محمد حمدى

فتنة المقطورات

الأحد، 19 ديسمبر 2010 12:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"فتنة المقطورات" عنوان القصة الرئيسية فى "المصرى اليوم"، فى عددها الصادر اليوم، وهو عنوان مهم يستحق التوقف، وقراءة تفاصيل القصة المرفقة وتحليلها لأنها تكشف عن كيف نحتج وهل نؤمن حقا بثقافة الاحتجاج، وبحرية الأخرين فى الاختلاف.

التقرير المنشور يتابع إضراب أصحاب وسائقى المقطورات الذى دخل يومه العاشر، ويذكر أن العشرات من أصحاب السيارات فى الدقهلية تجمعوا ببسياراتهم، وهددوا بتحطيم وإحراق أى سيارة تخرق الإضراب، بينما خرق البعض القرار وخرجوا بسياراتهم، مما أدى إلى إحراق عدد من السائقين المضربين سيارتى نقل على طريق "الصالحات– دكرنس"، أثناء سيرهما على الطريق، أما فى محافظة المنيا، فقد ألقى أهالى مدينة الغنائم الحجارة على ثلاث سيارات نقل ما أدى لإصابة السائق صابر لبان.

وفى الشرقية، توالت اعتداءات السائقين، وأصحاب السيارات المضربين، على السيارات التى اخترقت الإضراب وقررت العمل، خاصة السيارات "الفردانى" دون مقطورة، واعتدى عدد من السائقين على عدة سيارات، من بينها سيارة، ألقوها فى ترعة أبوحماد.
هذا ملخص ما جاء فى التقرير وصاحبه أيضا صورة صحفية لسيارة نقل كسرت الإضراب فى الشرقية، فألقاها المضربون فى الترعة!

ونحن لسنا فى موضع مناقشة أصحاب المقطورات فى أسباب الإضراب، وهل هى صحيحة أم لا، فالحق فى التعبير عن الآراء بالطرق السلمية المشروعة من المفترض أن يكون مكفولا للجميع، لذلك من حق أصحاب سيارات النقل وغيرهم الاعتصام والإضراب طالما رأوا أنهم يتعرضون لتعسف أو ظلم.

وفى كل أنحاء العالم، تحدث مثل هذه الاحتجاجات بشكل دائم، وغالبا ما تنتهى عبر مفاوضات جماعية بين الحكومات وأصحاب الأعمال، وممثلى الأعمال، للوصل إلى حل وسط، يرضى جميع الأطراف، دون أن يفكر المسئولون أن التفاوض من شأنه النيل من هيبة الدولة، أو تشجيع آخرين على مثل هذه السياسات.

ما لا أفهمه ولا أتقبله هو إجبار الآخرين على المشاركة فى الاحتجاجات رغما عنهم، ثم الاعتداء على الرافضين بدنيا، بمعنى ضربهم، أو الاعتداء على ممتلكاتهم، ولا أفهم كيف يحتج أصحاب المقطورات ويضربون عن العمل لأن قانون المرور، والمحاسبة الضريبية لهم تحملهم أعباء مالية ضخمة، ثم يقومون فى نفس الوقت بتحطيم وإغراق وإحراق سيارات زملاء لهم، ربما لديهم ظروف قاهرة تمنعهم من الاستمرار فى الإضراب.
مشكلتنا فى مصر أننا نؤمن بالحرية من طرف واحد فقط، فالحكومة حرة تفعل ما تشاء، دون أن تمنح الآخرين مثل هذه الحرية، أما المواطنون فإنهم حين يمارسون ولو أشكالا بسيطة من حرية الرأى فإنهم يضيقون بالمعارضين حتى ولو كانوا زملاء عمل أو جيران، أو غيرهم.

نحن فى مصر نفتقد ثقافة الحوار، ونتحدث كثيرا عن حرية التعبير، واحترام أراء الآخرين، لكننا فى الغالب الأعم لا نرى سوى أنفسنا، ولا نسمع سوى أصواتنا، ولا تتعدى الحرية عندنا حدود أجسادنا فقط.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة