى أمريكا".
وأشاد إبراهيم بتمسك الصين بهويتها الوطنية ولغتها القومية، بالرغم من تقدمها الاقتصادى، مشيرا إلى أن التقدم الاقتصادى الحقيقى لابد أن يكون مصحوبا بالهوية الوطنية والخصوصية الثقافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة