«ألزهايمر».. وحش يلتهم الذاكرة

الخميس، 02 ديسمبر 2010 09:05 م
«ألزهايمر».. وحش يلتهم الذاكرة
سارة حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ريجان وأجاثا كريستى والممثلة ريتا هيوارث أشهر من أصيبوا بالمرض.. ولاعبو الملاكمة والمصارعة الأكثر إصابة

كثيرا ما ننسى أشياء بسيطة فى حياتنا اليومية، مثل أماكن وضع بعض المتعلقات الخاصة فنقول إننا مصابون بمرض ألزهايمر على سبيل المزاح.

فهل ندرك حقيقة هذا المرض وأنه يعد من أخطر الأمراض فى العالم وأكثرها غموضا على الإطلاق، وربما أكثر خطورة من السرطان والإيدز، فرغم التقدم العلمى فى مجال الأبحاث العلمية والطبية إلا أنه حتى الآن لم يتوصل إلى علاج فعال يسيطر على ألزهايمر ويعيد للمريض الذاكرة الضائعة.

ويعرف مرض ألزهايمر بهذا الاسم نسبة إلى العالم الألمانى لويس ألزهايمر الذى اكتشفه عام 1906 ويوجد فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ما يزيد على الخمسة ملايين مصاب بالألزهايمر، ويعد السبب السابع من أسباب الوفاة هناك كما أن تكاليف العلاج السنوية له بلغت ما يقارب 172 مليار دولار سنوياً وقدر عدد المرضى المصابين بالألزهايمر على مستوى العالم فى عام 2006 بـ26 مليون مصاب ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2050، ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المصابين بالمرض فى الوطن العربى وإن كانت بعض الإحصائيات تؤكد أنه تجاوز 2 مليون مريض ويعتبر الرئيس الامريكى الراحل رونالد ريحان والممثلة الأمريكية ريتاهيوارت ومكاتبة أجاثا كريست أشهر من أصيبوا بهذا المرض.

الدكتور حسام إبراهيم - أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعه بنها - يصف مرض ألزهايمر بأنه يندرج تحت أمراض ما تسمى «الديمنشة» والتى تعرف بخرف الشيخوخة، وتحدث نتيجة التقدم فى العمر وتؤدى إلى فقدان الوظائف العليا للمخ والتى من أهمها التذكر وفك الرموز والكتابة واللغة وقد تم التشخيص الدقيق للمرض على يد بعض العلماء الروس والذين قاموا بملاحظة تكون مادة بروتينية تسمى «البيتا أميوليد» تترسب فى بعض الخلايا العصبية بمخ الإنسان والمسؤولة عن عمليات مثل التذكر واللغة والتفكير وتتسبب أيضاً فى حدوث انكماش فى حجم المخ.

ويتم تشخيص المرض عن طريق شكوى المريض نفسه فهذا المرض يتصف بأنه مرض تدريجى فى أعراضه أى أنه لا يصيب المريض بصورة مفاجئة وإنما تبدأ أعراضه تدريجياً.
حيث يفقد المريض القدرة على استدعاء المعلومات من الذاكرة ونسيان العديد من الأحداث القريبة، وهذا فى مراحله الأولى ويتطور المرض إلى أن يصل إلى فقدان المريض القدرة على تذكر كيفية القيام بمعظم المهام الأساسية مثل قدرته على المشى والأكل والتبول والكلام، إلى أن يصل إلى مرحلة عدم القدرة نهائيا على إتمام أى مهمة خاصة به ويكون العبء الأكبر هنا على الأشخاص المتعاملين معه والقائمين على رعايته.

ومرض ألزهايمر يعتبر من أكثر الأمراض التى تجرى عليها أبحاث سنوية لطرق العلاج حيث وصل عدد الأبحاث التى أجريت على هذا المرض فى عام 2008 إلى أكثر من 500 بحث على مستوى العالم ورغم ذلك فإنه إلى هذه اللحظة لا يوجد علاج قادر على إيقاف هذا المرض أو السيطرة عليه، وإنما جميع العلاجات المتاحة تقوم فقط على إيقاف التدهور السريع لحالة المريض فإذا كان المريض سيصل إلى مرحلة معينة من المرض فى مدة 6 أشهر على سبيل المثال فإن العلاج يجعل هذه المدة تطول إلى عام أو عامين على أفضل تقدير ولكنه لا يستطيع منع الوصول إليها.

ويضيف الدكتور حسام إبراهيم أن الدواء يعمل على تحسين قدرة المريض على استدعاء المعلومات من الذاكرة والتى تتم عن طريق نوعين من التفاعلات هى تفاعلات كيميائية وتفاعلات كهربائية وتعمل العقاقير على تحسين التفاعلات الكيميائية فقط ولفترة محدودة.
ومن المتوقع أن يكون هناك أمل جديد فى علاج مرض ألزهايمر وهو العلاج بالخلايا الجذعية وذلك عن طريق زرعها فى الأماكن المصابة بهذا التكتل البروتينى فى المخ مما يعمل على نمو خلايا جديدة وسليمة ولكن هذا العلاج لا يزال تحت البحث ولم يتم اعتماده عالميا بشكل نهائى.

وعلى الرغم من أنه لم تثبت حتى الآن الأسباب الحقيقية وراء هذا المرض إلا أن هناك بعض العوامل التى تساعد على سرعة الإصابة به لبعض الأشخاص خاصة مرضى القلب وتصلب الشرايين والمرضى الذين يعانون من زيادة نسبة الكوليسترول والضغط العصبى والأشخاص الذين تعرضوا لصدمات متكررة فى الرأس مثل لاعبى الملاكمة والمرضى أصحاب المشاكل فى الجهاز التنفسى والتى تتسبب فى عدم قدرة الأكسجين للوصول للمخ كذلك التعرض إلى الملوثات البيئية مثل الرصاص والعوادم والبنزين.

وبالنسبة لمعدلات انتشار المرض فتصل لحوالى 40 % للأشخاص فوق السبعين عاما وتصل إلى نسبه تتراوح بين 60 % إلى 70 % للأشخاص فوق الـ85 عاما، وعلى الرغم من أن هذا المرض مرتبط بتقدم السن إلا أنه بدأ ينتشر فى سن مبكرة للغاية، فى سن الثلاثين، خاصة فى حالة وجود بعض الحالات الوراثية فى عائلة المريض.

وعن الطرق التى من الممكن أن تساعد على الوقاية من ألزهايمر فإنه يجب تجنب الإصابة بالأمراض السابق ذكرها والاهتمام بعلاجها بصورة سريعة كما يجب تجنب التعرض للصدمات فى الرأس بقدر الإمكان والبعد قدر الإمكان عن الملوثات البيئية والاهتمام بنوعية الغذاء التى تحتوى على الخضر والفاكهة والتى تعزز الجهاز المناعى للجسم.

وعن الحالة النفسية لمريض ألزهايمر وكيفية التعامل معه تقول الدكتورة هاله حماد، استشارى الطب النفسى: إن مريض ألزهايمر يحتاج إلى درجة كبيرة من الحرص فى التعامل معه فهذا المرض يجعله فى حالة نفسية غير مستقرة بين نوبات اكتئاب وعصبية شديدة خاصة فى مراحله الأولى. لذا يجب على المتعاملين معه أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعى بالأبعاد النفسية للمرض ومتطلبات المريض واحتياجاته والتعامل معه بكثير من الصبر والرحمة والاحترام وعدم الدخول معه فى مناقشات جدلية لتصحيح معلوماته الخاطئة، لذا يفضل دائماً أن يكون القائمون على رعايته أفراد عائلته وألا نوكل مهمة رعايته لشخص واحد فقط وإنما لعدة أفراد يقومون بالتناوب على رعايته وأخذ فترات للراحة لتمكنهم من العودة للاهتمام به مرة أخرى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة