قالت مجلة دير شبيجل الألمانية إن قضية ترحيل وكالة الـ CIA الأمريكية لرجل الدين أبو عمر المصرى عام 2003، تحولت إلى صداع فى رأس واشنطن بعدما أدانت محكمة بميلانو 23 عنصرا من وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية بخطف الواعظ المتطرف.
واشارت المجلة إلى مراسلات سرية، من بين الآلاف التى سربها ويكيلكس، كشفت عن تهديد الولايات المتحدة للحكومة الإيطالية فى محاولتها للتأثير على سير القضية. وقد أظهرت هذه المراسلات أن بيرلسكونى أبدى إستعداده للمساعدة.
ففى عام 2007 بدأت محكمة ميلانو محاكمة عملاء تابعين للإستخبارات الأمريكية غيابيا لدورهم فى خطف أبو عمر المصرى عام 2003 حيث كان يعيش بالمدينة الإيطالية. لكن الحكومة الأمريكية حاولت التدخل للتأثير على التحقيقات الجارية بمكتب المدعى العام.
وبدأت الجهود أولا عبر القنوات الدبلوماسية. لكنها اتخذت فيما بعد مسارا ذو محادثات رفيعة المستوى مع رئيس الوزراء الإيطالى سلفيو بيرلسكونى. وقد كان الدبلوماسيون الأمريكيون ووزير الدفاع على قناعة بأن الحكومة الإيطالية تعمل جاهدة لتسوية الوضع.
تفاصيل هذه الأحداث جاءت بإحدى البرقيات السرية الصادرة عن السفارة الأمريكية بروما، وهى تمثل إحراجا لبيرلسكونى، الذى نجا لتوه من تصويت سحب الثقة بالبرلمان الإيطالى.
الوثائق تطرح وصفا تفصيليا لكيفية قيام كلا من السفير الأمريكى ووزير الدفاع روبرت جيتس بممارسة ضغوطا مباشرة على الحكومة الإيطالية بروما. فلالتحديد، أرادت واشنطن أن تحصل على ضمانات بأن روما ستستخدم نفوذها للتأكيد من عدم إصدار أى أوامر إعتقال دولية بحق ضباط من المخابرات الأمريكية المتهمين بالتورط فى اختطاف أبو عمر.
وأبو عمر الشهير لدى السلطات الإيطالية بواعظ الكراهية، تم خطفه من شوارع ميلانو فى وضح النهار، ليتم نقله من إيطاليا إلى مصر عبر ألمانيا، حيث يزعم تعرضه للمعاملة الوحشية على يد ضباط المخابرات المصرية أثناء التحقيقات وفى حضور مسئولين أمريكيين.
والكشف عن هذه الحقائق يسلط الضوء على عمليات الترحيل القسرى التى مارستها وكالة الإستخبارات المركزية على نطاق واسع عقب هجمات 11 سبتمبر. حيث تم خطف عشرات الإرهابيين المشتبه بهم فى جميع أنحاء العالم ونقلهم إلى مراكز اعتقال سرية لاستجوابهم.
ويكيلكس: أمريكا هددت إيطاليا بشأن قضية خطف أبو عمر المصرى
الأحد، 19 ديسمبر 2010 05:02 م